السيرة الجهادية لمحمود المبحوح: من الخلية 101 الى حركة حماس
المطلوب رقم 1 للموساد الاسرائيلي منذ العام 89

فادي شامية: تأخرت حركة حماس في الإعلان عن استشهاد أحد قيادات جناحها العسكري، محمود المبحوح، عدة أيام· الأمر تطلب بعض الترتيبات التي لا تتعلق جميعها بالحركة·

في صفوف الإخوان المسلمين

ولد محمود عبد الرؤوف المبحوح بمخيم جباليا، شمال قطاع غزة، عام 1960، من أسرة نزحت عام 1948 من بلدة عسقلان، جنوب فلسطين المحتلة· درس المبحوح ميكانيك السيارات، وعمل في هذا المجال بورشة خاصة به في مخيم جباليا·

انتمى المبحوح إلى جماعة <الإخوان المسلمين> قبل تأسيس حركة حماس، وكان في عداد المجموعات الأولى التي شكّلها <الإخوان المسلمون> في فلسطين، والتي ضمّت؛ الشيخ أحمد ياسين، والشيخ عبد الرحمن تمراز، والدكتور ابراهيم المقادمة، والدكتور أحمد الملح، والشيخ صلاح شحادة، والدكتور محمد شهاب، وعرب مهرة، ومحمد سمارة، ومحمد صابر أبوعودة، ويحيى السنوار وروحي مشتهى··· وكانت المهمّة الأساس لهذه اللجنة هي جمع السلاح وتنظيم خلايا عسكريّة، تمهيداً لبدء العمل العسكريّ الميدانيّ· في هذه المرحلة اعتـُقل المبحوح في سجن السرايا المركزي في مدينة غزة بتهمة حيازة الأسلحة·

كان الجهاز العسكري يومها يسمى <حركة المقاومة الإسلاميّة>، لكن بعد فترةٍ وجيزة تقرّر دمج الجهازين العسكريّ والأمنيّ تحت اسم منظّمة الدعوة والجهاد (مجد)، ومع تأسيس حركة حماس عام 1989، شكّل هذا الجهاز نواة ما عُرف لاحقاً باسم <المجاهدون الفلسطينيون>، بقيادة الشيخ صلاح شحادة· وقد أسس الجهاز الأخير خلية نخبوية تحت اسم الخلية 101، وكان محمود المبحوح ومحمد شراتحة، من أبرز وجوه هذه الخلية·

الخلية 101

في 17/2/1989 نفذت الخليّة 101، عملية خطف الجنديّ آفي سبورتاس وقتلته· وفي 3/5/1989 قامت الخلية نفسها باختطاف جنديّ آخر هو إيلان سعدون وقتلته أيضاً، والجندي الأخير نقله محمود المبحوح بسيارته إلى حيث قُتل ودفن في مدينة أسدود مع رفيقه سبورتاس (لم تكتشف سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثتيهما إلا عام 1997)·

وعلى أثر هاتين العمليّتين شنّت سلطات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة حماس طالت الشيخ صلاح شحادة الخارج لتوّه من السجن، والشيخ أحمد ياسين الذي اعتقل بتاريخ 18/5/1989· وبعد ذلك بعام واحد تقريباً أنشأ قادة جهاز المجاهدين الفلسطينيّين في قطاع غزة، بقيادة خليل سليمان نوفل، جهازاً جديداً تحت اسم <كتائب الشهيد عز الدين القسام> بقيادة رمضان اليازوري·

بعد عمليتي الخطف اللتين قام بهما المبحوح، وانكشاف دوره فيهما، بات الرجل مطلوباً ومطارداً، وقد حاولت المخابرات الإسرائيلية غير مرة اعتقاله· وفي إحدى المرات أصيب أخواه فايق ونافذ عندما تنكر رجال المخابرات بزي عمال زراعيين بهدف اعتقاله· وبعد فشل سلطات الاحتلال باعتقاله قررت محكمة الاحتلال هدم بيته عقاباً له، فكان أول بيت تهدمه سلطات الاحتلال بحكم قضائي انتقاماً·

بعد اعتقال شريكه في النضال محمد شراتحة، نجح المبحوح واثنين من إخوانه في عبور الحدود مع مصر، وهناك اعتقلتهم أجهزة الأمن المصرية، فطالبت سلطات الاحتلال تسلّمهم، لكن السلطات المصرية فضّلت ترحيلهم إلى ليبيا، وقد انتقلت المجموعة لاحقاً إلى سوريا·

في سوريا

بعد انتقاله إلى سوريا ظل المبحوح يعمل في مجال تهريب الأسلحة إلى داخل فلسطين المحتلة· في البداية كان الخط المعتمد هو تهريب السلاح إلى الضفة الغربية عبر الأردن، لكن هذا المسار تراجع لصالح التهريب عبر مصر إلى قطاع غزة·

وفي وقت سابق، تعرّض المبحوح للتوقيف في سوريا، بناءً لطلب مخابرات إحدى الدول العربية، لكنه ما لبث أن أُطلق، دون أن يتوقف عمله المتركز بالدرجة الأولى على تهريب السلاح إلى المقاومين·

تكامَلَ عمل محمود المبحوح مع عمل الشيخ عز الدين خليل في سوريا، والأخير كان من قادة العمل العسكري في غزة، وقد أبعد مع 416 آخرين إلى مرج الزهور في لبنان عام 1992، ولدى عودة المبعدين إلى فلسطين فضّل خليل التوجه إلى سوريا، ليعمل من هناك مع المبحوح على دعم حماس من الخارج·

بعد اغتيال الموساد للشيخ عز الدين خليل في دمشق، عام 2004، أصبح محمود المبحوح أكثر حيطة وحذراً، من ذي قبل، ولا سيما في تنقلاته الخارجية، ما بين سوريا وإيران ودول الخليج·

يقول الدكتور موسى أبو مرزوق تعقيباً على الاغتيال: <مجموعة المبحوح هي التي أطلقت الرصاصة الأولى في الحركة، وأيضاًَ أول بيت هدم في الانتفاضة هو بيت أبو العبد المبحوح كان محمود حتى لحظة استشهاده معلقاً في الجهاد والمجاهدين وكيفية دعمهم والوقوف إلى جوارهم·