جدار بشري فلسطيني يحبط أعنف حملة تدنيس على الأقصى

القدس المحتلة- : أحبط سكان القدس المحتلة وأهالي أراضي 1948 الخميس هجوما خططت له جماعات متطرفة إسرائيلية لاقتحام المسجد الأقصى وإقامة طقوس وشعائر خاصة ضمن الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي.

وأفلح آلاف من الفلسطينيين في التجمع عند المسجد الأقصى، حيث أقاموا جدارا بشريا حال دون دخول المتطرفين اليهود إلى ساحة المسجد الشريف من جهة باب المغاربة، في حين احتشد آلاف الشبان الذين منعتهم اسرائيل من أداء الصلاة في المسجد بحجة أن أعمارهم تقل عن 45 عاما في شوارع البلدة القديمة للتعبير عن احتجاجهم .

وقال مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني في رام الله لشؤون القدس حاتم عبد القادر في تصريحات صحافية "ان احدا من المتطرفين لم يدخل باحات المسجد الاقصى المبارك"، واضاف عبد القادر "ان الفلسطينيين يقفون اليوم صفا واحد في وجه الهجمة الاسرائيلية للدفاع عن مدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك".

واشار الى ان معركة القدس "ليست خاسرة لكنها تحتاج الى الصمود والصبر" مناشدا العالمين العربي والاسلامي اتخاذ خطوات عملية وفعلية لانقاذ كل من المسجد الاقصى ومدينة القدس.

وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين للصحافيين "ان المسجد الاقصى جزء من عقيدتنا، والشعب الفلسطيني لن يفرط بالاقصى او مقدساته، الشعب الفلسطيني مدجج بالايمان ونحن في اصرار للحفاظ على هذه المقدسات".

ومنذ الصباح الباكر تجمع الآلاف من انصار الحركة الاسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح مرددين "الله اكبر"، وقال نائب رئيس الحركة الاسلامية الشيخ كمال الخطيب "نستمر بالرباط حتى نمنعهم من تدنيس المسجد الأقصى."

ووصلت عشرات الحافلات من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بينما شهدت إحياء بلدات القدس نشاطا ملحوظا بعمليات نقل الفلسطينيين إلى محيط المدينة.

وكانت الحركة الاسلامية اعلنت الخميس يوما "للنفير العام ونصرة القدس والمسجد الاقصى"، في ظل اعلان جماعات ومنظمات يهودية اقتحام المسجد الاقصى واقامة الشعائر التلمودية داخله.

وغير بعيد عن اعتصام الفلسطينيين في الأقصى، أعلن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الخميس أن الولايات المتحدة ترغب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وأبلغ جورج ميتشل وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف افيجدور ليبرمان الخميس بان واشنطن تريد أن ترى قيام دولة فلسطينية.

وصرح ميتشل للصحفيين بينما كان ليبرمان يقف الى جانبه "أكدت لوزير الخارجية أن السياسة الأمريكية تفضل فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني حل الدولتين الذي يشمل إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب في سلام مع دولة اسرائيل اليهودية".

وجاءت تصريحات ميتشل بعد إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد افيغدور ليبرمان غير مرة رفضه مناقشة مسألة قيام دولة فلسطينية.

ورفض ليبرمان استئناف المفاوضات المتعلقة باقامة الدولة مع الفلسطينيين التي اطلقها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في مؤتمر بانابوليس بولاية ماريلاند الاميركية عام 2007 .

وفي تصريحاته للصحفيين لم يشر ليبرمان الى دولة فلسطينية وهي مسألة يمكن ان تضع حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي يقودها اليميني المتطرف على مسار تصادمي مع ادارة باراك أوباما.

وقال ليبرمان عن لقائه مع ميتشل "كانت فرصة عظيمة لتبادل بعض الافكار وتحدثنا عن تعاون وثيق حقيقي"، وأضاف انه يتوجب ايجاد " افكار جديدة " للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيل ، لكن المبعوث الأمريكي رد عليه بالقول ان الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين للشعبين .

ويعتزم ميتشل السناتور الأمريكي السابق الذي توسط في عملية السلام في ايرلندا الشمالية اجراء محادثات مع نتنياهو قبل الاجتماع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة.