|
تركيا: لن ننزل الى الحضيض الأخلاقي الاسرائيلي لكننا سنرد بما هو اقسى
|
|
|
الكاتب :
شبكة الشفاء العالمية / قسم الأخبار
|
|
|
|
الزوار :
3511 | الإضافة : 2010-01-14
|
|
|
|
|
في الوقت الذي تدهورت فيه العلاقات الاسرائيلية التركية الى الحضيض,
|
|
•
في الوقت الذي تدهورت فيه العلاقات الاسرائيلية التركية الى الحضيض, جراء اهانة السفير التركي في مكتب نائب وزير الخارجية الاسرائيلي, داني أيلون, ذكرت مصادر حكومية في تل أبيب أمس ان كل ما جرى هو تعبير عن خلافات وتصفية حسابات داخلية
|
وقالت هذه المصادر ان لبرمان غاضب من رئيس الوزراء, بنيامين نتنياهو, الذي يقوم بتوكيل وزراء حزب العمل بمهمات من صلاحية وزير الخارجية. فقد سلم ملف العلاقات مع الولايات المتحدة الى باراك. وسلم ملفي تركيا ومصر الى وزير التجارة والصناعة, بنيامين بن اليعيزر. ومؤخرا عرف ان باراك سيزور تركيا يوم الأحد المقبل. فثار جنونه. وانتظر مناسبة للرد على ذلك. وجاءت المناسبة عندما نشر في اسرائيل عن مسلسل تركي يظهر رجلا في "الموساد" (جهاز المخابرات الاسرائيلية الخارجية) كرجل مافيا أزعر يخطف الأطفال ويبتز ذويهم ويقتل من لا يرضخ لارادته.
وقد دعا نائب وزير الخارجية الاسرائيلي, داني أيلون, السفير التركي في تل أبيب, أحمد أرغوز- تشليكول, الى جلسة في مكتبه في الكنيست الاسرائيلي وليس في وزارة الخارجية كما جرت العادة, ودعا الصحافيين ليشهدوا على اهانته. وعندما حاول موظفو الكنيست جلب الماء والمرطبات للضيف, أمرهم أيلون بإخراج كل شيء ولم يقدم أية ضيافة. وعلى عكس الأصول الدبلوماسية, وضع علم اسرائيل وحده ولم يوضع العلم التركي في الغرفة. وأبقى للضيف مقعدا منخفضا بشكل خاص, ليجلس أيلون على مقعد عال في مواجهته وينظر اليه من عل. وراح يوبخه على المسلسل التلفزيوني قائلا انه يندرج في سلسلة إساءات تركية لاسرائيل ولليهود. وان اسرائيل لم تعد تحتمل هذا.
وحاول السفير التركي أن يشرح لنائب الوزير الاسرائيلي وكبار موظفي مكتبه انه مجرد عمل فني. وان هذا المسلسل معروف منذ أكثر من 10 سنوات في تركيا, ومخرجه يعرض فيه العديد من الشخصيات السلبية من مختلف القوميات في العالم فظهر فيه رجال مافيا من ايطاليا والولايات المتحدة وفرنسا في الماضي. وخصص للمافيا التركية والموظفين الأتراك الفاسدين في السنة الماضية. ولذلك فإن وضع يهودي فيه ليس مقصودا للمساس باسرائيل واليهود. وانه في نهاية المطاف عمل فني لا يمثل الحكومة التركية وسياستها.
لكن أيلون رفض هذا التفسير. وأنهى اللقاء بغضب وفظاظة. ورفض أن يصافح السفير. وخرج الى الصحافيين قائلا: أرجو ان تكونوا قد انتبهتم الى تصرفاتي, فقد تعمدت أن لا أبتسم وأن لا أقدم للضيف شيئا وأن لا أصافحه وأن أجلس على ارتفاع بارز عنه. وأضاف ان تركيا ليست هي الدولة التي تستطيع انتقاد اسرائيل وجيشها على الممارسات ضد الفلسطينيين, فهم تفننوا في المساس بالأكراد الأتراك.
وقد أثار هذا التصرف موجة انتقادات واسعة في اسرائيل. ونقل على لسان موظفين كبار في الخارجية الاسرائيلية قولهم ان أيلون تصرف على نحو غير دبلوماسي سيكلف اسرائيل ثمنا باهظا جدا. وان تركيا لن تمر على هذا التصرف من دون أن توجه اهانة أكبر لاسرائيل وممثليها. وهاجم هذا التصرف وزير التجارة والصناعة, بنيامين بن اليعيزر, الذي كان قد زار تركيا الشهر الماضي محاولا اعادة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها. وقال في حديث هاتفي من الهند, حيث يقوم بزيارة رسمية, ان وزير الخارجية أفيغدور لبرمان ونائبه أيلون يدمران العلاقات الخارجية لاسرائيل مع دول العالم.
وقال مقربون من بن اليعيزر ان هذا التصرف غبي يستهدف التخريب على الزيارة المقرر أن يقوم بها وزير الدفاع, ايهود باراك, الى تركيا يوم الأحد المقبل. وأضاف ان هذه الزيارة خططت لانهاء كل الخلافات مع تركيا. وان رئيس الدولة, عبد الله غول, ورئيس الحكومة, رجب طيب أردوغان, كانا سيستقبلان باراك للتباحث معه في تحسين العلاقات وتمتينها, بما في ذلك التعاون العسكري. وأعرب عن خشيته من ان يتراجع الأتراك الآن عن الاستقبال الحافل لباراك, وربما يلغون الزيارة. وقال ان هذا يشكل ضربة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين الدول, حيث يقوم وزير خارجية بالتخريب على علاقات دولته بأصدقائها. ويسيء للوزراء الذين يحاولون تصحيح ما يخربه.
وفي تركيا تم استدعاء السفير الاسرائيلي في أنقرة, جابي ليفي, ونقل اليه الاحتجاج الرسمي على تصرف أيلون. وقال ناطق بلسان وزارة الخارجية التركي ان موظفي الوزارة لم يتعاملوا بقلة أدب مع السفير الاسرائيلي لأنهم لا يريدون أن ينزلوا الى مستوى أيلون. ولكنهم أوضحوا ان ردا صارما على التصرف الاسرائيلي سيأتي لاحقا, بعد فحص الموضوع من كل جوانبه.
وانتقدت جميع وسائل الاعلام تصرف أيلون. وقالت محررة التلفزيون الرسمي ان ممثل وزارة الخارجية الاسرائيلية هبط الى مستوى دون البحر الميت. وقال الباحث في قضايا الاسلام, د. مردخاي كيدار, من جامعة بار ايلان (قرب تل أبيب) ان هذا التصرف يدل على ان المسؤولين الاسرائيليين لا يفهمون تقاليد سكان الشرق الأوسط ويوجهون الاهانات بشكل صارخ. وقال ان أيلون "تعمد الاهانة, ولكنه زاد العيار حيث انه تعامل مع موضوع العلو وهو لا يفهم ان هذه اهانة جارحة للغاية. فالاسلام يقوم على العلو ولذلك تبنى مئذنة عالية لكل مسجد. ومن يمس بهم في هذه الناحية يجرح كرامتهم الدينية والشخصية.
العرب اليوم
|
|
|
تابع أيضا :
مواضيع ذات صلة |