انطلاق أضخم مناورات أمريكية/إسرائيلية بالمتوسط

انطلاق أضخم مناورات أمريكية / إسرائيلية بالمتوسط

وكالات

انطلقت الأربعاء 21-10-2009 أضخم مناورات دفاعية جوية أمريكية إسرائيلية في إطار تمرين وهمي لهجمات بالصواريخ على الدولة العبرية، وسط قلق إيراني سوري في ظل تأكيد مراقبين أن هذه المناورات تستهدف البلدين إضافة لحزب الله اللبناني؛ نظرا لتوتر العلاقات بين هذه الأطراف الثلاثة "محور الممانعة "مع الدولة العبرية.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن نحو ألف جندي من القيادة الأمريكية في أوروبا وعددا مماثلا من الجنود الإسرائيليين سيشاركون في هذه المناورات التي أطلق عليها اسم "جونيبر كوبرا"، وستستمر حتى الخامس من نوفمبر المقبل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء 20-10-2009.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه ستجرى خلال التمرين في مياه البحر المتوسط تجربة بطاريات الصواريخ الإسرائيلية المضادة للصواريخ من نوع آرو (السهم)، وكذلك أنظمة الدفاع الأمريكية المضادة للصواريخ البالستية ثاد وإيجيس (بحرية)، والأنظمة المضادة للطيران باتريوت وهوك.

طالع أيضا:
مناورات "كوبرا العرعر".. روتينية أم تحذير لإيران؟

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الهدف هو القيام بعمليات إطلاق وهمية لصواريخ بعيدة المدى آتية من إيران وسوريا أو لبنان واعتراضها في الجو.

وكتبت الصحيفة: "بحسب خطة عمل التمرين، في حال الحرب ستزود الولايات المتحدة إسرائيل بأنظمة دفاعية ستستخدم بموازاة المنظومة المضادة للصواريخ آرو 2".

قلق إيراني سوري

ويراقب المسئولون في سوريا وإيران وحزب الله اللبناني الاستعدادات للمناورات بشيء من القلق، لكن بيان الجيش بعث برسالة طمأنة لهذه الأطراف، مؤكدا أن "هذا التمرين لا يشكل ردا على أي حدث معين في العالم"، وأن التخطيط له بدأ "قبل عام ونصف العام".

ورغم رسالة الجيش فإن هذه المناورات طرحت الكثير من التفسيرات حول دوافعها وأهدافها، أبرزها هو أنها رسالة مضادة للبرنامج النووي الإيراني الذي تعتبره إسرائيل خطرا "وجوديا" بالنسبة لها، بينما اعتبرها البعض "حدثا روتينيا" يأتي في إطار عملية التنسيق العسكري الإستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب.

وتتسم علاقات إسرائيل و"محور الممانعة" بالتوتر، خاصة أن علاقتها بحزب الله شهدت مواجهات عسكرية سابقة، بينما لا تزال هضبة الجولان السورية تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ 1967.

للمرة الخامسة

وهذه هي المناورات الخامسة التي تنظمها إسرائيل والولايات المتحدة الحليف الرئيسي للدولة العبرية، في السنوات الأخيرة في إطار "جونيبر كوبرا".

وحشدت الولايات المتحدة 17 قطعة عسكرية حربية في البحر المتوسط تحمل أنظمة رادار لرصد أي صواريخ من نوع أرض- أرض.

وتجرى هذه المناورات بشكل منتظم منذ العام 2001 بين الولايات المتحدة وإسرائيل بمعدل مرة كل عامين، وتأتي مكملة لمنظومة التعاون العسكري بين البلدين، لاسيما في مجال المنظومات الدفاعية الصاروخية، الذي يتم تنفيذها بناء على الاتفاقيات والتفاهمات الإستراتيجية المشتركة بين واشنطن وتل أبيب.

لكن تاريخ هذه المناورات يعود إلى بداية عقد الثمانينيات؛ حيث شهد عام 1981 توقيع مذكرة التفاهم الإستراتيجي المشترك بين الحليفتين، والذي ينص على أن التعاون العسكري يتمثل في مناورات مشتركة بالبحر المتوسط.

وشهد عام 1984 أول مناورات بحرية إسرائيلية- أمريكية مشتركة بهدف التدريب على إمكانيات الإخلاء الطبي، في حين شهد العام 1986 تدريبا مشتركا على عمليات الغطس والبحث تحت الماء، وتحديد أماكن الغواصات المعادية.

وفي التسعينيات وتحديدا في عام 1996 إبان فترة تولي "شيمون بيريز" رئاسة وزراء إسرائيل، تم التوقيع على اتفاق إستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب حول التدريبات البحرية والجوية المشتركة، بحيث تكون تدريبين بحريين، وآخرين جويين سنويا، ولكن هذه الاتفاقيات لم تنفذ.