كسب رهانه على الديمقراطية التونسية..
آمال الهلالي - تونس
30/7/2020
فقد صوّت 97 نائبا مع تمرير لائحة سحب الثقة، و16 نائبا بالرفض، بينما بلغ العدد الإجمالي للأوراق الملغاة والبيضاء 20 ورقة، من جملة 133 ورقة مصرحا بها.
واتسمت الجلسة العامة لسحب الثقة من رئيس البرلمان -والتي امتدت ساعتين من الزمن- بالتشنج الحاد بين نوابها من داعمي الغنوشي ومعارضيه، مما دفع برئيس الجلسة إلى إيقافها أكثر من مرة.
الغنوشي يعلق
وسارع الغنوشي بعد سقوط لائحة سحب الثقة منه لنشر تدوينة عبر صفحته الرسمية في فيسبوك حملت عبارة "الحمد لله"، بينما صرّح خلال ندوة صحفية أنه قبل طوعا اختبار تجديد الثقة له من منطلق ثقته بما آلت إليه الديمقراطية التونسية، وبأنه لم يأتِ إلى البرلمان على ظهر دبابة بل بآليات ديمقراطية.
وقال الغنوشي إن البرلمان يتعرض منذ فترة لحملات ترذيل وتشويه إعلامي وسياسي، وقد أطلق دعوة عامة للتجميع بين مختلف مؤسسات الدولة، مجددا استعداد البرلمان للتعامل مع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وتقديم كامل الدعم لهما.
وانتُخب الغنوشي رئيسا للبرلمان التونسي في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بأغلبية 123 صوتا، ولعهدة مدتها 5 سنوات قادمة، ليشغل بذلك أول منصب رسمي له في الدولة إثر عودته من منفاه إبان الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
ويرى مراقبون أن سقوط لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان ستكون لها تداعيات مفصلية على المشهد السياسي والتحالفات الحزبية القادمة، سواء في البرلمان الذي أنهى دورته النيابية أو في الحكومة القادمة التي يترأسها رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي.
الرابحون والخاسرون
ووصف القيادي في حركة النهضة محمد القوماني سقوط لائحة سحب الثقة بالصفعة المؤلمة لأعداء الديمقراطية في تونس، من كتلة عبير موسي في البرلمان ومن اتبعها، وللمتربصين بالمسار الديمقراطي في الخارج ممن أنفقوا أموالا لتحقيق غاياتهم.
وأوضح أن بقاء الغنوشي رئيسا للبرلمان بعد هذا الاختبار الديمقراطي يؤكد مرة أخرى أن التوازنات في البرلمان لا تزال على حالها لم تتغير، وأن كتلة النهضة في البرلمان لا تزال جبهة صلبة يصعب عزلها.
وفي حسابات الربح والخسارة، يقول القوماني إن الرابح الأكبر من سقوط اللائحة هم "المنتصرون لقيم الديمقراطية في تونس"، أما الخاسرون "فهم الذين اصطفوا مع عصابة الحزب الدستوري الحرّ ورئيسته عبير موسي وخسروا بذلك ثقة قواعدهم"، وفق قوله.
ودعا القوماني النهضة إلى أن تكون أكثر وضوحا في المرحلة السياسية القادمة، وأن تمضي في تدعيم التحالف الذي ذهبت إليه في البرلمان مع كتلة ائتلاف الكرامة وقلب تونس وكتلة المستقبل، وتعمل -في المقابل- على بناء ثقة مع خصومها باستثناء الحزب الدستوري الحر، للتمهيد للمرحلة السياسية القادمة.
وعقدت الكتل البرلمانية الموقعة على سحب الثقة من الغنوشي ندوة صحفية، اعتبرت خلالها أن نتيجة التصويت على سحب الثقة تحمل رسائل سياسية مهمة، تتعلق بفقدان الغنوشي مشروعيته على رأس البرلمان بالنظر لعدد النواب المطالبين برحيله.
ودعا مروان فلفال النائب عن كتلة "تحيا تونس" -في حديثه للجزيرة نت- رئيس البرلمان إلى استخلاص العبرة من الجلسة، وتأمين خروج مشرف له من البرلمان عبر تقديم استقالته.
ولفت إلى أن الغنوشي فقد كل عوامل بقائه على رأس البرلمان، وبات عنصر أزمة دائمة حتى إن نجح في ضمان بقائه، مؤكدا عزم ذات الكتل خلال افتتاح الدورة النيابية القادمة على عزل الغنوشي والتصدي له بجميع الأشكال القانونية المتاحة.
المصدر : الجزيرة