هبة زكريا
وأفاد شهود عيان لـ"إسلام أون لاين.نت" أن المصلين الذين اعتكفوا داخل المسجد قد فوجئوا بعد صلاة العشاء بنحو نصف ساعة باقتحام عشرات العناصر من الشرطة الإسرائيلية للمسجد، وأخرجتهم بالقوة واحتجزت هوياتهم، وطالبتهم باستلامها من قسم شرطة القشلة والمسكوبية.
وفي تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" أوضح محمود أبو العطا، المسئول الإعلامي بمؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أن "حقيقة ما حدث هو أن عددا من كبار السن من المصلين من أهل الداخل الفلسطيني والقدس أرادوا الاعتكاف في المسجد الأقصى، وهو حق عبادي ضمنته دائرة الأوقاف في القدس صاحبة السيادة الفعلية على الأقصى".
وأردف: "استغلت قوات الاحتلال الموقف واقتحمت المسجد وأخرجت هؤلاء المعتكفين من كبار السن بالقوة، وطاردتهم خارج المسجد حتى منطقة باب السلسلة، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية كخطوة ترهيبية لهم".
وشدد على أن "حق الاعتكاف هو حق غير مرتبط بزمن معين، وليس للاحتلال حق في منعه، هناك إجراءات مجنونة يقوم بها الاحتلال وتتصاعد مع مرور كل ساعة من هذا الأسبوع، بدءا من مساء الجمعة وحتى هذه الساعة".
الأقصى في خطر
ولفت أبو العطا إلى أنه "اليوم قام الاحتلال بحراسة وحماية آلاف المستوطنين الذين قاموا بمسيرة من ساحة البراق غرب المسجد الأقصى إلى منطقة حي الشرف المحتل وإدخال (سفر التناخ) إلى كنيس الخراب كخطوة أولى لافتتاح الكنيس الذي سيكون مساء الغد، وسيشارك فيه المدعو هربرت صموئيل (عمره 97 سنة) الذي كان المندوب السامي للاحتلال البريطاني عام 1917، وهناك أنباء عبرية تقول إن نتنياهو سيرسل بتحية متلفزة خلال مراسيم الافتتاح، وبناء على ما يجري فإننا نؤكد أن المسجد الأقصى في أعلى درجات الخطر، والانتهاكات تتصاعد يوما بعد يوم".
وتأتي هذه الأحداث في سياق الإجراءات الأمنية التي تتخذها سلطات الاحتلال استعدادا لافتتاح كنيس "الخراب" أكبر كنيس يهودي بمدينة القدس المحتلة بعد إعادة إعماره يوم غد الإثنين ليكون بذلك -بحسب المعتقدات اليهودية- الخطوة الممهدة للبدء في بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.
ويقع الكنيس -الذي تعتبر الجماعات اليهودية افتتاحه تحقيقا لإحدى النبوءات لإقامة الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك- على بعد عشرات الأمتار من الجدار الغربي للمسجد الأقصى، ومقام على أنقاض منازل حارة الشرف، أبرز الأحياء الإسلامية التي احتلت عام 1967 وتم تحويلها إلى حي يهودي.
ومن أبرز الدعايات الإعلامية التي استندت عليها الجماعات اليهودية في جمع التبرعات لإعادة بناء الكنيس هي أن بناء كنيس الخراب هو الخطوة المتقدمة للشروع ببناء الهيكل الثالث المزعوم.
وتعتبر "مؤسسة الأقصى" أن الهدف الحقيقي لهذا الكنيس هو الشروع ببدء تطبيق خطة هدم الأقصى، وهو ما يدلل عليه الإعلان الذي نشر مؤخرا باللغتين العبرية والإنجليزية واعتبار يوم 16-3-2010 (اليوم التالي لافتتاح الكنيس) اليوم العالمي من أجل بناء الهيكل.