الجولة الثانية من الانتخابات البلدية:
"الجماعة الإسلامية" تعوّض نسبياً ما خسرته في جبل لبنان
فادي شامية – اللواء- الثلاثاء,11 أيار 2010 الموافق 27 جمادى الاولى 1431 هـ
بعد خسارتها الانتخابات في برجا وكترمايا، عوّضت "الجماعة الإسلامية" -نسبياً- هذه الخسارة بنتائج الجولة الثانية للانتخابات البلدية في كل من بيروت والبقاع. اللافت في قراءة النتائج أن "الجماعة" لم تعتمد جهةً واحدة في تحالفاتها -وإن كان تحالفها مع "المستقبل" في بيروت حُسم مبكراً- وأنها في البقاع قد نسجت معظم تحالفاتها مع "تيار المستقبل"، لكن ذلك لم يكن قاعدة عامة بلا استثناءات.
الواضح أيضاً أن ثمة تداخلاً بين جمهور "المستقبل" وجمهور "الجماعة الإسلامية" في البقاع، بدليل أن البلدات التي شهدت تنافساً بين "الجماعة" و"المستقبل"، هي بلدات فازت فيها قوى 8 آذار، وليس "الجماعة" أو "المستقبل"، ما يعني أن المنافسة أدت إلى إضعاف الفريقين معاً، لاعتمادهما على جمهور مشترك في أغلبه، فكان الفوز لصالح 8 آذار.
النتائج
إذاً، فازت "الجماعة الإسلامية" بعضوية بلدية بيروت، من خلال مرشحها الحاج عصام برغوت –عضو في المجلس البلدي السابق- بالتحالف مع "تيار المستقبل" وباقي مكونات لائحة "وحدة بيروت" برئاسة بلال حمد. أما على مستوى المخاتير، قد فاز مرشحو "الجماعة الإسلامية" الخمسة، في: رأس بيروت، والمصيطبة، والمزرعة، وعين المريسة.
بقاعاً؛ خسرت "الجماعة" بلدية عرسال (18 عضواً)، كبرى بلدات البقاع الشمالي، حيث فازت اللائحة المدعومة من قوى 8 آذار، وهي نتيبجة لافتة للغاية، لأن البلدة معروفة بتأييدها لـ "تيار المستقبل"، ولـ "الجماعة الإسلامية"، وكانت التوقعات ترجح فوز الجماعة أو التيار - بعد تعذر التحالف بينهما- لا قوى 8 آذار، لكن يبدو واضحاً أن اللائحتين؛ "مستقبل عرسال"، المدعومة من تيار "المستقبل"، و"الوفاء لعرسال" المدعومة من "الجماعة الإسلامية"، قد أضعفت كل منهما الأخرى، ما أدى إلى خسارتهما معاً.
وعلى غرار عرسال، جاءت نتيجة بلدة الرفيد في البقاع الغربي (12 عضواً)، حيث فازت اللائحة المدعومة من عبد الرحيم مراد، على حساب اللائحة المكتملة المدعومة من "الجماعة"، واللائحة الأخرى المدعومة من "تيار المستقبل"، غير أن "الجماعة" تمكّنت من تحقيق أربعة خروقات في اللائحة الفائزة.
وعلى النقيض من عرسال والرفيد، فقد تحالفت الجماعة مع "المستقبل"، في بر الياس، كبرى بلدات البقاع الغربي (15 عضواً)، ما أدى إلى فوز اللائحة المدعومة من "المستقبل" و"الجماعة" في مواجهة اللائحة المدعومة من قوى 8 آذار. والأمر نفسه ينطبق على بلدة بوارج- قضاء زحلة (12 عضواً)، حيث فازت لائحة "وحدة أبناء بوارج" بالتزكية، بعدما توافقت العائلات والقوى السياسية ومن بينها "الجماعة" و"المستقبل".
كما فازت "الجماعة" في القرعون (15 عضواً) بنتيجة 13/15، ولالا (15 عضواً) بنتيجة 13/15، في البقاع الغربي، وفي المدوخا (12 عضواً)- قضاء راشيا، بنتيجة 12/12. كما تمكّن ستة من مؤيدي "الجماعة" من اختراق اللائحة الفائزة في لوسي- البقاع الغربي (15 عضواً).
أما في مدينة بعلبك (21 عضواً) فقد واجه قسم كبير من العائلات البعلبكية -مدعومة من "المستقبل" و"الجماعة"-، اللائحة التوافقية المشكّلة من "حزب الله" و"حركة أمل"، وحققت نتائج لافتة، وإن كانت لم تفز، كما كان متوقعاً.
وعلى مستوى المخاتير، نالت "الجماعة" مقعد مختار في كل من؛ كامد اللوز، والرفيد، والمدوخا ومخاتير القرعون الثلاثة، ومختارين في تعلبايا (خسرت اللائحة المدعومة من الجماعة في تعلبايا) ومختاري المنارة عن طريق التزكية.
وهكذا عبرت "الجماعة الإسلامية" الجولة الثانية من الانتخابات بنتائج جيدة... لكن القراءة السياسية للنتائج، لجهة أماكن الفوز والخسارة أسبابهما، تبقى محل دراسة من قبل الجماعة، ليبنى عليها للجولتين القادمتين.