بعد أن أقدم الصرب على هدم وإحراق نحو 218 مسجدًا خلال حرب كوسوفا عام 1999.
للرجال والنساء
وأوضح محمود عباس حسين ممثل قطر الخيرية في جمهورية كوسوفا أن تكلفة المسجد تبلغ مليونا و400 ألف ريال قطري، ويتكون من ثلاث أدوار اثنين منهما للرجال ودور ثالث للنساء. بحسب بيان صحفي وصلت "إسلام أون لاين" نسخة منه الأربعاء 19/5/2010.
وأشار إلى أن المسجد يشتمل على فصول لتعليم القرآن الكريم واللغة العربية ويقع في مكان متميز في العاصمة "بريشتينا" .
ويندرج هذا المشروع ضمن توجهات "قطر الخيرية" الإستراتيجية التي تركز على الثقافة والتعليم نظراً لما للمساجد من أهمية خاصة كبؤرة للإشعاع العلمي ونشر الوعي الديني وتزكية النفوس لدى المسلمين.
نداءات سابقة
وكان العديد من أئمة ومسلمي كوسوفا قد وجهوا نداءات سابقة – عبر "إسلام أون لاين"- أكدوا فيها حاجة بلادهم إلى المزيد من المساجد، و ناشدوا المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي مد يد العون لترميم وإنقاذ المئات من مساجدهم الأثرية التي تمثل تاريخهم وتراثهم الحضاري.
وفي تصريحات سابقة لـ "إسلام أون لاين" قال محمد هوجا سكرتير المشيخة الإسلامية بكوسوفا :"أن أعداد المصلين تفوق مساحة المساجد ومحيطها، لذا نضطر لصلاة الجمعة مرتين.. الأولى لعامة الناس، والثانية لطلبة المدارس ".
كما بين صبري بايجوري رئيس الأئمة في المشيخة الإسلامية أن "المساجد صارت عاجزة عن استيعاب المصلين"، مشيرا إلى أن "العاصمة بريشتينا وحدها بحاجة على الأقل لعشرة مساجد أخرى ، كما أنه لا بديل عن بناء مركز إسلامي ضخم"، مناشدا العالم العربي والإسلامي المساعدة في بنائها، وخاصة أن كوسوفا هي أفقر دولة أوروبية.
وبين بايجوري أنه خلال حرب كوسوفا الأخيرة بين عامي 1998 و1999، أقدم الصرب على هدم وإحراق نحو 218 مسجدا أثريا.
وبعد إعلان استقلال كوسوفا عن صربيا يوم 17 فبراير 2008، واعتراف معظم الدول الأوروبية بها، وعدد من الدول الإسلامية صارت كوسوفا ثاني دولة إسلامية في أوروبا بعد ألبانيا، لكنها الأعلى في نسبة المسلمين؛ إذ يدين 90% من سكانها بالإسلام.
900 يتيم
على صعيد آخر بيَّن محمود عباس حسين ممثل قطر الخيرية أن أعمال "قطر الخيرية" في جمهورية كوسوفا لم تقتصر على بناء المسجد، بل شملت خلال العام الماضي مجالات كفالة الأيتام، والمشاريع المدرة للدخل، والمشاريع الموسمية، بالشراكة مع " جمعية مقبولة الاجتماعية" .
وأوضح أن الجمعية ما زالت تواصل رعايتها وكفالتها لـ 900 يتيم، حيث تقدم لهم الكفالة المالية الشهرية والرعاية الاجتماعية والصحية، بالإضافة إلى الأنشطة المصاحبة من البرامج الدينية والثقافية والدورات التدريبية والرياضية والرحلات .
وتابع : "تقوم قطر الخيرية أيضا بالتواصل مع أسر الأيتام من خلال زيارات تفقدية يتم من خلالها توزيع السلة الغذائية لهم و الحقيبة المدرسية لأبنائهم" .
وأردف قائلا: "إضافة إلى ما سبق، فإن قطر الخيرية تولي اهتماماً ورعاية خاصة بالأيتام المتفوقين، فقد تم اختيار 100 يتيم ويتيمة وتم إدماجهم في برنامج خاص لتنمية قدراتهم ومواهبهم من خلال دورات تدريبية مكثفة".
وبيَّن أنه للترويح عن الطلاب الأيتام خلال العطلة الصيفية، تم تنفيذ برنامج "النادي الصيفي" لقضاء عطلة تجمع بين المتعة والفائدة، تخللتها أنشطة ثقافية ورياضية ورحلات لمدة شهر ونصف الشهر، بمعدل أربعة أيام في الأسبوع.
مشاريع مدرة للدخل
كما أوضح محمود عباس ممثل قطر الخيرية في كوسوفا أن الجمعية نفذت بالتعاون مع "جمعية مقبولة الاجتماعية" المرحلة الثانية لهذا العام من المشاريع المدرة للدخل، وذلك في إطار سعيها لتمكين أسر الأيتام اقتصادياً ومساعدتها معيشياً.
وبين في هذا الشأن أنه تم تمليك 50 أسرة من أسر الأيتام مشاريع تنوعت بين البقرة الحلوب ومحلات البقالة وصيانة السيارات وبسطات الخضار والفاكهة وغيرها تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم معيشيا.
وتابع : "أما في مجال المشاريع الموسمية، فقد استفاد أكثر من 25 ألف كوسوفي من مشروعي الأضاحي وإفطار الصائم خلال عام 2009. "
يذكر أن "قطر الخيرية" كانت من أوائل الجمعيات الخيرية التي سارعت للوقوف إلى جوار الشعب الكوسوفي للتخفيف من معاناته بعد الحرب التي تعرض لها عام 1999 ، حيث تمكنت من إنجاز مجموعة من المشاريع التنموية بتكلفة إجمالية تجاوزت 16 مليون ريال قطري.
إسلام أون لاين - أحمد عبد السلام