نجاد : أوباما تجاوز حدود الأدب
طهران : في أول رد فعل على إشادة أوباما العلنية بموسوي ، شن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هجوما لاذعا على الرئيس الأمريكي ، واصفا إياه بأنه تجاوز حدود الأدب.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن نجاد القول أمام كبار مسئولي السلطة القضائية السبت :" أوباما تدخل في شئون إيران وعلق بطريقة تخالف العرف واللياقة وتتجاوز حدود الأدب".
وفيما يبدو وكأنه تحذير شديد اللهجة للغرب ، أضاف نجاد أن القادة الغربيين الذي أدلوا بما أسماها "تصريحات مهينة" سيلقون محاكمة عادلة من قبل إيران في كل "تجمع دولي" ، مشددا على أن حكومته لن ترضخ للتدخلات الأوروبية والأمريكية بل ستجعلها تندم على تدخلها في شئون بلاده.
وتابع قائلا ً: "يتعين على أوباما الكف عن التدخل في الشئون الإيرانية"، كما طالبه بالإعراب عن أسفه عما قاله حتى يعلمه الشعب الإيراني أيضا ، ودعاه إلى عدم تكرار سياسات سلفه جورج بوش تجاه طهران.
وكان أوباما انتقد مجددا ما وصفه بالقمع السياسي في إيران وأشاد بشجاعة الإيرانيين الذين تظاهروا احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي فاز بها الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد .
وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل في البيت الأبيض الجمعة : " إن هذه الاحتجاجات دليل على سعي الإيرانيين للعدالة وشجاعتهم في وجه الوحشية".
وأضاف أن العنف الذي تعرض له المتظاهرون في إيران مثير للغضب وأن من حق الإيرانيين التظاهر والتعبير عن الرأي وإسماع صوتهم.
كما امتدح أوباما المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي الذي رفض نتائج الانتخابات، وقال: " إن موسوي جسد آمال الإيرانيين الذي يرغبون بالانفتاح على الغرب".
وفي تمهيد لعقوبات محتملة ضد طهران ، أشار أوباما إلى أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها إيران ستكون لها تداعيات على فرص الحوار بين بلاده وإيران.
ويرى مراقبون أن أوباما قد يفرض بالفعل عقوبات جديدة على إيران ، خاصة وأنه تعرض لانتقادات كثيرة من قبل الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء بسبب صمته في البداية تجاه أحداث إيران.
ويبدو أن واشنطن بدأت تدخل بقوة على خط الأزمة في إيران ، حيث جاء إعلان أوباما عن تأييده العلني لموسوي متزامنا مع تمسك الأخير بموقفه المطالب بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية ، وهو الأمر الذي يرجح أن هناك بوادر تنسيق بين واشنطن والمرشح الإصلاحي .
أيضا فإن انتقاد وزراء خارجية مجموعة الثماني الصناعية الكبرى خلال اجتماعهم في روما الجمعة للعنف ضد المتظاهرين في إيران يرجح أن واشنطن لن تتحرك ضد طهران منفردة وإنما بتنسيق مع حلفائها الغربيين.
والمتابع لتقارير الصحافة الغربية يلمس بوضوح أن الحملة ضد النظام الإيراني بدأت تأخذ منحنى تصاعديا ، حيث أنها انتقلت من مجرد التركيز على المظاهرات وما تخللها من أعمال عنف إلى التحذير من وجود مؤامرة ضد موسوي .
فقد ذكرت صحيفة "الجارديان" في 27 يونيو / حزيران أن هناك مؤامرة لتوريط مير حسين موسوي ، مشيرة إلى أن إصلاحيين إيرانيين معتقلين تعرضوا للتعذيب لإرغامهم على الخروج على شاشات التليفزيون والإدلاء "باعترافات" حول وجود مؤامرة تقودها أياد أجنبية ضد نظام الحكم الإسلامي في البلاد .
وأضافت الصحيفة أن مصطفى تاج زاده وعبد الله ومحسن امين زاده، وثلاثتهم من مؤيدي موسوي، تعرضوا إلى جلسات "استجواب مكثفة" في سجن ايفين بطهران، منذ الإعلان عن فوز محمود احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية ، مشيرة إلى أن الأشخاص الثلاثة كانوا ضمن مئات الناشطين والأكاديميين والصحفيين والطلاب الذين اعتقلوا إثر حملة القمع الوحشية التي شهدتها شوارع طهران والمدن الإيرانية الأخرى عقب الانتخابات.
ونقلت "الجارديان" عن مصادر إيرانية موثوقة القول إن هناك أشخاصا سمعوا أثناء اعتقالهم أصوات صراخ تاج زاده ورمضان زاده خلال اعتقالهم في قسم 209 بسجن ايفين، وهو القسم المخصص للسجناء السياسيين، والذي تديره وزارة الاستخبارات وسمعت أصواتهم وهم يقولون: "نرفض إجراء مقابلات" ، في إشارة إلى الظهور على شاشات التليفزيون.
وسواء كان ما سبق صحيحا أم لا ، فإن الغرب بدأ يدعم صراحة موسوي ، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدخل أزمة إيران في نفق مظلم .