لو سألوني
عذراً غزة .. وعذراً صديقي الفلسطيني ... أذكر يوم هرعت إلي مسرعاً تبشرني بحكومتين واليوم لم يعد لديك حكومة واحدة على الأقل تنتسب إليها .
لأن ليفني قد سلبتك تلك الحكومة الهزيلة التي كانت تمسك بذراعيها وسادة القذارة وجرتها خلفها إلى دهاليز الدعاره .
ولكنك اليوم وأنت في صومعتك الملونة لازلت ترسل لي رسائل الموت التي لن تنتهي في بدنك ... أعترف لك بأن انتمائك إلى المكان الذي ترفعت إليه عن الخلق سيجعل منك طيفاً لا تطال عنقه دبابات صهيون ولا حروف الخيانة في دفاتر العرب ولا صرخات الذعر من فلول منظومة الهزيمة اليهودية .
إنها العاهرة الجديدة يا صديقي ... تحاول خرق وحدتك وتشريح ذاتك ونسف أمنياتك , وهي ترقص مفعمة بالنشوة فوق عظام إخوتك وأكباد بنيك ترتشف بشفتيها المرتعشتين دماءك ودموعك .
لم تعد قراءة الخريطة السياسية تعنيني ولم يعد للإيديولوجيات مكان في مكتبتي . مسيرتي اليوم تبحث عن الروح .. الروح فقط .. لتثبت إنسانية الإنسان وهمجية الحيوان .. مع أن المعادلة بسيطة إلا أن الحسابات غير واضحة ولازلت أعجز عن إدراك كنه تلك الحقيقة التي تجعل الروح سيدة الشر وهي ترتجي الخير . كيف ذلك في حسابات أرباب العمائم الصماء والكراسي الخرساء .. كيف ذلك في منطق الهمسات الرعناء التي يطلقها رعاة الأغنام .
هل يكون لونك الأحمر 0قرباناً للبيت الأبيض ... وهل يتقبل موسى أضاحيهم عند شجرة الميلاد . عندما يرى قاتلة المسيح تستأذن فرعون لإبادة العرق الطاهر ....
عذراً غزة ... وعذراً يا أشلاء صديقي الفلسطيني ... ستوزعين على جبال مكة وتلافيف سيناء .. سننتظر موسى الجديد ليخرجك روحاً جديدةً كالطير الذي أخرجه موسى .
وسننشر رفات كرامتنا في نيل مصر وعند شواطئ البحر الأحمر .. ليشربها كل خائن مع فنجان قهوته الصباحي .. ويتذوق طعمها كل من قطع لك وعداً بأن يقرأ لروحك الفاتحة عند أول شاهدة يراها .
أما أنا فسأجعل منك هدية أخرى .. أقدمها في كل عيد لأبناء الليل . لعل فجرك يطلع عليهم ويمحوا ظلمتهم ... ويجعل من روحك نوراً يخرج من حجر مريم ويسطر ملحمة أكيدة أكتبها فوق السطور .
عذراً موسى ....
وعذراً مريم البتول ....
عذراً يا سيدي المسيح ..... عذراً
عذراً ... عذراً ... عذراً يا بقايا صديقي الفلسطيني .... وعذراً يا غزة .
لا أظن إنني اعرف الكتابة بشكلها الصحيح ولكن عندما أردت أن اسطر هذه الكلمات فكرت بشيء واحد فقط
ماذا سنقول لأولادنا عندما يكبرون عندما يسالون لماذا فرطتم بغزه ولماذا فرطتم بالعراق ولماذا فرضتم بأرض الكنانة ولماذا ولماذا ولماذا
وصدقوني لا اعرف هل سنقول الحقيقة المرة أم سنسكت والى الأبد
سليمان معصراني
المحب للقضيه الانسانيه