مقتل زعيم "بوكو حرام" في نيجيريا
أدخنة تتصاعد من داخل أحد مراكز الشرطة التي هاجمتها الجماعة خلال الاشتباكات
مايدوجوري (نيجيريا)- أعلنت الشرطة النيجيرية مساء الخميس مقتل زعيم جماعة "بوكو حرام" أو ما يطلق عليها "طالبان نيجيريا" التي تطاردها الشرطة منذ 5 سنوات أثناء احتجازه في سجن بولاية بورنو الشمالية بعد ساعات من اعتقاله.
وقال عيسى عاذار، المتحدث باسم الشرطة النيجيرية في مدينة مايدوجوري بالولاية: "لقد قتل.. يمكنكم المجيء ورؤية جثته في مقر قيادة شرطة الولاية"، ولم يوضح ظروف مقتله.
وألقت قوات الأمن القبض على الواعظ الديني محمد يوسف، الخميس، بعد مواجهات ومطاردات جديدة بدأت الأحد، استعانت فيها قوات الشرطة بطائرات هليكوبتر عسكرية، وذلك بتهمة تزعم جماعة مسئولة عن عدد من الاضطرابات التي هزت البلاد منذ عام 2004، وأسفرت عن مقتل أكثر من 180 شخصا، ونزوح الآلاف من منازلهم.
واندلعت المواجهات الجديدة بين الشرطة والجماعة عندما ألقت الشرطة القبض يوم الأحد الماضي على أعضاء في الجماعة بولاية بوتشي للاشتباه في تخطيطهم لهجوم على مركز للشرطة، ورد أنصار يوسف المسلحين بمناجل ومدى وبنادق صيد محلية الصنع وقنابل حارقة بشن هجمات على مراكز شرطة وسجون ومبانٍ حكومية وكنائس في عدة ولايات بشمال نيجيريا التي تعد أكبر دولة إسلامية في إفريقيا من حيث عدد السكان.
وبوكو حرام التي تعني "التعليم الغربي حرام"، وتلقب أحيانا بـ"طالبان نيجيريا"، هي جماعة تحارب ضد نشر التعليم الغربي باعتباره منافيا للشريعة الإسلامية، بحسب رأيها، وتعتقد أن الحكومة النيجيرية فاسدة، بينما تعتقد السلطات أن تلك الجماعة تخطط لإقامة نظام حكم شبيه بنظام حكم طالبان الأفغانية.
وظهرت الجماعة إلى العلن في عام 2004، وخاضت الكثير من المواجهات مع قوات الأمن، وهي تتكون بشكل خاص من طلبة تخلوا عن الدراسة، وكان عدد المنتمين إليها آنذاك نحو مائتي عنصر بينهم نساء. ولا يعرف الآن كم وصل عددهم.
صلاة الجمعة
وتابع الرئيس النيجيري عمر يارادوا -الذي يقوم بزيارة رسمية إلى البرازيل- مع حكام ولايات الشمال التطورات عبر الهاتف، وحث الزعماء التقليديين والدينيين على استغلال صلاة الجمعة لتحذير الناس من مخاطر مثل هذه الجماعات.
وقال أولوسيجون أدينيي المتحدث باسم الرئيس: "أعلن الرئيس أن الجماعات الدينية مثل بوكو حرام التي تسعى لزعزعة السلام والأمن بدولة نيجيريا يجب ألا تكون مصدر فخر لأي فرد مسلم حقيقي أو جماعة".
وبحسب إحصاءات الشرطة فقد أسفرت المعارك بينها وبين الجماعة منذ يوم الأحد حتى يوم الأربعاء عن سقوط أكثر من 300 قتيل، وخلال يوم الأربعاء فقط لقي 43 شخصا حتفهم في ولاية يوبي المجاورة.
ويشكل المسلمون الأغلبية في نيجيريا؛ إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أنهم يمثلون 68% من سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 140 مليونا، فيما تبلغ نسبة المسيحيين 22%، أما الـ10% المتبقية فيدينون بديانات وثنية إفريقية، وتطبق الشريعة الإسلامية في 12 ولاية بشمال البلاد.