بعد توقيف فايز كرم بتهمة العمالة للعدو

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
بعد توقيف فايز كرم بتهمة العمالة للعدو

   الكاتب :

 

 الزوار : 2482   الإضافة : 2010-08-09

 

أن يكون في صفوف أي حزب أو تيار سياسي قياديٌ عميل للعدو، فهذه كارثة على الصورة الذهنية لهذا الحزب أو التيار. وأن يكون هذا القيادي قريب من موقع القرار، ومرشح محتمل لخلافة قائد التيار الذي ينتسب إليه، فهذا يزيد من الكارثة... لكن ذلك لا يعني أبداً أن هذا الحزب أو التيار بات عميلاً،

بعد توقيف فايز كرم بتهمة العمالة للعدو:

انقلاب الموقف من التسريبات وغرائب في التصريحات!

لماذا التشكيك بـ <المعلومات> وبالتحقيق إذا كانت صدمة التيار نقطة إيجابية تثبت وطنيته؟

فادي شامية-اللواء- الاثنين 9-8-2010

أن يكون في صفوف أي حزب أو تيار سياسي قياديٌ عميل للعدو، فهذه كارثة على الصورة الذهنية لهذا الحزب أو التيار. وأن يكون هذا القيادي قريب من موقع القرار، ومرشح محتمل لخلافة قائد التيار الذي ينتسب إليه، فهذا يزيد من الكارثة... لكن ذلك لا يعني أبداً أن هذا الحزب أو التيار بات عميلاً، أو أن باقي القياديين، وجميع المنتسبين عملاء. هذا أمر لا يقول به عاقل، ولا يقبل به غير حاقد، أعمى البغض بصيرته.

حالة العميد فايز كرم، الموقوف بتهمة العمالة للعدو الإسرائيلي، حالة غير مسبوقة في لبنان، إذ لأول مرة يوقف قيادي، وسياسي، ومرشح دائم للانتخابات النيابية، على هذا المستوى. ومع ذلك –وبغض النظر عن خلاف قسم كبير من اللبنانيين مع سياسة العماد ميشال عون- فإن الأمر لا يدعو أبداً إلى التشهير أو الاستغلال السياسي، فكل من تثبت عمالته في هذا البلد يدعو لخجل جميع اللبنانيين، فكيف وقد طالت لائحة العملاء عندنا إلى درجة لا يمكن استيعابها، خصوصاً أن بعضهم شغل مناصب حساسة في مؤسسات وطنية كالجيش اللبناني، أو وزارات حساسة كوزارة الاتصالات.

من أجل ذلك، وبعيداً عن التسريبات الكثيرة عن "اعترافات" العميد فايز كرم (وهي تسريبات مشكوك في صحتها لحين ثبوت العكس) فإن هذه الواقعة، وما أعقبها من تصريحات، تستوجب التعليق السياسي، والتوقف أمام جملة مفارقات ومغالطات، من باب تقويم المسار السياسي لنا جميعاً-نحن اللبنانيين-:

1- بعد مرور وقت قصير على صدمة توقيف العميد كرم، قام نواب ومسؤولو "التيار الوطني الحر" بهجوم مضاد على الصحف التي سرّبت "معلومات" حول التحقيقات الجارية، حيث اعتبر أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان أن كرم "لا يزال مشتبهًا به، ولم يصبح متهماً حتى الآن" وأن "الإعلام اختصر مراحل التحقيق بسبب تسريبات مغرضة". كلام كنعان يستحق النظر والاحترام، فكرم لم يسلّم إلى القضاء بعد، والتسريبات تؤذي التيار فعلاً، لكن لماذا لم يصدر هذا الموقف عندما أوقف عملاء آخرون؟! بل لماذا لم يصدر موقف من التسريبات عندما أوقف مشتبه بهم في أحداث أخرى، عندما كانت التسريبات تسيء إلى منطقة كاملة؛ اتهم أهلها باحتضان مجموعة حاولت اغتيال البطريرك صفير لدى زيارته زحلة، وقد رددت وسائل إعلام عديدة، من بينها موقع "التيار الوطني الحر" نفسه، أن "أسماء رنانة سيجري توقيفها" من مجدل عنجر في هذه القضية، ليتبين أن الأمر كله لا يستند إلى وقائع ثابتة؟!. ثم لماذا قامت قيامة فريق الثامن من آذار –بما فيه جناحه المسيحي- عندما صدرت مواقف تقول: "يا جماعة التسريبات التي رافقت توقيف العميل شربل قزي (قبل إحالته على القضاء) تؤذي التحقيق، وتساعد باقي العملاء على الفرار" (وقد استفاد عملاء من التسريبات وهربوا فعلاً)، فكان الرد: "أنتم تحمون العملاء وتتهجمون على مخابرات الجيش؟!"، بل إن أحد "أشاوس حزب الله" اعتبر أن التسريبات كانت مفيدة لأنها أحبطت مؤامرة التستر على عميل؟! (هل تذكرون ذلك؟!).

2- اعتبر بعض محبي "التيار الوطني الحر" وحلفائه –راهناً- أن الصدمة التي أعقبت توقيف كرم نقطة إيجابية، تثبت "وطنية التيار"، فهل يعني ذلك أن حلفاء التيار –اليوم-كانوا يشكون به وأن صدمة جمهور التيار جعلتهم يتأكدون من وطنيته؟ وبالمقابل هل سمع محبو "التيار الوطني الحر" خصومهم –اليوم- يخوّنون تيار العماد عون؟!. وإذا كان من جهة تخوّن فعلاً هذا التيار؛ فهل يذكر محبو التيار هؤلاء من هي الجهات التي كانت تخوّن علناً تيارهم من قبل؟ ومن رفع اللافتات في بيروت مندداً بـ"العميل الخائن ميشال عون" عام 2003 بعد زيارة عون للكونغرس الأميركي؟! (قبل أن يتحول هؤلاء إلى حلفاء بعد وثيقة التفاهم الشهيرة). إن كل ما كان يقوله خصوم التيار –في السياسة-: "يا جماعة: أوقفوا لغة التخوين من الخطاب السياسي"!، وهم إلى اليوم يقولون ذلك، فهل التزم حلفاء التيار؟! أليس حلفاء التيار هم الذين يخوّنون يومياً معارضيهم؟! ألم يكن يتطلب هذا "التخوين بالجملة" موقفاً مندداً من "التيار الوطني" من قبل؟ ألا يستحق المتهمون بـ"الخيانة بالجملة" كلمة شكر على مبادلتهم الإساءة بالمعروف، بعد المواقف الرافضة لأي اتهام لتيار العماد عون بالعمالة – رغم الخلاف السياسي معه ورغم توقيف قيادي فيه بتهمة العمالة-؟ وهل قارن محبو التيار المواقف التخوينية السابقة من حلفائهم مع موقف كل من "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" تجاههم؟!. وهل تخيّل محبو تيار عون كيف يمكن أن تكون ردة الفعل السياسية والإعلامية لدى حلفائهم، فيما لو كان المتهم بالعمالة قيادي في "المستقبل" أو "القوات"؟!... هل تصوروا حجم الشماتة و"الأساطير" التي كانت ستظهر حينها؟!

3- في الموضوع إياه؛ أدلى النائب زياد أسود بتصريح قال فيه: "لدينا علامات استفهام حول توقيف فايز كرم.. وأنا لا أؤمن بتحقيقات تجري على هذا المستوى، إذ إنّ التحقيق بهذه القضية تسقط قيمته أمام فرع المعلومات، ومن المعيب على القضاء اللبناني أن يترك جهازًا مشكوكًا بشرعيته يتعاطى بهكذا ملف". أما زميله النائب نبيل نقولا فقال: "التيار الوطني أشرف من فرع المعلومات ومن كل الصحافة إذا أرادوا التجريح بنا". والسؤال هنا: هل بالتجريح بالأجهزة الأمنية –بدل شكرها- يحفظ التيار كرامته؟! وما هي "الجريمة" التي ارتكبتها "شعبة" المعلومات بتوقيفها عميلاً؟!. هناك مثل عامي يقول: (احترنا يا قرعة منين بدنا نبوسك) بالأمس وجه السيد حسن نصر الله أسئلة إلى "شعبة" المعلومات غامزاً من قناة تأخرها في توقيف أحد العملاء، بعدما أوقفته مخابرات الجيش –وهي لم تتأخر كما ظهر لاحقاً- واليوم يتهجم نواب تكتل "التغيير والإصلاح" على "شعبة" المعلومات لأنها بادرت إلى توقيف أحد العملاء (المحتملين)، فما الذي يجب أن تفعله "شعبة" المعلومات حتى يرضى عنها فريق الثامن من آذار، إذا كان توقيف العملاء، والإرهابيين، وكبار المجرمين لم يعد يعجبهم؟! (ذكر أسود في تصريحه كلاماً عجيباً؛ أخرج بموجبه قوى الأمن الداخلي من عداد الضابطة العدلية!، خلافاً للمواد 11-12-13 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، ومما يجري عليه العمل في القضاء، وذلك عندما قال عن التحقيقات مع كرم: "كل تحقيق لا يدخل ضمن إطار الضابطة العدلية من الناحية القانونية هو تحقيق باطل"!).

4- قبل أيام على توقيف كرم ألقى السيد حسن نصر الله خطاباً رناناً اعتبر فيه أن "البيئة الحاضنة للعملاء" هي أحد أهم الأسباب وراء تفشي هذه الظاهرة، قاصداً من البيئة الحاضنة للعملاء؛ أولئك الذين ينتقدون "حزب الله" وارتباطاته، وسلاحه- عاد وأوضح في مؤتمر صحفي لاحق أنه لا يقصد طائفة بعينها-، ثم جاء توقيف كرم، ومن قبله أحد العملاء الذين يدورون في فلك حلفاء الحزب المذكور (وسبق ذلك عدد آخر ممن كانوا "يهوبرون" كثيراً لـ "حزب الله" وقد باتوا في عهدة القضاء) ليؤكد ذلك كله؛ أن خصوم الحزب –في السياسة- ومنتقديه والمتسائلين عن سلاحه والخائفين منه، ليسوا هم البيئة الحاضنة للعملاء –إذا كان من بيئة حاضنة للعملاء- بل أولئك الذين يمالئون الحزب ويكذبون ويزايدون عليه، وعلى جمهوره، متخذين من هذا الخطاب الكاذب ستاراً للعمالة... ولعل الدليل على ذلك أن كرم نفسه كان قد ألقى خطابات "رهيبة" في مدى افتخاره بـ"المقاومة" (خطاب في أميون عام 2005 على سبيل المثال لا الحصر)، وهو كان قبل أيام على توقيفه يعطي اللبنانيين –من على منبر إحدى الفضائيات- دروساً في كيفية تقفّي أثر العملاء وعدم التهاون معهم!! ما يعني أن على الحزب المذكور أن يخشى أولاً ممن يبيعه كلاماً، ويخفي عداوةً، وهو أول المنقلبين عليه في حال تغيرت موازين القوى، وأن عليه تفهم هواجس منتقديه، خصوصاً بعدما ذاقوا حرارة السلاح في 7 أيار ما قبل الماضي... لأن دوام الحال من المحال.

لقد أجاد العماد عون عندما وصف حالاتٍ من السقوط، كانت بقرب السيد المسيح نفسه (مع فارق التشبيه طبعاً) وهي حالات ستبقى ما بقيت الدنيا... غير أن الأهم أن لا يسقط تيار كامل بحجم تيار العماد عون، في مسار من الخصومة السياسية العمياء، التي تضر بالوطن وتوتر العلاقات بين مكوناته.


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


1 + 6 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب
  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع