وقال جول سولجون كابس، وهو تربوي من أصل تركي، وأحد معدي الكتاب، إنه "من المهم للنشء الجديد أن يعرف جوهر رسالة الأديان الأخرى.
وجاء قرار السلطات بتدريس مادة الدين الإسلامي رغبة منها في فهم أفضل للإسلام والمسلمين، ودمج المسلمين بشكل أكثر في المجتمع الألماني، وتعريف الأجيال الجديدة بالإسلام.
وأوضح كابس، أن هناك أيضا هدفا آخر من وراء إقرار هذا الكتاب على طلاب المدارس الابتدائية، وهو تعزيز الهوية الدينية للأطفال المسلمين في هذا البلد ذي الأغلبية المسيحية،
وحمايتهم من تأثيرات وسائل الإعلام، وأضاف، إن هذه الخطوة تكميلية بجانب الأدوار الأخرى التي يمكن أن تلعبها المساجد والمجتمعات المحلية المسلمة التي يعيشون فيها.
وتقدم المدارس الألمانية برامج دراسية عن اليهودية والمذاهب الكاثوليكية والبروتستانتية المسيحية، وذلك في محاولة منها لتحفيز المسلمين على الاندماج في المجتمع.
وكان مؤتمر إسلامي عقد في برلين، قد أقر تدريس الدين الإسلامي في المدارس العامة، ويعتبر قرار السلطات المحلية في بافاريا وويست فاليا أول تطبيق لهذا القرار.
وتشهد أوروبا في الوقت الراهن حراكا مماثلا، لتشجيع المسلمين على تبني القيم الأساسية للنظام الليبرالي السياسي والمجتمعي في أوروبا، كي يستطيعوا الاندماج في المجتمعات الأوروبية التي يعيشون فيها.
ويقول مؤلفو الكتاب الجديد إن الكتاب موجه إلى الأطفال المسلمين الذين ينحدرون من أصول عرقية وثقافات متعددة، كما يبرز التنوع القائم لدى المسلمين، عبر إلقائه الضوء على المذاهب الإسلامية المختلفة.
وقالت إيفلين لوبيج فوزيل، "منطلقنا الأساسي في الكتاب، هو أنه يوجد فهم غير صحيح للإسلام، ونعتقد أن هذا الكتاب من الممكن أن يشكل منطلقا لفهم هذا الدين".
ويهتم الكتاب أكثر بالمسلمين السنة ومذاهبهم، حيث إن الغالبية العظمى من مسلمي ألمانيا على المذهب السني، كما هو الحال على مستوى العالم.
كما يعطي الكتاب الفرصة للأطفال المسلمين الألمان لكي يتحدثوا عن العادات والتقاليد في بلدانهم الأصلية التي تعود إليها جذورهم، مثل الحديث عن كيفية الاحتفال بشهر رمضان المبارك في مجتمعاتهم الأصلية، كما يلقي الضوء على مدى توافق الإسلام مع قيم الديمقراطية والحريات، ويؤكد على أنه لا تعارض بينهما.
وفي هذا السياق، قام وزير الداخلية الألماني فولفجانغ شويبله، بزيارة لإحدى المدارس الثانوية في مدينة أوفينبورج وشارك في حصة لتدريس مادة الدين الإسلامي فيها إذ تعد هذه المدرسة الوحيدة في ولاية "بادن فورتمبيرج" جنوب البلاد، التي تقوم بتدريس مادة الدين الإسلامي من قبل مدرسين مسلمين.