ونقلت جريدة " الصحراء المغربية " عن أم الطفلة قولها : " إن هذا المرض حير عددا من الأطباء، وإن حرارة جسمها لا تنخفض عن 40 درجة، ما يشكل خطرا على صحتها، وتعاني أوجاعا في بطنها، وصداعا في الرأس، حين تخرج الديدان من فمها وأنفها وأذنيها ومخرجها ".
وعند ظهور الحالة، في أغسطس الماضي، كانت الطفلة تبكي وتصرخ، حسب الأم، خوفا من الديدان التي تخرج من كل عضو يمكن أن يؤدي إلى باطن جسمها، خاصة الأنف والفم، ثم الأذنين والمخرج، واستأنست بعد ذلك بالحالة التي تعانيها، فأصبحت تحس بموعد خروج الديدان، التي يلفظها جسمها مرات عدة يوميا .
وأوضحت الأم أن المرض، استنادا إلى الأطباء الذين تابعوا الحالة، يعود إلى احتكاك يد الطفلة بذبابة تعيش قرب الأكباش أو الكلاب، وانتقل لعاب هذه الحشرة الحامل لبويضاتها إلى داخل الجسم، عبر الفم بواسطة الاحتكاك باليد .
وذكرت الأم أن حالة الطفلة خضعت، منذ بداية أغسطس الماضي، للمتابعة من طرف أطباء في أربع مصحات خاصة بالدارالبيضاء، وبالمستشفى العسكري بالرباط، وعادت، في مرحلة أخيرة، إلى المركز الاستشفائي ابن رشد بالعاصمة الاقتصادية، فتأكدت أن علاج المرض غير موجود حاليا بالمغرب .
وتوجه أم الطفلة نداءها إلى كل من يمكن أن يساعدها على علاج هذا المرض، الذي يهدد حياة صغيرتها، ولو كلفها الأمر متابعة الحالة عند أطباء في دول أجنبية .
وأوضح طبيب يتابع الحالة أن المرض نادر جدا، وأنه أصاب، هذه السنة حالتين، بالمغرب، الأولى، طفلة يبلغ عمرها 15 سنة، استطاعت التخلص من العش الذي يخرج الديدان من جسمها، أما الحالة الثانية، فيبلغ عمرها 4 سنوات، توفيت بعد اختناقها بكميات الديدان التي تخرج من جسمها .
وذكر الطبيب أن المرض يعرف باسم Myiase à Oestrus ovis، وتنقله ذبابة تعيش قرب الأكباش والكلاب عبر لعابها إلى جسم الإنسان، موضحا أنه، في حالة احتكاك الذبابة بأحد أعضاء الجسم، خاصة اليد أو قرب الأنف، ينتقل من اليد إلى الفم، ليمر اللعاب المليء بالبويضات إلى داخل الجسم، فتتطور البويضات إلى ديدان تحت الحرارة الداخلية، لتمر عبر أحد المنافذ التي تدخل الهواء بحثا عن الأوكسجين.
وأضاف الطبيب أن المرض غير معد، وأن احتمال الإصابة به يرتفع حين اقتراب موعد عيد الأضحى، إذ يمكن لأي شخص حطت على يده ذبابة كانت تعيش قرب الكبش، أن ينقل لعابها الحامل للبويضات إلى داخل جسمه، ليصاب بهذا المرض الغريب. وتبقى النظافة، حسب المصدر نفسه، خير وسيلة للوقاية من خطر الإصابة به .