الغلو في الدين ظاهرة قديمة لكن تعقيداتها اليوم أكبر

  محيط البوك الخبر

قسم الاخبار
  الغلو في الدين ظاهرة قديمة لكن تعقيداتها اليوم أكبر     
 

الكاتب :    

 
 

 الزوار : 2571 |  الإضافة : 2010-06-23

 

الخطب المكتوبة والمقالات

 مقالات الاستاذ فادي شامية



الغلو في اللغة هو ارتفاع الشيء ومجاوزة الحد فيه. ومنه قوله تعالى: }يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ{1 أي لا تجاوزوا المقدار. وهو في الاصطلاح: "مجاوزة حدود ما شرعه الله بقول أو فعل أو اعتقاد". وفي الحديث الصحيح : "إياكم والغُلُوَّ في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين"2.

الغلو في الدين ظاهرة قديمة لكن تعقيداتها اليوم أكبر:

ما هي أسباب تزايد الغلو الإسلامي المعاصر؟!

فادي شامية – الاربعاء,23 حزيران 2010 الموافق 11 رجب 1431 هـ

الغلو في اللغة هو ارتفاع الشيء ومجاوزة الحد فيه. ومنه قوله تعالى: }يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ{1 أي لا تجاوزوا المقدار. وهو في الاصطلاح: "مجاوزة حدود ما شرعه الله بقول أو فعل أو اعتقاد". وفي الحديث الصحيح : "إياكم والغُلُوَّ في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين"2.

ومع أن الغلو ظاهرة قديمة، (وهي بالمناسبة، غير مقتصرة على الدين الإسلامي)، فإن تعقيداتها اليوم باتت أكبر، للأسباب الآتية:

أ- العالمية: إذ صار في كل بلد، وفي كل حضارة طوائف غالية، يغذي بعضها بعضاً، وتسهم العولمة في تعميم أساليب ورؤى غالية، ولو كان أتباعها من أديان ومذاهب مختلفة.

ب- الاستنسابية: في التعامل مع المشكلة، إذ من الملاحظ أن كثيراً من الفرق الغالية تعمل برضا الدول والأنظمة التي تتوافق مصالحها السياسية معها، وعندما تختلف المصالح؛ تشن الحكومات الحروب على هذه الجماعات وعلى طروحاتها!.

ت- اختلاط مفهومي الغلو والجهاد: هذا الاختلاط قد يكون ضمن الجماعة نفسها، إذ يمكن لهذه الجماعة أن تمثّل روح الجهاد في الأمة في موقف أو فترة زمنية، وهي نفسها يمكن أن تصبح جماعة غالية تمارس العنف الأرعن في فترة أو موقف معين، الأمر الذي يؤدي إلى اختلاط كبير في المفاهيم، خصوصاً في زمن عز فيه النموذج الذي تقتدي به الأمة!.

ث- ازدياد الوسائط المساعدة: وعلى رأسها الإعلام المتطور الذي يلعب دوراً كبيراً في التعبئة والتجنيد، ولا سيما مواقع الإنترنت، إضافة إلى الأخبار التعبوية التي تفتقد في الغالب إلى المصداقية.

لكن ما هي الأسباب التي تدفع باتجاه الغلو أصلاً؟! ولماذا يتزايد أعداد الغلاة في عالمنا اليوم؟!

في الواقع، فإن الأسباب الأكثر أهمية للغلو في العصر الحديث – لا سيما في الشق السياسي منه- تعود إلى ما يأتي:

أ- الأسباب الفكرية: ويدخل فيها ضعف العلم الشرعي، وانتهاج سبل متشددة، لا تتوافق مع الروح الإسلامية السمحة، وقلة الاتصال بالعلماء الثقات، وادعاء العلم مع الجهل به، والتشبث بالرأي.

ب- الأسباب السياسية: وهي من الأسباب المؤثرة جداً، لأن ما يعانيه العالم الإسلامي من ظلم، وهوان، وعجز، وفساد، واختلال العدالة العالمية ضده دائماً، تشكل كلها عوامل دافعة نحو الغضب والتطرف، خصوصاً عندما تختل العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فيرى المحكوم أن الحاكم لا يعبّر عنه، ولا ينتصر للقيم والدين الذي يدين به.

ت- الأسباب الاقتصادية: غالباً من تشكل الضغوط الاجتماعية، والفقر المدقع أسباباً مساعدة على الغلو، الذي يصبح بمثابة الثورة على الواقع المليء بالحرمان، وانعدام فرص التعبير عن الذات.

ث- الأسباب النفسية: حيث تلعب الدوافع الذاتية في الشخص، وسيطرة الهوى عليه، وتجاربه الفاشلة، والشعور بالاضطهاد، والسعي وراء اعتبار الذات... أسباباً مساعدة لظهور الغلو أيضاً. كما يمكن أن تكون بعض الشخصيات الغالية؛ مريضة بأمراض نفسية وانحرافات سلوكية خطيرة، بحيث تشكل الظروف التي يوضع فيها العديد من الإسلاميين، والتعذيب الذي يتعرضون له أحياناً، أسباباً دافعة لاعتناقهم أقصى المواقف تطرفاً. ومن المعلوم أن الغلو المعاصر قد ظهر أكثره داخل السجون، لا سيما المصرية تحديداً.

إزاء هذا الواقع، هل من سبيل للحد من الغلو؟

بالتأكيد نعم، فنشر الوسطية والعمل بها، وإصلاح الأحوال السياسية والاقتصادية في عالمنا العربي والإسلامي، ومقاربة حالات الغلو على قاعدة العلاج لا الانتقام، يسهم إلى حد كبير في الحد من الغلو في واقعنا الإسلامي.


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


1 + 3 =

/300
  صورة البلوك ملتقى الشفاء الاسلامي
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع