مسلسل القبض على العملاء (لماذا توقف؟)

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
مسلسل القبض على العملاء (لماذا توقف؟)

   الكاتب :

 

 الزوار : 2406   الإضافة : 2009-10-16

 

اعتباراً من شهر نيسان 2009، شنت "شعبة" المعلومات في قوى الأمن الداخلي حملة كبيرة، على شبكات التجسس الإسرائيلية، حققت خلالها نجاحات فاقت التوقعات. حجم "المفاجأة" أذهل "خصوم" هذه "الشعبة" المثيرة للجدل، فلم يترك لهم مجالاً لغير الإشادة، بعد طول تشكيك بنشاطها.

مسلسل القبض على العملاء:
لماذا توقف؟ وهل كان لخدمة أهداف سياسية داخلية؟!

المستقبل - الجمعة 16 تشرين الأول 2009 - العدد 3454 - شؤون لبنانية - صفحة 5

فادي شامية

اعتباراً من شهر نيسان 2009، شنت "شعبة" المعلومات في قوى الأمن الداخلي حملة كبيرة، على شبكات التجسس الإسرائيلية، حققت خلالها نجاحات فاقت التوقعات. حجم "المفاجأة" أذهل "خصوم" هذه "الشعبة" المثيرة للجدل، فلم يترك لهم مجالاً لغير الإشادة، بعد طول تشكيك بنشاطها. غير أن الفريق نفسه عاد ليطرح تساؤلات مشروعة حول أسباب توقف "المعلومات" عن توقيف المزيد من المتعاملين، ليخلص بعض هؤلاء إلى الاستنتاج بأن الحملة التي سبقت الانتخابات كان الهدف من ورائها تحسين صورة هذه "الشعبة" تحسباً لخسارة محتملة لفريق الرابع عشر من آذار، فلما جدد هذا الفريق أكثريته، توقفت الحملة على العملاء، وانصرف الجهاز المذكور إلى "نشاطاته" السابقة!.


التوقيت فرضته المعطيات
رغم أن توقيت الحملة على العملاء جاء قبل الانتخابات النيابية مباشرة، ما يفتح مجالاً للشك حول أهداف سياسية داخلية محتملة، إلا أن مصادر رفيعة في قوى الأمن الداخلي، تؤكد أن الحملة التي أعقبت توقيف العميد المتقاعد في الأمن العام اللبناني أديب العلم، وزوجته حياة صالومي، لم تكن بنت ساعتها، وقد سبقتها أشهر عديدة من التحضير.
تضيف هذه المصادر معطى آخر يتمثل بقيام "شعبة" المعلومات فعلياً بتوقيف أحد المشتبه بتعاونهم مع العدو الإسرائيلي، في العام 2007، أي في ذروة الحملة التخوينية على الـ "شعبة"، لكن الدرس الذي خرجت به قيادة قوى الأمن الداخلي من هذه التجربة -نصف الناجحة- أنها بحاجة إلى مزيد من الإعداد لتأمين نجاح كامل. (حيث أنكر الموقوف علاقته بالموساد، مبرراً اتصالاته بأحد الضباط الإسرائيليين بأنها مبنية على أساس صداقة قديمة، فلا أمكن معرفة متعاملين آخرين، ولا معلومات أكثر من التواصل مع الضابط الإسرائيلي).


أديب العلم شكّل كنزاً من المعلومات. كانت حركته ملحوظة قبل مدة طويلة من توقيفه، ولكن اقتراب نشاطه من عناصر في "حزب الله"، فرض التوقيت، وبالتنسيق مع جهاز "أمن المقاومة". على هذا الأساس -ووفقاً للمصادر إياها-، فقد عُقد اجتماع في مكتب اللواء أشرف ريفي تقرر بعده التحرك السريع، حيث تبيّن أن العلم كان يتلقى اتصالات دورية من أرقام أوروبية محددة، وأن المتصلين يعملون لصالح المخابرات الإسرائيلية.
وبعد توقيفه، وضعت "شعبة" المعلومات يدها على عدد كبير من الأرقام الهاتفية التي كان اشتراها العلم وسلمها إلى مشغليه في الوحدة 504، وقد قام هؤلاء بتسليمها إلى عملاء آخرين، ومن خلال رصد حركة هذه الاتصالات، باتت "شعبة" المعلومات تمسك بكنز من المعطيات (أرقام وحركة اتصالات، استمارات توظيف، أجهزة متطورة...) وقد شكّل هذا "السر التقني" مفتاحاً للإيقاع بالعديد من العملاء بعد رصد حركتهم، فيما تمكن البعض منهم من الفرار خارج لبنان.


وفي معرض نفي أي حسابات سياسية في توقيت أو توقيف الحملة على العملاء يتساءل المصدر، عن إنجازات باقي الأجهزة الأمنية، في الفترة التي تلت الانتخابات، في مجال مكافحة العملاء وسر حصر "الشك" بـ "شعبة" المعلومات، ليخلص إلى سوء نية المشككين، وصدق توجه "شعبة" المعلومات، وباقي الأجهزة الأمنية، "فلو كان ثمة معطيات عند أيٍ من هذه الأجهزة بما يسمح بتوقيف أحد الآن لكانت فعلت".


"شعبة" المعلومات تواصل نشاطها
لم توقف "شعبة" المعلومات نشاطها بعد الانتخابات في مجال مكافحة التجسس، خلافاً لما هو ظاهر، فقد حققت في شهر تموز الماضي مع شخصين، أوقف أحدهما في منطقة راشيا، لكن الرجل ادعى أنه يعمل لحساب "أمن المقاومة"، ولم يقتنع المحققون بهذه الرواية، وفضّلوا تسليمه للقضاء المختص، وقد أُطلق سراح الرجلين لاحقاً، بناءً على معطيات وإفادات معينة.
وفي 27 آب الماضي نجحت دورية من قوى الأمن الداخلي بتوقيف أحد المواطنين في بلدة العديسة الجنوبية باعتباره مطلوباً بموجب مذكرة توقيف صادرة عن قاضي التحقيق العسكري بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي.


ومن المؤكد اليوم أن ثمة أهدافاً مشبوهة ترصدها "شعبة" المعلومات بانتظار اكتمال معطيات توقيفها، وتلعب "داتا" الاتصالات الهاتفية دوراً هاماً في عملية الرصد هذه، كما تلعب دوراً هاماً في كشف تفاصيل جرائم سابقة نفذها عملاء لإسرائيل، ما يثبت مجدداً حيوية إمداد الشعبة المذكورة بـ "داتا" الاتصالات الهاتفية بشكل دوري.


وقد بات معروفاً أن ثمة اتصالاً بين قيادة قوى الأمن الداخلي وجهاز "أمن المقاومة"، يستعمل عند الضرورة، من دون أن يعني ذلك قيام تنسيق كامل، إذ تشير المعطيات المتقاطعة من غير مصدر أن "حزب الله" ومنذ الفترة التي شهدت ذروة توقيفات العملاء، قد كثّف نشاطه للتأكد من احتمال وجود خروقات في صفوفه، استقلالاً عن أي جهاز أمني، سيما بعدما أشيع عن احتمال تورط بعض المقربين من أحد قياداته في الجنوب في العمل لصالح العدو الإسرائيلي.
وبطبيعة الحال فإن التقنيات المتطورة التي باتت بحوزة "الشعبة" المذكورة، والحرفية العالية التي اكتسبها ضباطها، تسمح بتحقيق إنجازات جديدة في مجال مكافحة التجسس وفي غيرها من المجالات- عندما تكتمل معطيات أي مهمة. هذا ما يعد به مصدر رفيع في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


6 + 3 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع