أجهزة تلاحق الإرهاب وإعلام يشوش

أجهزة أمنية تلاحق الإرهاب ووسائل إعلامية تشوش!

فادي شامية

فيما يحظى موضوع ملاحقة الإرهاب بمتابعة مستمرة، بعيداً عن الصخب الإعلامي، تعيد وسائل إعلامية تسليط الضوء على المجموعات الإرهابية، من باب ربطها – مجدداً- بفريق سياسي معين وبملف المحكمة الدولية!.

وكان لافتاً في هذا الإطار ما نشرته صحيفة السفير في 17 الجاري عما أُسمي "سيناريو عون" لمحاصرة "حزب الله"، متضمناً " توقعه" أن "تنبري بعض المجموعات الأصولية خاصة في المخيمات الفلسطينية، لرسم وقائع جديدة في ساحات محددة، ويصبح مشروع الفتنة في لبنان مفتوحاً على أكثر من احتمال".

وفي نشرتها مساء 22 الجاري، عرضت قناة الجديد تقريراً أكثر خطورة، تحدث عن نية فريق سياسي استخدام السلاح الفلسطيني – لا سيما الأصولي- في مواجهة "حزب الله"، بعد مقايضة موضوع الحقوق الفلسطينية بموضوع استخدام السلاح في مواجهة سلاح "حزب الله"، وقد استدل من أعد التقرير على ذلك؛ بحماسة النائب بهية الحريري إقرار بعض الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وعدم حديث "تيار المستقبل" عن السلاح داخل المخيمات!.

ومع أن هذا التحليل متهافت لدرجة عدم الحاجة إلى مناقشته، خصوصاً أن الجهات الإعلامية نفسها، هي من يؤكد -وفقاً لإفادة الموقوف "السمكو"- أن عبد الرحمن عوض متورّط باغتيال النائب وليد عيدو (القيادي في "تيار المستقبل")، فإن ما هو أهم؛ التنبيه إلى مخاطر بث مثل هكذا "تحليلات"، إذ لدى سؤال الأجهزة الأمنية المعنية، فإنها لا تخفي انزعاجها من التشويش على عملها من جهة، كما أنها لا تخفي خشيتها من "تصوير جهاز أمني وكأنه يغض الطرف عن الإرهاب وجهاز آخر يلاحقه، وهذا غير صحيح على الإطلاق".

أما سياسياً؛ فإن من ينشر هذا الكلام -سواء أدرك أم لا- فإنه يدخل عاملاً خطيراً من عوامل التفجير، في أتون الخلاف السياسي اللبناني، ويلعب بأمن لمخيمات والوطن على السواء.