اللواء تكشف عن إشكال جديد في سجن رومية:
مساجين ملثمون يفتحون أبواب زنزانتين ويعتدون على موقوف!
فادي شامية- الجمعة4 كانون الأول 2009 الموافق 17 ذو الحجة 1430 هـ
تتوالى الإشكالات في السجون اللبنانية، ولا سيما في أكبرها؛ سجن رومية. وخلافاً لكثير من البلدان، تتخذ الإشكالات في السجون طابعاً طائفياً ومذهبياً في كثير من الأحيان، حيث يتضامن المساجين مع بعضهم على أساس طائفي أو مذهبي في مواجهة مساجين آخرين من طائفة أو مذهب مختلف. الأغرب أنه في مثل هذه الأحوال يصنّف المساجين ضباط ورجال الدرك في السجن، أنهم "معهم" أو "ضدهم"، على أساس طائفتهم أو مذهبهم!.
يوم الأربعاء 2/12 الجاري، وقع إخلال جديد بالأمن؛ ففي تمام الساعة الواحدة ظهراً توجه الموقوف السوري دحّام إبراهيم برفقة دركي، من المبنى (ب) إلى المركز الطبي في رومية، الكائن داخل مبنى الأحداث، لإجراء معاينة لأسنانه، وعند عودته في الساعة 1,45 دقيقة تعرّض لهجوم من قبل مسجونين ملثمين، خرجوا عليه أثناء مروره الإجباري بمبنى النظارات (اللولب)، بعدما فتحوا باب النظارة رقم 2 والنظارة رقم 6.
الدركي المرافق تنحى جانباً لئلا يتعرض للهجوم أيضاً، أما الموقوف المعتدى عليه فقد أصيب بحالة غيبوبة، نُقل بعدها إلى مستشفى ظهر الباشق للعلاج، حيث تبين أنه مصاب بكسر في ركبته، وأصبعين في يده، وجروح في وجهه.
ولدى التحقيق في الحادثة تبين أن خلفيتها مذهبية، وأن المعتدى عليه لم يكن مقصوداً بشخصه، وإنما جاء الهجوم في إطار تسجيل النقاط بين مجموعات المساجين في رومية. (المفارقة أن مجموعات المساجين تضم عدة جنسيات وأن التقسيمات الطائفية والمذهبية تتخطى حواجز الجنسيات!).
والراجح أنه قد وقع تواطؤ بين المساجين الملثمين وبين شاويش النظارتين المذكورتين ( في نظام الشاوشية يكون الشاويش أحد المساجين وهو الشخص المسؤول عنهم تجاه الإدارة)، ما أدى إلى خروج المهاجمين، خلافاً للنظام.
وكان الاحتقان قد عاد للسيطرة على المساجين بعد إشكال سابق وقع يوم الثلاثاء 10/11/2009 بين مجموعة من المحكومين بجرائم مخدرات (من المسلمين الشيعة) وموقوفين إسلاميين (من المسلمين السنّة) في المبنى (د) من سجن رومية حول استخدام قاعة الصلاة، خلافاً لاتفاق سابق كان يقضي بتقسيم المكان زمنياً بحيث يصلي السنّة أولاً ثم الشيعة، على اعتبار أن وقت الصلاة عند السنّة يسبق الشيعة بدقائق.
وكانت فرقة من الفهود قد تدخلت على الفور ضد المشاغبين في هذا الإشكال، الذي أدى أيضاً إلى إعادة توزيع المساجين "الإسلاميين" على المبنى (ب)، ومبنى الأحداث حيث تعرضوا هناك للضرب أيضاً من قبل مساجين آخرين (مسيحيين)، ما استلزم استقدام فرقة من الفهود مرة ثانية ونقل مجموعة من المساجين "الإسلاميين" إلى سجن المعلومات (حيث كان يسجن الضباط الأربعة).
إشارة إلى أن سجن رومية كان قد شهد في العام الجاري أكثر من عملية إخلال بالأمن، أهمها:
- اعتداء على أحد المساجين "الإسلاميين"؛ محمد طه، المحكوم بجريمة تفجير محلات الماكدونالز، من قبل مساجين آخرين من مذهب مغاير، بتاريخ 11/8/2009.
- محاولة فرار فاشلة بتاريخ 18/8/2009 نفذتها مجموعة من موقوفي "فتح- الإسلام" عبر تسلق سور سجن رومية على أكتاف بعضهم البعض، لكن المحاولة أحبطت، وألقت "شعبة" المعلومات في قوى الأمن الداخلي ووحدات خاصة من الجيش اللبناني القبض على السوري طه أحمد الحاج، وهو الوحيد من بين زملائه، الذي استطاع القفز من فوق السور، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على فعلته تلك. وعلى الأثر أحيل عدد من ضباط وعناصر الدرك في رومية إلى التحقيق، وعيّن العقيد غابي خوري، قائداً لسرية السجون.