استهداف "شعبة" المعلومات عبر بث الأخبار غير الصحيحة:
مصدرٌ يفصل حقيقة 3 أخبار بثتها إحدى القنوات مؤخراً
فادي شامية الجمعة,27 تشرين الثاني 2009 الموافق 10 ذو الحجة 1430 هـ
لافتٌ جداً هذا الاستهداف الدائم لقوى الأمن الداخلي، وتحديداً لـ "شعبة" المعلومات. لافتٌ لأنه يستهدف مؤسسة وطنية، بغض النظر عن الخلاف السياسي. ولافتٌ أيضاً لأن جهداً كبيراً من جهد هذه "الشعبة" منصب على مكافحة الإرهاب وشبكات التجسس، أي مواجهة عدويين يستهدفان الوطن كله، وبالدرجة الأولى الفئتين الأكبر فيما يسمى المعارضة. ولافت أخيراً لأن هذا الاستهداف يتحرك على مستويات مختلفة، من بينها ترويج أخبار غير دقيقة من حين لآخر عبر وسائل الإعلام "المعارضة"، ولا سيما محطة "التيار الوطني الحر"؛ OTV.
وبعيداً عن الحملات السياسية على "الشعبة" المذكورة من قبل غير وسيلة إعلامية، يهتم مصدر في "شعبة" المعلومات باستعراض ما يتعلق ببث الأخبار غير الصحيحة التي استهدفت "شعبة" المعلومات مؤخراً عبر هذه المحطة، وأهمها ثلاثة:
1- بتاريخ 11-11-2008 بثت القناة المذكورة فيلماً مصوراً لاعتقال مطلوب، في صدر نشرتها الأولى، ذاكرةً أن الشريط المعروض يؤكد "الممارسات الميلشيوية لقوى الأمن الداخلي"، بدعوى أن التحري الذي أوقف الشاب المطلوب كان باللباس المدني، ودون أن تذكر المحطة أن التوقيف جرى بعد أن عرّف عناصر الدورية عن صفتهم القانونية إلى مستخدمي المؤسسة التي كان يتواجد فيها المطلوب، وأن هذا الأخير تمنّع عن تسليم نفسه، وأن صاحب المؤسسة، حيث كان يتواجد المطلوب حاول عرقلة عمل الدورية، وأن اعتقال صاحب المؤسسة جاء على هذه الخلفية فقط، وأنه قد أخلي سبيله لاحقاً.
غير أن الأهم أن هذا الشخص الذي جعلت المحطة من نفسها محامي دفاعٍ عنه، مطلوب للقضاء بموجب بلاغ بحث وتحرٍ، بجرم "إلقاء قنابل يدوية ومفرقعات في مدينة بيروت -كورنيش المزرعة"، علماً أن الجهة الحزبية التي ينتمي إليها هذا الشاب رفعت الغطاء عنه، لأنها لم تتحمل أن تُتهم أمام الرأي العام بأنها تحمي عناصر ألقت قنابل على المملتكات في مناطق ذات غالبية سنية، ولغايات مذهبية، في الليلة التي سبقت انعقاد الجلسة الأولى للحوار برئاسة رئيس الجمهورية في بعبدا!.
2- بتاريخ 26-6- 2009 بثت المحطة المذكورة في نشرتها المسائية ما زعمت أنه تقرير عن قيام "شعبة" المعلومات بـ "تحضير" ملف عن تورّط "حزب الله" في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتسليمه إلى رئيس لجنة التحقيق الدولي في القضية. وقد استندت المحطة إلى مادة على منشورة على أحد المواقع الإلكترونية بتاريخ 24-12-2008، زاعمة أن المعلومات نفسها قد تم نشرها في صحيفة ديرشبيغل الألمانية بتاريخ 22-5-2009، أي أن تقرير ديرشبيغل قد أخذ معلوماته من هذا الموقع، الذي أخذها بدوره من "شعبة" المعلومات.
وبالتدقيق في الأمر تبين أنه قد حصل تلاعب في الموقع المعني (موقع الحقيقة للصحافي السوري نزار نيوف) بحيث تم إثبات وضع مقال نيوف على شبكة الإنترنت بتاريخ 25-5-2009، أي بعد نشر تقرير صحيفة ديرشبيغل بيومين، بعد إضافة معلومات مفبركة إليه توجه أصابع الاتهام إلى "شعبة" المعلومات ورئيسها شخصياً. كما تبين أن الموقع المذكور يقوم باستخدام برنامج (JOOMLA) في نشر بياناته وهو يعمل كعداد تلقائي للبيانات بطريقة تسلسلية، وأن البيان الذي بنت عليه القناة تقريرها، وزعمت بأنه صادر بتاريخ 24-12-2008 لم يدخل الموقع في هذا التاريخ، وإنما عقب نشر تقرير ديرشبيغل بيومين، بعد تغيير تاريخه، "كون ذلك ممكن تقنياً، في حين أنه لا يمكن الرجوع إلى الوراء في الأرقام التسلسية للبيانات". وهكذا اعتمدت المحطة على مادة من الإنترنت، تبين سوء نية من أدخلها على موقع الحقيقة، لكي تتهم جهازاً أمنياً، بواحدة من أخطر القضايا التي يمكن أن تثير فتنة في البلد!.
3- بتاريخ 20-11-2009 بثت القناة المذكورة خبراً مفاده تعرّض أحد عناصر قوى الأمن الداخلي للضرب أثناء التحقيق معه من قبل "شعبة" المعلومات، ما أدى إلى تدهور وضعه الصحي ونقله إلى سجن مستشفى الحياة للمعالجة. وذلك بالتزامن مع الحديث عن الخلافات الأخيرة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
ومرة جديدة لا تتوخى المحطة المذكورة الدقة فيما تورده، إذ تبين أن تحقيقاً أجري مع رتيب في قوى الأمن الداخلي يدعى هشام ناصر الدين، بجرم جزائي، وعندما تقرر سوقه إلى النيابة العامة في جبل لبنان أصيب بصدمة نفسية، ما استوجب نقله الى المستشفى. وقد صدر بيان عن قوى الأمن الداخلي بتاريخ 23 الجاري بهذا المعنى، مرفقاً بتقرير الطبيب الشرعي أحمد المقداد الذي عاين الرتيب، بناء على طلب عائلته، وهو يفيد أن "وضعه سببه حالة ذهنية نتيجة صدمة نفسية، ولم يتبين إصابته بأي عارض جسدي أو تعرضه لأي عنف"!.
المصدر نفسه يضيف الكثير من الأخبار الأخرى، الأقل أهمية، كونها لا تستند إلى معطيات، لا سيما في فترة الحرب في نهر البارد، حيث بثت المحطة المذكورة، أخباراً كثيرة عن علاقة ربطت "شعبة" المعلومات بتنظيم "فتح- الإسلام" في الوقت الذي كانت فيه "الشعبة" المذكورة تلاحق مجموعات هذا التنظيم منذ ما قبل تفجر المواجهة معه في طرابلس، وتتعاون بشأنها مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني.
الوقائع المذكورة آنفاً هي برسم الرأي العام، ذلك أن الكثير من الأخبار التي تُبث تهدف إلى خلق رأي عام، باتجاه معين، وفي كثير من الأحيان تكون الوقائع مضللة.