عثرت الأجهزة الأمنية في بلدة لالا البقاعية أمس، على إمام مسجد الرفاعي التابع لبلدة مجدل عنجر الشيخ محمد عبد الفتاح المجذوب الذي كان اختفى قبل أيام، واقتادته إضافة الى كاتب بلدية لالا في البقاع الغربي كمال حندوس، الى بيروت للتحقيق معهما في ملابسات عملية الاختفاء.
وأفادت مصادر أمنية «الحياة» أن سجل المجذوب حافل بالصعوبات المالية، منذ كان إمام مسجد في بلدة كامد اللوز، غير أنه كان يتغلب عليها من خلال المساعدات التي كان يقدمها إليه أبناء البلدة الميسورون والمغتربون، كما كانت له مشاكل مع أطراف حزبية في البلدة ينتمون الى طائفته نفسها، وقد يكون هذا السبب بحسب المصادر، هو الذي دفع هذه الأطراف الى الدفاع عنه خلال اختفائه كي لا تتهم باختطافه على خلفية تلك الخلافات.
وأضافت المصادر ذاتها أنه عندما نقل المجذوب من كامد اللوز الى مجدل عنجر بدأت مشاكله المالية تظهر وتتفاقم، فيما أهالي البلدة بمعظمهم غير قادرين على مساعدته مادياً. وكان المجذوب على صلة بحندوس الذي تشير المعلومات الأولية الى أنه هو الذي أقل المجذوب من سيارته في مجدل عنجر، تاركاً محركها يعمل، وهو بدوره بحسب المصادر، ملاحق أمام القضاء.
وتابعت المصادر أنه فيما كان المجذوب متوارياً في منزل حندوس، بدأت تسري إشاعات تتهم «حزب الله» وسوريين باختطافه. ولم تستبعد المصادر أن يكون المجذوب «فكر في الاختفاء فترة مع المطالبة بفدية، ومن ثم عدل عن هذا السيناريو خشية أن ينكشف أمره، فحلق لحيته وشعره ليبدو كمن تعرض للتنكيل به ليبعد الشبهة عن نفسه، ويتهم جهات سياسية باختطافه، بعدما يتم العثور عليه مكبلاً ومصاباً بكدمات جراء الضرب ومرمياً على قارعة الطريق قبل صلاة الجمعة».
وأكدت المصادر أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي نجح في متابعة القضية وملاحقة الخيوط، مرتكزاً منذ البداية على استبعاد الطابع السياسي، والتركيز على المشاكل المالية التي يعاني منها المجذوب، «وسرعان ما تمكن عناصر الفرع من تحديد مكان إقامته في لالا، واتصلوا بالنيابة العامة التمييزية وأطلعوها على الأمر، فأذنت لهم بمداهمة المنزل حيث تم توقيف المجذوب واقتيد الى التحقيق». ولفتت الى أهمية توقيف المجذوب قبل صلاة الجمعة، «أي قبل أن يفسح المجال أمام الخطباء لإلقاء ما قد يثير النعرات»، مشيرة الى أن القوى الأمنية بدأت استدعاء من كانوا يدعون الى تجمعات بعد صلاة الجمعة أمس، أمام دار الفتوى وأمام مقر مفتي زحلة والبقاع خليل الميس الذي لعب دوراً أساسياً في التهدئة.
وكان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أعلن في تصريح أمس، أنه تفاجأ بـ «انه لم تكن هناك عملية خطف وانما عملية تضليلية»، وقال: «لقضاء اللبناني هو صاحب كلمة الفصل في تقرير ذلك».