المهاجم زعم رغبته في تسليم نفسه
نجاة مساعد وزير الداخلية السعودي من محاولة اغتيال نجمت عن اختراق «إرهابي»
جدة ـ ا ف ب ـ نجا الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي ليل الخميس ـ الجمعة من محاولة اغتيال انتحارية نفذها متطرف مطلوب تمكن من دخول مجلس الامير في منزله في جدة بعد ان زعم انه يريد التوبة.
واستهدفت محاولة الاغتيال الفاشلة احد ابرز المسؤولين الامنيين واحد اهم المسؤولين عن مكافحة التطرف الاسلامي وانصار تنظيم القاعدة.
واوضح بيان للديوان الملكي اوردته وكالة الانباء السعودية انه في الساعة 2.30 بالتوقيت المحلي واثناء استقبال الامير محمد بن نايف المهنئين بشهر رمضان «وبينهم احد المطلوبين من المجرمين الارهابيين الذي اعلن مسبقا عن رغبته في تسليم نفسه» امام الامير محمد و «اثناء اجراءات التفتيش قام هذا المطلوب بتفجير نفسه من خلال عبوة مزروعة في جسمه».
ولم يورد البيان على وجه الدقة كيفية حصول التفجير، في حين اشارت بعض المصادر الاعلامية الى استخدام هاتف جوال في العملية.
واضاف البيان ان الامير محمد اصيب باصابات طفيفة لا تذكر ولم يصب احد بأي جروح تذكر.
الملك يزوره في المستشفى
وزار الملك عبد الله بن عبد العزيز الامير نايف للاطمئنان على صحته قبل خروجه من المستشفى.
واظهرت صور لتلفزيون «الاخبارية» المقابلة وحديثا دار بين الملك والامير محمد الذي بدا بصحة جيدة ..واكد ان جسد الانتحاري تقطع بفعل الانفجار «الى سبعين قطعة».
وهنأ العاهل السعودي الامير محمد على سلامته، مشيرا الى التضحية التي اقدم عليها، غير انه اشار الى تقصير في عمل جهاز الامن، مما سمح بهذا الاختراق الذي كاد يودي بحياة احد افراد الاسرة الحاكمة.
وقال مخاطبا الامير محمد «هذه تضحية، لكن انت خاطرت. كان يفترض ان الحرس يفتشونه (الانتحاري)».
«لا أحد يلمسه»
ورد مساعد وزير الداخلية على الفور «الخطأ مني ،انا قلت لا احد يلمسه» بعد ان اكد لدى طلب القدوم الى مجلس الامير محمد انه ينوي التوبة بين يديه.
اضاف ان هذه العملية «لا تزيدنا الا تصميما على استئصال الفئة الضالة كلها». وتستخدم عبارة «الفئة الضالة» في اشارة الى المتطرفين من اتباع تنظيم القاعدة.
«القاعدة» يتبنى الهجوم
وقد تبنى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة الاسلامية «العملية الارهابية في بيان نقله مركز سايت الاميركي لرصد المواقع الاسلامية على الانترنت»، واوضح المركز انه سيورد تفاصيل بشأن التبني لاحقا.
وكانت السلطات السعودية اعلنت في 19 اغسطس الحالي القاء القبض عن 44 شخصا يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة بينهم خبراء في الدوائر الالكترونية.
واوضح الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي حينها ان «هؤلاء الاشخاص مرتبطون بالمنظمة الام التي هي القاعدة» ،مضيفا «كانوا يخططون لـ «اعتداءات» لكننا لا نزال في بداية التحقيق».
واوضح تركي ان هذه الخلية تضم 43 سعوديا واجنبيا واحدا، بينهم عدد من حملة الشهادات الجامعية، وبعض هؤلاء «تلقى تدريبات في الداخل والخارج على الرماية بالاسلحة الخفيفة والثقيلة،وعلى طرق اعداد الخلائط المتفجرة واساليب تزوير الوثائق لاستخدامها من قبل عناصر الفئة الضالة في تنقلاتهم».
واكد ان «عمليات القبض والتفتيش ادت الى ضبط اسلحة وذخائر بالاضافة الى دوائر الكترونية جاهزة قاموا بتطويرها لتستخدم في عمليات التفجير عن بعد»، وذلك في احد الاودية القريبة من الرياض وفي مخبأ أُنشىء في احد الاحياء السكنية في العاصمة .
توقيف إرهابيين خطيرين
وزارة الداخلية اعلنت في العاشر من يوليو الفائت توقيف خمسة عناصر مفترضين في القاعدة في الطائف على بعد 80 كلم من مكة المكرمة. جاء ذلك بعد عشرة ايام على اعلان توقيف مسؤول مفترض في القاعدة قدم على انه ممول المجموعة ومنظم عمليات دخول وخروج عناصرها من البلاد. وتم توقيفه اثر تبادل لاطلاق النار مع قوات الامن في بريدة (وسط).
وكان تنظيم القاعدة فتح قبل ست سنوات، في 12 مايو 2003، جبهة في السعودية مع استهداف ثلاثة مجمعات سكنية للوافدين في الرياض مما اسفر عن مقتل 35 شخصا.وهذه كانت بداية سلسلة من الهجمات الارهابية اسفرت عن مقتل عشرات الاجانب والسعوديين.
وقتل عشرات الناشطين من المتطرفين الاسلاميين بينهم زعماء خلايا اساسيون في الحملة التي شنتها السلطات ضد القاعدة بين 2003 و2006، كما تم اعتقال المئات من الناشطين.