في ظلال السيرة النبوية >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  صحيح السيرة النبوية >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  السيرة النبوية المستوى الأول >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  السيرة النبوية للأطفال والناشئة >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  تحميل كتاب تربية الاولاد في الاسلام >> كتب الأسرة والمرأة المسلمة  🌾  انشودة عشاق الشهادة >> اناشيد ابراهيم الاحمد  🌾  اقوى آيه مجربة لفك عقد السحر والحسد >> الرقية الشرعية والأذكار  🌾  انشودة قائد الأمة >> الاناشيد الاسلامية  🌾  انشودة جبل بلادي >> أناشيد فرقة الوعد اللبنانية  🌾  علاج قوي جداً لفك وابطال السحر والمس والعين >> مواضيع تختص بالرقية الشرعية وعلاج السحر والمس والعين  🌾 

من هم رواة الحديث وعلماء الصحابة ؟

  محيط البوك عدد المواد

القسم الاسلامي علوم القرآن والحديث والفقه
  من هم رواة الحديث وعلماء الصحابة ؟     
 

الكاتب : حسن العوجي - أبو آيه    

 
 

 الزوار : 1529 |  الإضافة : 2020-09-14

 

علوم القرآن والحديث والفقه


 

اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة ــ يعني: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ــ وابن مسعود، وابن عباس، وأُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير، أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم: علي بن أبي طالب كرم الله وجهه،

 


أولًا: الصحابة والتفسير:
قال الإمام السيوطي في "الإتقان": اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة:


الخلفاء الأربعة ــ يعني: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ــ وابن مسعود، وابن عباس، وأُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير،

أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم: علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والرواية عن الثلاثة قليلة جدًا؛ وكأن السبب في ذلك تقدم وفاتهم، وأنهم كانوا في وسط أغلب أهله علماء بكتاب الله، واقفون على أسرار التنزيل، عارفون بمعانيه وأحكامه، مكتملة فيهم خصائص العروبة.


علي بن أبي طالب: ابن عم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وصهره على ابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، والخليفة الرابع من بعده، وُلد رضي الله عنه وشب ودرج في الإسلام؛ فلم يسجد لصنم قط، وكان لصلته الوثيقة برسول الله أثر عظيم في استنارة نفسه، وغزارة مادته، وسعة علمه، بالإضافة إلى ما وهبه الله من فطرة صافية، وذكاء نادر، وعقل موهوب حتى ضُرب به المثل في حل المشاكل فقيل: قضية، ولا أبا حسن لها. قال ابن عباس: "ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب". وحسبك هذه الشهادة من ترجمان القرآن.


عاش رضي الله عنه حتى كثرت حاجة الناس في زمانه إلى من يفسر لهم القرآن؛ وذلك من اتساع رقعة الإسلام، ودخول عجم في هذا الدين الجديد كادت تذوب بهم خصائص العروبة، ونشأ جيل من أبناء الصحابة كان في حاجة إلى علم الصحابة، فلا جرم كان ما نقل عن علي أكثر مما نقل عن غيره، أضف إلى ذلك ما امتاز به الإمام علي من خصوبة الفكر، وغزارة العلم، وإشراق القلب، ثم أضف أيضًا سبق اشتغال الخلفاء الثلاثة قبله بمهام الخلافة، وتصريف الحكم بخلافه. روى معمر، عن وهب بن عبد الله بن أبي الطفيل قال: شهدت عليًا رضي الله عنه يخطب ويقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أفي سهل أم في جبل. وفي رواية عنه قال: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت، وأين أنزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولًا، ولسانا سؤولًا. وقد كثرت الروايات أيضًا عن ابن مسعود، وحسبك في معرفة خطره وجلالة قدره ما رواه أبو نعيم، عن أبي البحتري قال: قالوا لعلي: أخبرنا عن ابن مسعود قال: علم القرآن والسنة، ثم انتهى وكفى بذلك علمًا. لكن ابتُلي علي رضي الله عنه بشيعة أسرفوا في حبه، وجاوزوا الحد في تقديره، فنسبوا إليه ما هو منه بريء وقوَّلوه ما لم يقل؛ لذلك يلاحظ أن المروي عن علي فيه دَسٌ كثيرٌ تصدى له صيارفة النقد من رجال الرواية حتى مازوا ما صح مما لم يصح ولا ينبئك مثل خبير.


عبد الله بن عباس: هو ترجمان القرآن بشهادة رسول الله فعن مجاهد قال: قال ابن عباس: قال لي رسول الله: "نِعْمَ ترجمان القرآن أنت". وأخرج البيهقي في الدلائل، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس، وقد دعا له النبي بقوله: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل". وروي أن رجلًا أتى ابن عمر يسأله عن السماوات والأرض كانتا رتقا، ففتقناهما، أي من قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30] فقال: اذهب إلى ابن عباس، ثم تعال أخبرني، فذهب فسأله، فقال: كانت السماوات رتقًا لا تمطر، وكانت الأرض رتقًا لا تنبت، ففتق هذه بالمطر، وهذه بالنبات، فرجع إلى ابن عمر فأخبره، فقال: قد كنت أقول: ما يعجبني جراءة ابن عباس على تفسير القرآن، فالآن قد علمت أنه أوتي علمًا.

لكن يجب الحيطة فيما عزي إلى ابن عباس من التفسير فقد كثر عليه فيه الدس والوضع كما سيأتي.


تفسير ابن عباس؛ الرواية عنه واختلاف الرواة فيها:
أكثر الصحابة تفسيرًا ابن عباس؛ ذلك لما عُرف من أنه ترجمان القرآن، ولتأخر الزمان به حتى اشتدت حاجة الناس إلى الأخذ عنه بعد اتساع الإسلام، واستبحار العمران، ولانقطاعه وتفرغه للنشر والدعوة والتعليم دون أن تشغله خلافة، أو تصرفه سياسية وتدبير لشؤون الرعية، غير أن الرواية عنه مختلفة الدرجات.


قال السيوطي في "الإتقان": ورد عن ابن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة بروايات وطرق مختلفة؛ فمن جيدها طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه قال أحمد بن حنبل: بمصر صحيفة في التفسير، رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدًا ما كان كثيرًا. أسنده أبو جعفر النحاس.


قال ابن حجر: وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن أبي صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وقد اعتمد عليها البخاري في صحيحه كثيرًا فيما يُعَلِّق عن ابن عباس، وقال قوم: لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير، ثم قال ابن حجر: بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك. وأخرج منها ابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن المنذر كثيرًا، ولكن بوسائط بينهم وبين أبي صالح.


ومن جيد الطرق عن ابن عباس طريق قيس، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير عنه، وهذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين، وكذا طريق ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت، عن عكرمة أو سعيد بن جبير عنه هكذا بالترديد، وإسنادها حسن، وقد أخرج فيها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا.


وأوهى طرقه طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وكذا طريق مقاتل بن سليمان، وطريق الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس منقطعة؛ فإن الضحاك لم يلقه، وبالجملة فقد روي عن الشافعي أنه قال: لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث.


أُبَيّ بن كعب بن قيس الأنصاري: كان من أعلام القراء، وممن شهد بدرًا، وهو أحد كُتَّاب الوحي، فقد كان رضي الله عنه من المكثرين في التفسير المبرزين فيه، كما اشتهر في القراءة وبرز فيها، وورد فيه: وأقرؤهم لكتاب الله عز وجل أبي بن كعب.

روى أبو جعفر الرازي، عن الربيع ابن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب نسخة كبيرة في التفسير أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم منها كثيرًا، وكذا أخرج الحاكم في مستدركه، وأحمد في مسنده.


عبد الله بن مسعود: كان سادس ستة ما على وجه الأرض مسلم سواهم، وكان خادم رسول الله يلبسه نعليه، ويمشي معه وأمامه، فكان له من هذه الصلة النبوية خير مُثَقِّفٍ ومؤدب؛ لذلك عَدُّوه من أعلم الصحابة بكتاب الله، ومعرفة محكمه ومتشابهه، وحلاله وحرامه،

قال السيوطي في "الإتقان": قد روي عن ابن مسعود في التفسير أكثر مما روي عن علي كرم الله وجهه. وأخرج ابن جرير وغيره عنه أنه قال: والله الذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.

روى عنه كثيرون ولكن تتبعهم العلماء بالنقد والتجريح.


وأما الباقي من العشرة وهم: زيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير، فمع شهرتهم في التفسير كانوا أقل من الأربعة الذين قبلهم، وقد ورد عن جماعة من الصحابة غير هؤلاء العشرة شيء من التفسير بيد أنه قليل منهم: أنس، وأبو هريرة، وابن عمر، وجابر، وعمرو بن العاص، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين.


ثانيًا: الصحابةُ والإفتاء:
قال ابن القيم في كتاب "إعلامُ المُوَقِّعِين عن رب العالمين": لَمَّا كَانَ التَّبلِيغُ عن اللَّهِ سُبحَانَهُ يَعتَمِدُ العِلمَ بِمَا يُبَلَّغُ، والصِّدقَ فِيهِ، لَم تَصلُح مَرتَبَةُ التَّبلِيغِ بِالرِّوَايَةِ والفُتيَا إلَّا لِمن اتَّصَفَ بِالعِلمِ والصِّدقِ؛ فَيَكُونُ عَالِمًا بِمَا يُبَلِّغُ صَادِقًا فِيهِ، ويَكُونُ مَعَ ذلك حَسَنَ الطَّرِيقَةِ، مَرَضِيَّ السِّيرَةِ، عَدلًا في أَقوَالِهِ وأَفعَالِهِ، مُتَشَابِهَ السِّرِّ والعَلَانِيَةِ في مَدخَلِهِ ومَخرَجِهِ وأَحوَالِهِ، وإِذَا كَانَ مَنصِبُ التَّوقِيعِ عن المُلُوكِ بِالمَحِلِّ الذي لَا يُنكَرُ فَضلُهُ، ولَا يُجهَلُ قَدرُهُ، وهُوَ من أَعلَى المَرَاتِبِ السَّنِيَّاتِ، فَكَيف بِمَنصِبِ التَّوقِيعِ عن رَبِّ الأَرضِ والسَّمَاوَاتِ؟ فَحَقِيقٌ بِمن أُقِيمَ في هَذَا المَنصِبِ أن يُعِدَّ لَهُ عُدَّتَهُ، وأن يَتَأَهَّبَ لَهُ أُهبَتَهُ، وأن يَعلَمَ قَدرَ المَقَامِ الذي أُقِيمَ فِيهِ، ولَا يَكُونُ في صَدرِهِ حَرَجٌ من قَولِ الحَقِّ والصَّدعِ بِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُهُ وهَادِيهِ، وكَيف وهُوَ المَنصِبُ الذي تَوَلَّاهُ بِنَفسِهِ رَبُّ الأَربَابِ فَقال تَعَالَى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} [النساء: 127]. وكَفَى بِمَا تَوَلَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِنَفسِهِ شَرَفًا وجَلَالَةً؛ إذ يَقُولُ في كِتَابِهِ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176]، ولِيَعلَمَ المُفتِي عَمن يَنُوبُ في فَتوَاهُ، ولِيُوقِنَ أَنَّهُ مَسئُولٌ غَدًا ومَوقُوفٌ بَينَ يَدَي اللَّهِ.


أَوَّلُ من وقَّعَ عن اللَّهِ هُوَ الرَّسُولُ:
وأَوَّلُ من قَامَ بِهَذَا المَنصِبِ الشَّرِيفِ سَيِّدُ المُرسَلِينَ، وإِمَامُ المُتَّقِينَ، وخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، عَبدُ اللَّهِ ورَسُولُهُ، وأَمِينُهُ عَلَى وحيِهِ، وسَفِيرُهُ بَينَهُ وبَينَ عِبَادِهِ؛ فَكَانَ يُفتِي عن اللَّهِ بِوَحيِهِ المُبِينِ، وكَانَ كَمَا قال لَهُ أَحكَمُ الحَاكِمِينَ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86] فكانت فَتَاوِيهِ صَلَّى الله عليه وسلم جَوَامِعَ الأَحكَامِ، ومُشتَمِلَةً عَلَى فَصلِ الخِطَابِ، وهِيَ في وُجُوبِ اتِّبَاعِهَا وتَحكِيمِهَا والتَّحَاكُمِ إلَيهَا ثَانِيَةُ الكِتَابِ، ولَيسَ لِأَحَدٍ من المُسلِمِينَ العُدُولُ عنها مَا وجَدَ إلَيهَا سَبِيلًا، وقَد أَمَرَ اللَّهُ عِبَادَهُ بِالرَّدِّ إلَيهَا حَيثُ يَقُولُ: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59].


الأَصحَابُ رَضِيَ اللَّهُ عنهُم:
ثُمَّ قَامَ بِالفَتوَى بَعدَهُ بَركُ الإِسلَامِ، وعِصَابَةُ الإِيمَانِ، وعَسكَرُ القُرآنِ، وجُندُ الرَّحمَنِ، أُولَئِكَ أَصحَابُهُ صَلَّى الله عليه وسلم، أَليَنُ الأُمَّةِ قُلُوبًا، وأَعمَقُهَا عِلمًا، وأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا، وأَحسَنُهَا بَيَانًا، وأَصدَقُهَا إيمَانًا، وأَعَمُّهَا نَصِيحَةً، وأَقرَبُهَا إلَى اللَّهِ وسِيلَةً، وكَانُوا بَينَ مُكثِرٍ منهَا ومُقِلٍّ ومُتَوَسِّطٍ.


المُكثِرُونَ من الصَّحَابَةِ:
وَالذينَ حُفِظَت عنهُم الفَتوَى من أصحاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم مِائَةٌ ونَيِّفٌ وثَلَاثُونَ نَفسًا، مَا بَينَ رَجُلٍ وامرَأَةٍ، وكَانَ المُكثِرُونَ منهُم سَبعَة: عُمَرُ بن الخَطَّابِ، وعَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ، وعَبدُ اللَّهِ بن مَسعُودٍ، وعَائِشَةُ أُمُّ المُؤمِنِينَ، وزَيدُ بن ثَابِتٍ، وعَبدُ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ، وعَبدُ اللَّهِ بن عُمَرَ، وقال أَبُو مُحَمَّدِ بن حَزمٍ: ويُمكِنُ أن يُجمَعَ من فَتوَى كُلِّ واحِدٍ منهُم سِفرٌ ضَخمٌ، قال: وقَد جَمَعَ أَبُو بَكرٍ مُحَمَّدُ بن مُوسَى بن يَعقُوبَ بن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ المَأمُونِ فُتيَا عبد اللَّهِ بن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُمَا في عِشرِينَ كِتَابًا، وأَبُو بَكرٍ مُحَمَّدٌ المَذكُورُ أَحَدُ أَئِمَّةِ الإِسلَامِ في العِلمِ والحَدِيثِ.


المُتَوَسِّطُونَ في الفُتيَا منهُم:
قال أَبُو مُحَمَّدٍ: والمُتَوَسِّطُونَ منهُم فِيمَا رُوِيَ عنهُم من الفُتيَا: أَبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ، وأُمُّ سَلَمَةَ، وأَنَسُ بن مَالِكٍ، وأَبُو سَعِيدٍ الخُدرِيِّ، وأَبُو هُريرة، وعُثمَانُ بن عَفَّانَ، وعَبدُ اللَّهِ بن عَمرِو بن العَاصِ، وعَبدُ اللَّهِ بن الزُّبَيرِ، وأَبُو مُوسَى الأَشعَرِيُّ، وسَعدُ بن أَبِي وقَّاصٍ، وسَلمَانُ الفَارِسِيُّ، وجَابِرُ بن عبد اللَّهِ، ومُعَاذُ بن جَبلٍ؛ فَهؤلاء ثَلَاثَةَ عَشَرَ يُمكِنُ أن يُجمَعَ من فُتيَا كُلِّ واحِدٍ منهُم جُزءٌ صَغِيرٌ جِدًّا، ويُضَافُ إلَيهِم: طَلحَةُ، والزُّبَيرُ، وعَبدُ الرَّحمَنِ بن عَوفٍ، وعِمرَانُ بن حُصَينٍ، وأَبُو بَكرَةَ، وعُبَادَةُ بن الصَّامِتِ، ومُعَاوِيَةُ بن أَبِي سُفيَانَ.


المُقِلُّونَ:
وَالبَاقُونَ منهُم مُقِلُّونَ في الفُتيَا، لَا يُروَى عن الوَاحِدِ منهُم إلَّا المَسأَلَةُ والمَسأَلَتَانِ، والزِّيَادَةُ اليَسِيرَةُ عَلَى ذلك يُمكِنُ أن يُجمَعَ من فُتيَا جَمِيعِهِم جُزءٌ صَغِيرٌ فَقَط بَعدَ التَّقَصِّي والبَحثِ، وهُم: أَبُو الدَّردَاءِ، وأَبُو اليُسرِ، وأَبُو سَلَمَةَ المَخزُومِيُّ، وأَبُو عُبَيدَةَ بن الجَرَّاحِ، وسَعِيدُ بن زَيدٍ، والحَسَنُ والحُسَينُ ابنا عَلِيٍّ، والنُّعمَانُ بن بَشِيرٍ، وأَبُو مَسعُودٍ، وأُبَيُّ بن كَعبٍ، وأَبُو أَيُّوبَ، وأَبُو طَلحَةَ، وأَبُو ذَرٍّ، وأُمُّ عَطِيَّةَ، وصَفِيَّةُ أُمّ المُؤمِنِينَ، وحَفصَةُ، وأُمُّ حَبِيبَةَ، وأُسَامَةُ بن زَيدٍ، وجَعفَرُ بن أَبِي طَالِبٍ، والبَرَاءُ بن عَازِبٍ، وقَرَظَةُ بن كَعبٍ، ونَافِعُ أَخُو أَبِي بَكرَةَ لِأُمِّهِ، والمِقدَادُ بن الأَسوَدِ، وأَبُو السَّنَابِلِ، والجَارُودُ، والعبديُّ، ولَيلَى بِنتُ قانف، وأَبُو مَحذُورَةَ، وأَبُو شُرَيحٍ الكَعبِيُّ، وأَبُو بَرزَةَ الأَسلَمِيُّ، وأَسمَاءُ بِنتُ أَبِي بَكرٍ، وأُمُّ شَرِيكٍ، والحَولَاءُ بِنتُ تُوَيتٍ، وأُسَيدُ بن الحُضَيرِ، والضَّحَّاكُ بن قَيسٍ، وحَبِيبُ بن مَسلَمَةَ، وعَبدُ اللَّهِ بن أُنَيسٍ، وحُذَيفَةُ بن اليَمَانِ، وثُمَامَةُ بن أُثَالٍ، وعَمَّارُ بن يَاسِرٍ، وعَمرُو بن العَاصِ، وأَبُو الغَادِيَةِ السُّلَمِيُّ، وأُمُّ الدَّردَاءِ الكُبرَى، والضَّحَّاكُ بن خَلِيفَةَ المَازِنِيُّ، والحَكَمُ بن عَمرٍو الغِفَارِيُّ، ووَابِصَةُ بن مَعبَدٍ الأَسَدِيُّ، وعَبدُ اللَّهِ بن جَعفَرٍ البَرمَكِيُّ، وعَوفُ بن مَالِكٍ، وعَدِيُّ بن حَاتِمٍ، وعَبدُ اللَّهِ بن أَوفَى، وعَبدُ اللَّهِ بن سَلَامٍ، وعَمرُو بن عَبَسَةَ، وعَتَّابُ بن أُسَيدٍ، وعُثمَانُ بن أَبِي العَاصِ، وعَبدُ اللَّهِ بن سَرجِسَ، وعَبدُ اللَّهِ بن رَوَاحَةَ، وعَقِيلُ بن أَبِي طَالِبٍ، وعَائِذُ بن عَمرٍو، وأَبُو قَتَادَةَ عَبدُ اللَّهِ بن مَعمَرٍ العَدَوِيُّ، وعُمَيُّ بن سَعلَةَ، وعَبدُ اللَّهِ بن أَبِي بَكرٍ الصِّدِّيقُ، وعبد الرَّحمَنِ أَخُوهُ، وعَاتِكَةُ بِنتُ زَيدِ بن عَمرٍو، وعَبدُ اللَّهِ بن عَوفٍ الزُّهرِيُّ، وسَعدُ بن مُعَاذٍ، وسَعدُ بن عُبَادَةَ، وأَبُو مُنِيبٍ، وقَيسُ بن سَعدٍ، وعَبدُ الرَّحمَنِ بن سَهلٍ، وسَمُرَةُ بن جُندُبٍ، وسَهلُ بن سَعدٍ السَّاعِدِيُّ، وعَمرُو بن مُقرِنٍ، وسُوَيدُ بن مُقرِنٍ، ومُعَاوِيَةُ بن الحَكَمِ، وسَهلَةُ بِنتُ سُهَيلٍ، وأَبُو حُذَيفَةَ بن عُتبَةَ، وسَلَمَةُ بن الأَكوَعِ، وزَيدُ بن أَرقَمَ، وجَرِيرُ بن عبد اللَّهِ البَجَلِيُّ، وجَابِرُ بن سَلَمَةَ، وجُوَيرِيَةُ أُمُّ المُؤمِنِينَ، وحَسَّانُ بن ثَابِتٍ، وحَبِيبُ بن عَدِيٍّ، وقُدَامَةُ بن مَظعُونٍ، وعُثمَانُ بن مَظعُونٍ، ومَيمُونَةُ أُمُّ المُؤمِنِينَ، ومَالِكُ بن الحُوَيرِثِ، وأَبُو أُمَامَةَ البَاهِلِيُّ، ومُحَمَّدُ بن مَسلَمَةَ، وخَبَّابُ بن الأَرَتِّ، وخَالِدُ بن الوَلِيدِ، وضَمرَةُ بن الفَيضِ، وطَارِقُ بن شِهَابٍ، وظَهِيرُ بن رَافِعٍ، ورَافِعُ بن خَدِيجٍ، وسَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ، وفَاطِمَةُ بِنتُ قَيسٍ، وهِشَامُ بن حَكِيمِ بن حِزَامٍ، وأَبُوهُ حَكِيمُ بن حِزَامٍ، وشُرَحبِيلُ بن السَّمطِ، وأُمُّ سَلَمَةَ، ودِحيَةُ بن خَلِيفَةَ الكَلبِيُّ، وثَابِتُ بن قَيسِ بن الشَّمَّاسُ، وثَوبَانُ مَولَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم، والمُغِيرَةُ بن شُعبَةَ، وبُرَيدَةُ بن الحُصَيبِ الأَسلَمِيُّ، ورُوَيفِعُ بن ثَابِتٍ، وأَبُو حُمَيدٍ، وأَبُو أُسَيدَ، وفَضَالَةُ بن عُبَيدٍ، وأَبُو مُحَمَّدٍ وهُوَ ـــ مَسعُودُ بن أَوسٍ الأنصَارِيُّ نَجَّارِيُّ بَدرِيُّ ـــ وزَينَبُ بِنتُ أُمِّ سَلَمَةَ، وعُتبَةُ بن مَسعُودٍ، وبِلَالٌ المُؤَذِّنُ، وعُروَةُ بن الحَارِثِ، وسِيَاهُ بن رَوحٍ أَو رَوحُ بن سِيَاهٍ، وأَبُو سَعِيدٍ المُعَلَّى، والعَبَّاسُ بن عبد المُطَّلِبِ، وبِشرُ بن أَرطَاةَ، وصُهَيبُ بن سِنَانٍ، وأُمُّ أَيمَنَ، وأُمُّ يُوسُفَ، والغَامِدِيَّةُ، ومَاعِزٌ، وأَبُو عبد اللَّهِ البَصرِيُّ، فَهؤلاء من نُقِلَت عنهُم الفَتوَى من أصحاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، ومَا أَدرِي بِأَيِّ طَرِيقٍ عَدَّ مَعَهُم أَبُو مُحَمَّدٍ الغَامِدِيَّةَ ومَاعِزًا، ولَعَلَّهُ تَخَيَّلَ أَنَّ إقدَامَهُمَا عَلَى جَوَازِ الإِقرَارِ بِالزِّنَا من غَيرِ استِئذَانٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في ذلك هُوَ فَتوَى لِأنفُسِهِمَا بِجَوَازِ الإِقرَارِ، وقَد أَقَرَّا عَلَيهَا، فَإِن كَانَ تَخَيَّلَ هَذَا فَمَا أَبعَدَهُ من خَيَالٍ، أَو لَعَلَّهُ ظَفِرَ عنهُمَا بِفَتوَى في شَيءٍ من الأَحكَامِ.


الصَّحَابَةُ سَادَةُ أَهلِ الفَتوَى:
وَكَمَا أَنَّ الصَّحَابَةَ سَادَةُ الأُمَّةِ وأَئِمَّتُهَا وقَادَتُهَا، فَهُم سَادَاتُ المُفتِينَ والعُلَمَاءِ؛ قال اللَّيثُ عن مُجَاهِدٍ: العُلَمَاءُ أَصحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم، وقال سَعِيدٌ عن قَتَادَةَ في قَوله تَعَالَى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} [سبأ: 6]

قال: أَصحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم، وقال يَزِيدُ بن عُمَيرٍ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بن جَبَلٍ المَوتُ قِيلَ: يَا أَبَا عبد الرَّحمَنِ أَوصِنَا، قال: أَجلِسُونِي، إنَّ العِلمَ والإِيمَانَ مَكَانُهُمَا، مَنِ ابتَغَاهُمَا وجَدَهُمَا ــ يَقُولُ ذلك ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ــ التَمِس العِلمَ عِندَ أَربَعَةِ رَهطٍ: عِندَ عُوَيمِرٍ أبو الدَّردَاءِ، وعِندَ سَلمَانَ الفَارِسِيِّ، وعِندَ عبد اللَّهِ بن مَسعُودٍ، وعِندَ عبد اللَّهِ بن سَلَامٍ، وقال مَالِكُ بن يَخَامُرَ: لَمَّا حَضَرَت مُعَاذًا الوَفَاةُ بَكَيتُ، فَقال: مَا يُبكِيكَ؟ قُلت: واَللَّهِ مَا أَبكِي عَلَى دُنيَا كُنتُ أُصِيبُهَا منك، ولَكِن أَبكِي عَلَى العِلمِ والإِيمَانِ اللَّذَينِ كُنتُ أَتَعَلَّمُهُمَا منك، فَقال: إنَّ العِلمَ والإِيمَانَ مَكَانُهُمَا، من ابتَغَاهُمَا وجَدَهُمَا، اُطلُبِ العِلمَ عِندَ أَربَعَةٍ، فَذَكَرَ هؤلاء الأَربَعَةَ، ثُمَّ قال: فَإِن عَجَزَ عنهُ هؤلاء فَسَائِرُ أَهلِ الأَرضِ عنهُ أَعجَزُ، فَعَلَيك بِمُعَلِّمِ إبرَاهِيمَ، قال: فَمَا نَزَلَت بِي مَسأَلَةٌ عَجَزت عنها إلَّا قُلت: يَا مُعَلِّمَ إبرَاهِيمَ،


وقال أَبُو بَكرِ بن عَيَّاشٍ، عن الأَعمَشِ، عن أَبِي إِسحَاقَ، قال:


قال عَبدُ اللَّهِ: عُلَمَاءُ الأَرضِ ثَلَاثَةٌ، فَرَجُلٌ بِالشَّامِ، وآخَرُ بِالكُوفَةِ، وآخَرُ بِالمدينة، فَأما هَذَانِ فَيَسأَلَانِ الذي بِالمدينة، والذي بِالمدينة لَا يَسأَلُهُمَا عن شَيءٍ، وقال الشَّعبِيُّ: ثَلَاثَةٌ يَستَفتِي بَعضُهُم من بَعضٍ: فَكَانَ عُمَرُ، وعَبدُ اللَّهِ، وزَيدُ بن ثَابِتٍ يَستَفتِي بَعضُهُم من بَعضٍ، وكَانَ عَلِيٌّ وأُبَيُّ بن كَعبٍ وأَبُو مُوسَى الأَشعَرِيُّ يَستَفتِي بَعضُهُم من بَعضٍ، قال الشَّيبَانِيُّ: فَقُلت لِلشَّعبِيِّ: وكَانَ أَبُو مُوسَى بِذَاكَ؟ فَقال: مَا كَانَ أَعلَمَهُ، قُلت: فَأَينَ مُعَاذٌ؟ فَقال: هَلَكَ قَبلَ ذلك، وقال أَبُو البَختَرِيِّ: قِيلَ لِعَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ: حَدِّثنَا عن أصحاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، قال: عن أَيِّهِم؟ قال: عن عبد اللَّهِ بن مَسعُودٍ، قال: قَرَأَ القُرآنَ، وعَلِمَ السُّنَّةَ، ثُمَّ انتَهَى، وكَفَاهُ بِذلك؛


قال: فَحَدِّثنَا عن حُذَيفَةَ؛ قال: أَعلَمُ أصحاب مُحَمَّدٍ بِالمُنَافِقِينَ، قَالُوا: فَأَبُو ذَرٍّ، قال: كُنَيفٌ مَلِيءٌ عِلمًا عَجَزَ فِيهِ، قَالُوا: فَعَمَّارٌ، قال: مُؤمِنٌ نَسِيَ إذَا ذَكَّرتَهُ ذَكَرَ، خَلَطَ اللَّهُ الإِيمَانَ بِلَحمِهِ ودَمِهِ، لَيسَ لِلنَّارِ فِيهِ نَصِيبٌ، قَالُوا: فَأَبُو مُوسَى، قال: صُبِغَ في العِلمِ صِبغَةً، قَالُوا: فَسَلمَانُ، قال: عَلِمَ العِلمَ الأَوَّلَ والآخِرَ، بَحرٌ لَا يَنزَحُ، مِنَّا أَهلَ البَيتِ، قَالُوا: فَحَدِّثنَا عن نَفسِك يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ، قال: إيَّاهَا أَرَدتُم، كُنت إذَا سُئِلتُ أَعطَيتُ، وإِذَا سَكَتُّ اُبتُدِيتُ،


وقال مُسلِمٌ عن مَسرُوقٍ: شَامَمتُ ــ أي: نظرت إلى ما عندهم ــ أَصحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم؛ فَوَجَدتُ عِلمَهُم يَنتَهِي إلَى سِتَّةٍ: إلَى عَلِيٍّ، وعبد اللَّهِ، وعُمَرَ، وزَيدِ بن ثَابِتٍ، وأَبِي الدَّردَاءِ، وأُبَيُّ بن كَعبٍ، ثُمَّ شَامَمتُ السِّتَّةَ فَوَجَدت عِلمَهُم انتَهَى إلَى عَلِيٍّ وعبد اللَّهِ،


وقال مَسرُوقٌ أَيضًا: جَالَستُ أَصحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم فَكَانُوا كَالإِخَاذِ: الإِخَاذَةُ تَروِي الرَّاكِبَ، والإِخَاذَةُ تَروِي الرَّاكِبَينِ، والإِخَاذَةُ تَروِي العَشَرَةَ، والإِخَاذَةُ لَو نَزَلَ بها أَهلُ الأَرضِ لَأَصدَرتُهُم؛ وإِنَّ عَبدَ اللَّهِ من تِلكَ الإِخَاذِ، وقال الشَّعبِيُّ: إذَا اختَلَفَ النَّاسُ في شَيءٍ فَخُذُوا بِمَا قال عُمَرُ، وقال ابن مَسعُودٍ: إنِّي لَأَحسَبُ عُمَرَ ذَهَبَ بِتِسعَةِ أَعشَارِ العِلمِ،


وقال أَيضًا: لَو أَنَّ عِلمَ عُمَرَ وُضِعَ في كِفَّةِ المِيزَانِ ووُضِعَ عِلمُ أَهلِ الأَرضِ في كِفَّةٍ لَرَجَحَ عِلمُ عُمَرَ، وقال حُذَيفَةُ: كَأَنَّ عِلمَ النَّاسِ مَعَ عِلمِ عُمَرَ دُسَّ في حَجَرٍ، وقال الشَّعبِيُّ: قُضَاةُ هَذِهِ الأُمَّةِ: عُمَرُ، وعَلِيٌّ، وزَيدٌ، وأَبُو مُوسَى، وقال سَعِيدُ بن المُسَيِّبِ: كَانَ عُمَرُ يَتَعَوَّذُ بِاَللَّهِ من مُعضِلَةٍ لَيسَ لها أَبُو حَسَنٍ،

وشَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم لِعبد اللَّهِ بن مَسعُودٍ بِأَنَّهُ عَلِيمٌ مُعَلِّمٌ، وبَدَأَ بِهِ في قَولِهِ: "خُذُوا القُرآنَ من أَربَعَةٍ: من ابن أُمِّ عَبدٍ، ومن أُبَيِّ بن كَعبٍ، ومن سَالِمٍ مَولَى أَبِي حُذَيفَةَ، ومن مُعَاذِ بن جَبَلٍ" ولَمَّا ورَدَ أَهلُ الكُوفَةِ عَلَى عُمَرَ أَجَازَهُم، وفَضَّلَ أَهلَ الشَّامِ عَلَيهِم في الجَائِزَةِ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تُفَضِّلُ أَهلَ الشَّامِ عَلَينَا؟ فَقال: يَا أَهلَ الكُوفَةِ أَجَزَعتُم أن فَضَّلتُ أَهلَ الشَّامِ عَلَيكُم لِبُعدِ شُقَّتِهِم وقَد آثَرتُكُم بِابن أُمِّ عَبدٍ؟


وقال عُقبَةُ بن عَمرٍو: مَا أَرَى أَحَدًا أَعلَمَ بِمَا أُنزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم من عبد اللَّهِ، فَقال أَبُو مُوسَى: إن تَقُل ذلك فَإِنَّهُ كَانَ يَسمَعُ حِينَ لَا نَسمَعُ، ويَدخُلُ حِينَ لَا نَدخُلُ،


وقال عَبدُ اللَّهِ: مَا أُنزِلَت سُورَةٌ إلَّا وأَنَا أَعلَمُ فِيمَ أُنزِلَت، ولَو أَنِّي أَعلَمُ أن رَجُلًا أَعلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَبلُغُهُ الإِبِلُ لَأَتَيتُهُ، وقال زَيدُ بن وهبٍ: كُنت جَالِسًا عِندَ عُمَرَ فَأَقبَلَ عَبدُ اللَّهِ فَدَنَا منهُ، فَأَكَبَّ عَلَيهِ وكَلَّمَهُ بِشَيءٍ، ثُمَّ انصَرَفَ،


فَقال عُمَرُ: كُنَيفٌ مَلِيءٌ عِلمًا، وقال الأَعمَشُ عن إبرَاهِيمَ: إنَّهُ كَانَ لَا يَعدِلُ بِقَولِ عُمَرَ وعبد اللَّهِ إذَا اجتَمَعَا، فَإِذَا اختَلَفَا كَانَ قَولُ عبد اللَّهِ أَعجَبَ إلَيهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَلطَفَ،


وقال أَبُو مُوسَى: لمَجلِسٌ كُنت أُجَالِسُهُ عَبدَ اللَّهِ أَوثَقُ في نَفسِي من عَمَلِ سَنَةٍ، وقال عَبدُ اللَّهِ بن بُرَيدَةَ في قَوله تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًا} [محمد: 16] قال: هُوَ عَبدُ اللَّهِ بن مَسعُودٍ، وقِيلَ لِمَسرُوقٍ: كَانَت عَائِشَةُ تُحسِنُ الفَرَائِضَ؟ قال: واَللَّهِ لَقَد رَأَيت الأَحبَارَ من أصحاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يَسأَلُونَهَا عن الفَرَائِضِ،


وقال أَبُو مُوسَى: مَا أَشكَلَ عَلَينَا أصحاب مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلنَاهُ عَائِشَةَ إلَّا وجَدنَا عِندَهَا منهُ عِلمًا، وقال ابن سِيرِينَ: كَانُوا يَرَونَ أَنَّ أَعلَمَهُم بِالمَنَاسِكِ عُثمَانُ بن عَفَّانَ، ثُمَّ ابن عُمَرَ بَعدَهُ، وقال شَهرُ بن حَوشَبٍ: كَانَ أَصحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم إذَا تَحَدَّثُوا وفِيهِم مُعَاذٌ نَظَرُوا إلَيهِ هَيبَةً لَهُ،


وقال عَلِيّ: أَبُو ذَرٍّ أَوعَى عِلمًا، ثُمَّ أَوكَى عَلَيهِ فَلَم يُخرِج منهُ شَيئًا حَتَّى قُبِضَ، وقال مَسرُوق: قَدِمت المَدِينَةَ فَوَجَدت زَيدَ بن ثَابِتٍ من الرَّاسِخِينَ في العِلمِ،


وقال الجَرِيرِيُّ عن أَبِي تَمِيمَةَ: قَدِمنَا الشَّامَ فَإِذَا النَّاسُ مُجتَمِعُونَ يُطِيفُونَ بِرَجُلٍ، قال: قُلت: من هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا أَفقَهُ من بَقِيَ من أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، هَذَا عَمرٌو البِكَالِيُّ،


وقال سَعِيد: قال ابن عَبَّاسٍ وهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَبرِ زَيدِ بن ثَابِتٍ: هَكَذَا يَذهَبُ العِلمُ. وكَانَ مَيمُونُ بن مِهرَانَ إذَا ذُكِرَ ابن عَبَّاسٍ وابن عُمَرَ عِندَهُ يَقُولُ: ابن عُمَرَ أَورَعُهُمَا، وابن عَبَّاسٍ أَعلَمُهُمَا، وقال أَيضًا: مَا رَأَيت أَفقَهَ من ابن عُمَرَ، ولَا أَعلَمَ من ابن عَبَّاسٍ، وكَانَ ابن سِيرِينَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَبقِنِي مَا أَبقَيت ابن عُمَرَ أَقتَدِي بِهِ".


عبد الله بن عَبَّاس: قال ابن عَبَّاسٍ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم وقال: "اللَّهُمَّ عَلِّمهُ الحِكمَةَ" وقال أَيضًا: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِي، وقال: "اللَّهُمَّ عَلِّمهُ الحِكمَةَ وتَأوِيلَ الكِتَابِ" ولَمَّا مَاتَ ابن عَبَّاسٍ قال مُحَمَّدُ بن الحَنَفِيَّةِ: مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ،

وقال عُبَيدُ اللَّهِ بن عبد اللَّهِ بن عُتبَةَ: مَا رَأَيت أَحَدًا أَعلَمَ بِالسُّنَّةِ، ولَا أَجلَدَ رَأيًا، ولَا أَثَقبَ نَظَرًا حِينَ يَنظُرُ مِثلَ ابن عَبَّاسٍ، وإِن كَانَ عُمَرُ بن الخَطَّابِ لَيَقُولُ لَهُ: قَد طَرَأَت عَلَينَا عُضَلُ أَقضِيَةٍ أنتَ لها ولِأَمثَالِهَا، وقال عَطَاءُ بن أَبِي رَبَاحٍ: مَا رَأَيتُ مَجلِسًا قَطُّ أَكرَمَ من مَجلِسِ ابن عَبَّاسٍ أَكثَرَ فِقهًا وأَعظَمَ، إنَّ أَصحَابَ الفِقهِ عِندَهُ أَصحَابُ القُرآنِ، وأَصحَابُ الشِّعرِ عِندَهُ يُصدِرُهُم كُلَّهُم في وادٍ واسِعٍ، وقال ابن عَبَّاسٍ: كَانَ عُمَرُ بن الخَطَّابِ يَسأَلُنِي مَعَ الأَكَابِرِ من أصحاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم،


وقال ابن مَسعُودٍ: لَو أَنَّ ابن عَبَّاسٍ أَدرَكَ أَسنَانَنَا مَا عَسَرَهُ مِنَّا رَجُل،


وقال مَكحُول: قِيلَ لِابن عَبَّاسٍ: أَنَّى أَصَبت هَذَا العِلمَ؟ قال: بِلِسَانٍ سؤول وقَلبٍ عَقُولٍ، وقال مُجَاهِد: كَانَ ابن عَبَّاسٍ يُسَمَّى البَحرَ من كَثرَةِ عِلمِهِ، وقال طَاوُس: أَدرَكت نَحوًا من خَمسِينَ من أصحاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إذَا ذَكَرَ ابن عَبَّاسٍ شَيئًا فَخَالَفُوهُ لَم يَزَل بِهِم حَتَّى يُقَرِّرَهُم،


وقِيلَ لِطَاوُسٍ: أَدرَكت أَصحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم ثُمَّ انقَطَعتُ إلَى ابن عَبَّاسٍ؟ فَقال: أَدرَكت سَبعِينَ من أصحاب مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم إذَا تَدَارَءُوا في شَيءٍ انتَهَوا إلَى قَولِ ابن عَبَّاسٍ، وقال ابن أَبِي نَجِيحٍ: كَانَ أَصحَابُ ابن عَبَّاسٍ يَقُولُونَ: ابن عَبَّاسٍ أَعلَمُ من عُمَرَ ومن عَلِيٍّ ومن عبد اللَّهِ، ويعدُّونَ نَاسًا، فَيَثِبُ عَلَيهِم النَّاسُ، فَيَقُولُونَ: لَا تَعجَلُوا عَلَينَا، إنَّهُ لَم يَكُن أَحَدٌ من هؤلاء إلَّا وعِندَهُ مِنَ العِلمِ مَا لَيسَ عِندَ صَاحِبِهِ، وكَانَ ابن عَبَّاسٍ قَد جَمَعَهُ كُلَّهُ، وقال الأَعمَشُ: كَانَ ابن عَبَّاسٍ إذَا رَأَيتَهُ قُلت: أَجمَلُ النَّاسِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ قُلت: أَفصَحُ النَّاسِ، فَإِذَا حَدَّثَ قُلت: أَعلَمُ النَّاسِ، وقال مُجَاهِد: كَانَ ابن عَبَّاسٍ إذَا فَسَّرَ الشَّيءَ رَأَيتُ عَلَيهِ النُّورَ.


عُمَرُ بن الخَطَّابِ: قال الشَّعبِيُّ: من سَرَّهُ أن يَأخُذَ بِالوَثِيقَةِ في القَضَاءِ فَليَأخُذ بِقَولِ عُمَرَ، وقال مُجَاهِد: إذَا اختَلَفَ النَّاسُ في شَيءٍ فَانظُرُوا مَا صَنَعَ عُمَرُ فَخُذُوا بِهِ، وقال ابن المُسَيِّبِ: مَا أَعلَمُ أَحَدًا بَعدَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم أَعلَمَ من عُمَرَ بن الخَطَّابِ، وقال أَيضًا: كَانَ عَبدُ اللَّهِ يَقُولُ: لَو سَلَكَ النَّاسُ وادِيًا وشِعبًا وسَلَكَ عُمَرُ وادِيًا وشِعبًا لَسَلَكت وادِي عُمَرَ وشِعبَهُ، وقال بَعضُ التَّابِعِينَ: دَفَعتُ إلَى عُمَرَ فَإِذَا الفُقَهَاءُ عِندَهُ مِثلُ الصِّبيَانِ، قَد استَعلَى عَلَيهِم في فِقهِهِ وعِلمِهِ، وقال مُحَمَّدُ بن جَرِيرٍ: لَم يَكُن أَحَدٌ لَهُ أَصحَابٌ مَعرُوفُونَ حَرَّرُوا فُتيَاهُ ومَذَاهِبَهُ في الفِقهِ غَيرَ ابن مَسعُودٍ، وكَانَ يَترُكُ مَذهَبَهُ وقَولَهُ لِقَولِ عُمَرَ، وكَانَ لَا يَكَادُ يُخَالِفُهُ في شَيءٍ من مَذَاهِبِهِ، ويَرجِعُ من قَولِهِ إلَى قَولِهِ، وقال الشَّعبِيُّ: كَانَ عَبدُ اللَّهِ لَا يَقنُتُ، وقال: ولَو قَنَتَ عُمَرُ لَقَنَتَ عَبدُ اللَّهِ.


عُثمَانُ بن عَفَّانَ: كَانَ من المُفتِينَ عُثمَانُ بن عَفَّانَ، قال ابن جَرِيرٍ: غَيرَ أَنَّهُ لَم يَكُن لَهُ أَصحَابٌ يُعرَفُونَ، والمُبَلِّغُونَ عن عُمَرَ فُتيَاهُ ومَذَاهِبَهُ وأَحكَامَهُ في الدِّينِ بَعدَهُ كَانُوا أَكثَرَ من المُبَلَّغِينَ عن عُثمَانَ والمُؤَدِّينَ عنهُ.


عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ: انتَشَرَت أَحكَامُهُ وفَتَاوِيهِ، ولَكِن قَاتَلَ اللَّهُ الشِّيعَةَ فَإِنَّهُم أَفسَدُوا كَثِيرًا من عِلمِهِ بِالكَذِبِ عَلَيهِ، ولِهَذَا تَجِدُ أَصحَابَ الحَدِيثِ من أَهلِ الصَّحِيحِ لَا يَعتَمِدُونَ من حَدِيثِهِ وفَتوَاهُ إلَّا مَا كَانَ من طَرِيقِ أَهلِ بَيتِهِ، وأصحاب عبد اللَّهِ بن مَسعُودٍ كَعَبِيدَةَ السَّلمَانِيِّ، وشُرَيحٍ، وأَبِي وائِلٍ ونَحوِهِم، وكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ وكَرَّمَ وجهَهُ يَشكُو عَدَمَ حَمَلَةِ العِلم الذي أُودِعَهُ كَمَا قال: إنَّ هَهُنَا عِلمًا لَو أَصَبت لَهُ حَمَلَةً.


عَمن انتَشَرَ الدِّينُ والفِقهِ؟
انتَشَرَ الدِّينُ والفِقهُ والعِلمُ في الأُمَّةِ عن أصحاب ابن مَسعُودٍ، وأصحاب زَيدِ بن ثَابِتٍ، وأصحاب عبد اللَّهِ بن عُمَرَ، وأصحاب عبد اللَّهِ بن عَبَّاسٍ؛ فَعِلمُ النَّاسُ عَامَّتُهُ عن أصحاب هؤلاء الأَربَعَةِ؛ فَأما أَهلُ المدينة فَعِلمُهُم عن أصحاب زَيدِ بن ثَابِتٍ، وعبد اللَّهِ بن عُمَرَ، وأما أَهلُ مَكَّةَ فَعِلمُهُم عن أصحاب عبد اللَّهِ بن عَبَّاسٍ، وأما أَهلُ العِرَاقِ فَعِلمُهُم عن أصحاب عبد اللَّهِ بن مَسعُودٍ، قال ابن جَرِيرٍ: وقَد قِيلَ: إنَّ ابن عُمَرَ وجَمَاعَةً مِمن عَاشَ بَعدَهُ بِالمدينة من أصحاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إنَّمَا كَانُوا يُفتُونَ بِمَذَاهِبِ زَيدِ بن ثَابِتٍ ومَا كَانُوا أَخَذُوا عنهُ، مِمَّا لَم يَكُونُوا حَفِظُوا فِيهِ عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قَولًا، وقال ابن وهبٍ: حَدَّثَنِي مُوسَى بن عَلِيٍّ اللَّخمِيُّ عن أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بن الخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ بِالجَابِيَةِ فَقال: من أَرَادَ أن يَسأَلَ عَنِ الفَرَائِضِ فَلِيَأتِ زَيدَ بن ثَابِتٍ، ومن أَرَادَ أَن يَسأَلَ عَنِ الفِقهِ فَلِيَأتِ مُعَاذَ بن جَبَلٍ، ومن أَرَادَ المَالَ فَلِيَأتِنِي.
وَأما عَائِشَةُ فكانت مُقَدَّمَةً في العِلمِ والفَرَائِضِ والأَحكَامِ والحَلَالِ والحَرَامِ، وكَانَ من الآخِذِينَ عنها ـــ الذينَ لَا يَكَادُونَ يَتَجَاوَزُونَ قَولها، المُتَفَقِّهِينَ بها ـــ القَاسِمُ بن مُحَمَّدِ بن أَبِي بَكرٍ ابن أَخِيهَا، وعُروَةُ بن الزُّبَيرِ ابن أُختِهَا أَسمَاءَ، وقال مَسرُوق: لَقَد رَأَيت مَشيَخَةَ أصحاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يَسأَلُونَهَا عن الفَرَائِضِ، وقال عُروَةُ بن الزُّبَيرِ: مَا جَالَست أَحَدًا قَطُّ كَانَ أَعلَمَ بِقَضَاءٍ، ولَا بِحَدِيثٍ بِالجَاهِلِيَّةِ، ولَا أَروَى لِلشَّعرِ، ولَا أَعلَمَ بِفَرِيضَةٍ ولَا طِبٍّ من عَائِشَةَ.


ثالثًا: الصحابة ورواية الحديث:
قال السيوطي في كتاب "تدريب الراوي": أكثرهم حديثًا أبو هريرة؛ روى خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثًا، اتفق الشيخان منها على ثلاثمائة وخمسة وعشرين، وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين، ومسلم بمائة وتسعة وثمانين، وروى عنه أكثر من ثمانمائة رجل، وهو أحفظ الصحابة، قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره. أسنده البيهقي في المدخل، وكان ابن عمر يترحم عليه في جنازته ويقول: كان يحفظ على المسلمين حديث النبي صَلَّى الله عليه وسلم رواه ابن سعد، وفي الصحيح عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أسمع منك حديثًا كثيرًا أنساه قال: "ابسط رداءك" فبسطته فغرف بيديه، ثم قال: "ضُمَّهُ" فما نسيت شيئًا بعد، وفي "المستدرك" عن زيد بن ثابت قال: كنت أنا وأبو هريرة، وآخر عند النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "ادعوا" فدعوت أنا وصاحبي وأمَّنَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي وأسألك علما لا يُنسَى فأمَّنَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقلنا: ونحن يا رسول الله كذلك، فقال: "سبقكما الغلام الدوسي"، ثم عبد الله ابن عمر روى ألفي حديث وستمائة وثلاثين حديثًا، وأنس بن مالك روى ألفين ومائتين وستا وثمانين حديثًا، وعائشة أم المؤمنين روت ألفين ومائتين وعشرة، وابن عباس روى ألفا وستمائة وستين حديثًا، وجابر بن عبد الله روى ألفًا وخمسمائة وأربعين حديثًا، وليس في الصحابة من يزيد حديثه على الألف غير هؤلاء، إلا أبا سعيد الخدري، فإنه روى ألفا ومائة وسبعين حديثًا.


وروى البخاري بسنده عن أبي هُريرة قال مَا مِن أَصحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَكثَرَ حديثًا عَنهُ مِنِّي إِلَّا مَا كَانَ مِن عَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكتُبُ وَلَا أَكتُبُ. وقد شرح ذلك ابن حجر في كتابه "فتح الباري" فقال: فَإِنَّهُ كَانَ يَكتُب وَلَا أَكتُب؛ هَذَا اِستِدلَال مِن أَبِي هُريرة على مَا ذَكَرَهُ مِن أَكثَرِيَّة مَا عِند عَبد اللَّه بن عَمرو ــ أَي: اِبن العَاصِ ــ على مَا عِنده، وَيُستَفَاد مِن ذلك أَنَّ أَبَا هُريرة كَانَ جَازِمًا بِأَنَّهُ لَيسَ فِي الصَّحَابَة أَكثَر حديثًا عَن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم مِنهُ إِلَّا عَبد اللَّه، مَعَ أَنَّ المَوجُود المَروِيّ عَن عَبد اللَّه بن عَمرو أَقَلّ مِن المَوجُود المَروِيّ عَن أَبِي هُريرة بِأضعافٍ مُضاعفة، فإِن قُلنا: الِاستِثناء مُنقَطِع فلا إِشكال، إِذ التَّقدِير: لَكِنَّ الّذِي كان مِن عبد اللَّه وهُو الكِتابة لم يكُن مِنِّي، سواء لزِم مِنهُ كونه أكثر حديثًا لِما تقتضِيه العادة أم لا، وإِن قُلنا: الِاستِثناء مُتَّصِل فالسَّبب فِيهِ مِن جِهات:

أحدها: أنَّ عبد اللَّه كان مُشتغِلًا بِالعِبادةِ أكثر مِن اِشتِغاله بِالتَّعلِيمِ فَقَلَّت الرِّواية عنهُ.

ثانِيها: أنَّهُ كان أكثر مُقامه بعد فُتُوح الأَمصَار بِمِصرَ أو بِالطَّائِفِ؛ ولم تكُن الرِّحلة إِليهِما مِمَّن يطلُب العِلم كالرِّحلةِ إِلى المدِينة، وكان أبُو هُريرة مُتصَدِّيًا فِيها لِلفَتوَى والتَّحدِيث إِلَى أَن مَاتَ، وَيَظهَر هَذَا مِن كَثرَة مَن حَمَلَ عَن أَبِي هُريرة، فَقَد ذَكَرَ البُخَارِيّ أَنَّهُ رَوَى عَنهُ ثَمَانمِائَةِ نَفس مِن التَّابِعِينَ، وَلَم يَقَع هَذَا لِغَيرِهِ.

ثَالِثهَا: مَا اُختُصَّ بِهِ أَبُو هُريرة مِن دَعوَة النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم لَهُ بِأَن لَا يَنسَى مَا يُحَدِّثهُ بِهِ.

رَابِعهَا: أَنَّ عَبد اللَّه كَانَ قَد ظَفِرَ فِي الشَّام بِحِملِ جَمَل مِن كُتُب أَهل الكِتَاب فَكَانَ يَنظُر فِيهَا وَيُحَدِّث مِنهَا فَتَجَنَّبَ الأَخذ عَنهُ لِذلك كثِير مِن أئِمَّة التَّابِعِين. واللَّه أعلم.

ثم نبه ابن حجر على أن قوله: "ولا أكتُب" قد يُعارِضهُ ما أخرجهُ اِبن وهب مِن طرِيق الحسن بن عمرو بن أُميَّة قال: تُحُدِّث عِند أبِي هُريرة بِحدِيثٍ، فأخذ بِيدِي إِلى بيته فأرانا كُتُبًا مِن حدِيث النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم وقال: هذا هُو مكتُوب عِندِي، قال اِبن عبد البرّ: حدِيث همَّام أصحّ، ويُمكِن الجمع بِأَنَّهُ لم يكُن يَكتُب فِي العهد النَّبَوِيّ ثُمَّ كتب بعده، قال ابن حجر: وأقوى مِن ذلك أنَّهُ لا يلزم مِن وُجُود الحدِيث مكتُوبًا عنهُ أن يكُون بِخطِّهِ، وقد ثبت أنَّهُ لم يكُن يكتُب، فتعيَّن أنَّ المكتُوب عِنده بِغيرِ خطّه.


قال أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى: هذا باب من روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم من الصحابة، رضوان الله عليهم، حديثًا فما فوقه، ممن نقل الحديث عنهم، على مراتبهم في ذلك: أصحاب الألوف وما زاد منهم، ثم أصحاب الألفين وما زاد، ثم أصحاب الألف وما زاد، ثم أصحاب المئين وشيء، ثم أصحاب المئتين وشيء، ثم أصحاب المائة وشيء، ثم أصحاب العشرات وشيء، ثم أصحاب العشرين، ثم أصحاب التسعة عشر، ثم أصحاب الثمانية عشر، ثم أصحاب السبعة عشر، ثم كذلك نقص واحد واحد، إلى أصحاب الأفراد.


صاحب الألوف:
أبو هريرة: خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثًا.


أصحاب الألفين وما زاد عنها:
عبد الله بن عمر بن الخطاب: ألفا حديث وستمائة وثلاثون حديثًا، وأنس بن مالك: ألفا حديث ومائتا حديث وستة وثمانون حديثًا، وعائشة أم المؤمنين: ألفا حديث ومائتا حديث وعشرة أحاديث.


أصحاب الألف وما زاد عنها:
عبد الله بن العباس: ألف حديث وستمائة حديث وستون حديثًا، وجابر بن عبد الله: ألف حديث وخمسمائة حديث وأربعون حديثًا، وأبو سعيد الخدري: ألف حديث ومائة حديث وسبعون حديثًا.


أصحاب المئين وشيء:
عبد الله بن مسعود: ثمانمائة حديث وثمانية وأربعون حديثًا، وعبد الله بن عمرو بن العاص: سبعمائة حديث، وعمر بن الخطاب: خمسمائة حديث وسبعة وثلاثون حديثًا، وعلي بن أبي طالب: خمسمائة حديث وستة وثلاثون حديثًا، وأم سلمة، أم المؤمنين: ثلاثمائة حديث وثمانية وسبعون حديثًا، وأبو موسى الأشعري، واسمه عبد الله بن قيس: ثلاثمائة حديث وستون حديثًا، والبراء بن عازب: ثلاثمائة حديث وخمسة أحاديث.


أصحاب المئتين وشيء:
أبو ذر الغفاري: مائتا حديث وواحد وثمانون حديثًا، وسعد بن أبي وقاص: مائتا حديث وواحد وسبعون حديثًا، وأبو أمامة الباهلي: مائتا حديث وسبعون حديثًا، وحذيفة بن اليمان: مائتا حديث وخمسة وعشرون حديثًا.


أصحاب المائة وشيء:


سهل بن سعد: مائة وثمانية وثمانون حديثًا،

وعبادة بن الصامت: مائة حديث وأحد وثمانون حديثًا،

وعمران بن حصين: مائة وثمانون حديثًا،

وأبو الدرداء: مائة حديث وتسعة وسبعون حديثًا،

وأبو قتادة: مائة حديث وسبعون حديثًا،

وبريدة بن الحصيب الأسلمي: مائة حديث وسبعة وستون حديثًا،

وأبي بن كعب: مائة حديث وأربعة وستون حديثًا،

ومعاوية بن أبي سفيان: مائة حديث وثلاثة وستون حديثًا،

ومعاذ بن جبل: مائة حديث وسبعة وخمسون حديثًا،

وأبو أيوب الأنصاري: مائة حديث وخمسة وخمسون حديثًا،

وعثمان بن عفان: مائة حديث وستة وأربعون حديثًا،

وجابر بن سمرة الأنصاري: مائة حديث وستة وأربعون حديثًا،

وأبو بكر الصديق: مائة حديث واثنان وأربعون حديثًا،

والمغيرة بن شعبة: مائة حديث وستة وثلاثون حديثًا،

وأبو بكرة: مائة حديث واثنان وثلاثون حديثًا،

وأسامة بن زيد: مائة حديث وثمانية وعشرون حديثًا،

وثوبان، مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: مائة حديث وثمانية وعشرون حديثًا،

والنعمان بن بشير: مائة حديث وأربعة عشر حديثًا،

وأبو مسعود الأنصاري: مائة حديث وحديثان،

وجرير بن عبد الله البجلي: مائة حديث، ويغتفر لكونه لم يزد على المائة، وشرط الترجمة الزيادة.


أصحاب العشرات وشيء، والعشرات وغير شيء:


عبد الله بن أبي أوفى: خمسة وتسعون حديثًا،

وزيد بن خالد: واحد وثمانون حديثًا،

وأسماء بنت زيد بن السكن: واحد وثمانون حديثًا،

وكعب بن مالك: ثمانون حديثًا،

ورافع بن خديج: ثمانية وسبعون حديثًا،

وسلمة بن الأكوع: سبعة وسبعون حديثًا،

وميمونة، أم المؤمنين: ستة وسبعون حديثًا،

ووائل بن حجر: واحد وسبعون حديثًا،

وزيد بن أرقم الأنصاري: سبعون حديثًا،

وأبو رافع، مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ثمانية وستون حديثًا،

وعوف بن مالك: سبعة وستون حديثًا،

وعدي بن حاتم: ستة وستون حديثًا،

وأم حبيبة، أم المؤمنين: خمسة وستون حديثًا،

وعبد الرحمن بن عوف: خمسة وستون حديثًا،

وعمار بن ياسر: اثنان وستون حديثًا،

وسلمان الفارسي: ستون حديثًا،

وحفصة أم المؤمنين: ستون حديثًا،

وأسماء بنت عميس: ستون حديثًا،

وجبير بن مطعم: ستون حديثًا،

وأسماء بنت أبي بكر: ثمانية وخمسون حديثًا،

وواثلة بن الأسقع: ست وخمسون حديثًا،

وعقبة بن عامر الجهني: خمسة وخمسون حديثًا،

وشداد بن أوس: خمسون حديثًا،

وفضالة بن عبيد: خمسون حديثًا،

وعبد الله بن بشير: خمسون حديثًا،

وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ثمانية وأربعون حديثًا،

وعبد الله بن زيد: ثمانية وأربعون حديثًا،

والمقدام بن معد يكرب: سبعة وأربعون حديثًا،

وكعب بن عجزة: سبعة وأربعون حديثًا،

وأم هانئ بنت أبي طالب: ستة وأربعون حديثًا،

وأبو برزة: ستة وأربعون حديثًا،

وأبو جحيفة: خمسة وأربعون حديثًا،

وبلال المؤذن: أربعة وأربعون حديثًا،

وجندب بن عبد الله بن سفيان: ثلاثة وأربعون حديثًا،

وعبد الله بن مغفل: ثلاثة وأربعون حديثًا،

والمقداد: اثنان وأربعون حديثًا،

ومعاوية بن حيدة: اثنان وأربعون حديثًا،

وسهل بن حنيف: أربعون حديثًا،

وحكيم بن حزام: أربعون حديثًا،

وأم ثعلبة الخشني: أربعون حديثًا،

وأم عطية: أربعون حديثًا،

وعمرو بن العاص: تسعة وثلاثون حديثًا،

وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين: ثمانية وثلاثون حديثًا،

والزبير بن العوام: ثمانية وثلاثون حديثًا،

وطلحة بن عبيد الله: ثمانية وثلاثون حديثًا،

وعمرو بن عبسة: ثمانية وثلاثون حديثًا،

والعباس بن عبد المطلب: خمسة وثلاثون حديثًا،

ومعقل: أربعة وثلاثون حديثًا،

وفاطمة بنت قيس: أربعة وثلاثون حديثًا،

وخباب بن الأرت: اثنان وثلاثون حديثًا،

والعرباض بن سارية: واحد وثلاثون حديثًا،

ومعاذ بن أنس: ثلاثون حديثًا،

وعياض بن حمار المجاشعي: ثلاثون حديثًا،

وصهيب: ثلاثون حديثًا،

وأم الفضل بنت الحارث: ثلاثون حديثًا،

وعثمان بن أبي العاص الثقفي: تسعة وعشرون حديثًا،

ويعلى بن أمية: ثمانية وعشرون حديثًا،

وعتبة بن عبد: ثمانية وعشرون حديثًا،

وأبو أسيد الساعدي: ثمانية وعشرون حديثًا،

وعبد الله مالك ابن بحينة: سبعة وعشرون حديثًا،

وأبو مالك الأشعري: سبعة وعشرون حديثًا،

وأبو حميد الساعدي: ستة وعشرون حديثًا،

ويعلى بن مرة: ستة وعشرون حديثًا،

وعبد الله بن جعفر: خمسة وعشرون حديثًا،

وأبو طلحة الأنصاري: خمسة وعشرون حديثًا،

وعبد الله بن سلام: خمسة وعشرون حديثًا،

وسهل بن أبي حثمة: خمسة وعشرون حديثًا،

وأبو المليح الهذلي: خمسة وعشرون حديثًا،

والفضل بن العباس: أربعة وعشرون حديثًا،

وأبو واقد الليثي: أربعة وعشرون حديثًا،

ورفاعة بن رافع: أربعة وعشرون حديثًا،

وعبد الله بن أنيس: أربعة وعشرون حديثًا،

وأوس بن أوس: أربعة وعشرون حديثًا،

والشريد: أربعة وعشرون حديثًا،

ولقيط بن عامر: أربعة وعشرون حديثًا،

وأم قيس بنت محصن: أربعة وعشرون حديثًا،

وعامر بن ربيعة: اثنان وعشرون حديثًا،

وقرة: اثنان وعشرون حديثًا،

والسائب: اثنان وعشرون حديثًا،

وسعد بن عبادة: واحد وعشرون حديثًا،

والربيع بنت معوذ: واحد وعشرون حديثًا.


أصحاب العشرين:
أبو برزة، وأبو شريح الكعبي، وعبد الله بن جراد، والمسور بن مخرمة، وعمرو بن أمية الضمري، وصفوان بن عسال.


أصحاب التسعة عشر:
سراقة بن مالك، وسبرة بن معبد الجهني.


أصحاب الثمانية عشر:
تميم الداري، وخالد بن الوليد، وعمرو بن حريث، وأبو حوالة الأزدي، وأسيد بن الحضير، وفاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.


أصحاب السبعة عشر:
النواس بن سمعان الكلابي، وعبد الله بن سرجس، وعبد الله بن الحارث بن جزء.


أصحاب الستة عشر:
الصعب بن جثامة، وقيس بن سعد بن عبادة، ومحمد بن مسلمة.


أصحاب الخمسة عشر:
مالك بن الحويرث الليثي، وأبو لبابة بن عبد المنذر، وسليمان بن صرد، وخولة بنت حكيم.


أصحاب الأربعة عشر:
عبد الرحمن بن شبل، وثابت بن الضحاك، وطلق بن علي، وأبو عبيدة بن الجراح، وطارق آخر، والصنابحي، وعبد الرحمن بن سمرة، والحكم بن عمير، وسفينة، مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكعب بن مرة، وأم سليم بنت ملحان.


أصحاب الثلاثة عشر:
أبو ليلى الأنصاري، ومعاوية بن الحكم، والحسن بن علي بن أبي طالب، وحذيفة بن أسيد الغفاري، وسلمان بن عامر، وعروة البارقي، وصفوان بن أمية بن خلف.


أصحاب الاثني عشر:
أبو بصرة الغفاري، وعبد الرحمن بن أبزى، وعبد الله بن عكيم، وعمر بن أبي سلمة، وعامر بن ربيعة، وربيعة بن كعب، وسلمة بن المحبق الهذلي، والشفاء بنت عبد الله العدوية، وسبيعة الأسلمية.


أصحاب الأحد عشر:
نبيشه، وأبو كبشة الأنماري، وعمرو بن الحمق، والهلب، ووابصة بن معبد الأسدي، وأبو اليسر، وزينب بنت جحش، أم المؤمنين، وضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، وبسرة بنت صفوان.


أصحاب العشرة:
صفية أم المؤمنين، وأم هشام بنت حارثة الأنصارية، وأم مبشر، وأم كلثوم، وأم كرز، وأم معقل الأسدية، وعتبان بن مالك، وعروة بن مضرس، ومجمع بن جارية، ونعيم بن همار، وأبو محذورة، وخريم بن فاتك الأسدي، وعدي بن عميرة، وعمير مولى آبى اللحم.


أصحاب التسعة:
نوفل بن معاوية، وأبو الطفيل، وعمارة بن رويبة، وحمزة بن عمرو الأسلمي، وابن الحنظلة، وهشام بن عامر، والمطلب بن أبي وداعة، وبشير الخصاصية، وأبياض بن حمال المأربي، وأبو ريحانة، والأشعث بن قيس الكندي، وأبو صرمة.


أصحاب الثمانية:
أبو رمثة، والحسين بن علي بن أبي طالب، وأبو عتيك، وعبد المطلب بن ربيعة، والأسود بن سريع، وجرهد الأسلمي، وحبشي بن جنادة، وأسامة بن شريك، وعمرو بن خارجة، وحنظلة الكاتب، ورويفع بن ثابت، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وبلال بن الحارث المزني، وعائذ بن عمرو المزني، وأم الحصين، وخولة بنت قيس، وزينب امرأة ابن مسعود، والفريعة بنت مالك، وخنساء بنت خدام، وأميمة بنت رقيقة.


أصحاب السبعة:
عويثم بن ساعدة، وأبو أمية، وقطبة بن مالك، وحبيب بن سلمة، وعوف بن مالك بن نضلة، وأبو جمعة، وقتادة بن النعمان الظفري، وعبد الله بن السائب، ومحمد بن عبد الله بن جحش، وسلمة بن قيس الأشجعي، ومعيقيب، وقيس بن طخفة، وسلمة بن صخر البياضي، وعقبة بن الحارث، والحارث بن يزيد البكري، والحارث بن أوس، وعرفجة، وعلي بن شيبان، والمسيب، وأراه: أبا سعيد، والمستورد بن شداد، وعبد الله المزني، وقيس بن أبي غرزة، وسويد بن النعمان، وأم خالد، أراها: بنت خالد، وأم حرام بنت ملحان، وزينب بنت أم سلمة أم المؤمنين، وجويرية أم المؤمنين، وسلمى مولاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.


أصحاب الستة:
عاصم بن عدي، ومخنف بن سليم، وكرز بن علقمة، وعبد الله بن حنظلة، وسلمة بن يزيد، والحجاج الأسلمي، والحارث الأشعري، ورافع بن عرابة، ونصر بن حزن، والفلتان بن عاصم، وذو مخمر، وأبو عياش الزرقي، والنعمان بن مقرن، وحارثة بن وهب الخزاعي، وأبو وهب الجشمي، ومالك بن الحويرث، وسويد بن مقرن مذكور في أصحاب الثلاثة، والمهاجر بن قنفذ، وعويمر بن أشقر، وهشام بن حكيم بن حزام، ومحمد بن صفوان، وقبيصة بن المخارق، وعقيل بن أبي طالب، وأم جندب، وهي والدة سليم بن عمرو، وأم العلاء، وبشر بن سحيم، وأبو الحمراء.


أصحاب الخمسة:
خفاف بن إيماء، وصحار العبدي، وربيعة بن عباد، وأبو عريب، ومالك بن صعصعة، ومجاشع بن مسعود السلمي، وقابوس بن أبي المخارق، ويزيد بن أبي الأسود، ومعن بن يزيد، وعثمان بن طلحة، ومعقل بن سنان الأشجعي، وسلمة بن نفيل السكوني، وثعلبة بن الحكم، ومعمر بن عبد الله بن نضلة العدوي، وعمرو بن حزم، ومحجن بن الأدرع، وأبو الجعد، وأبو عبس بن جبر، وسالم بن عبيد الله، والسائب بن خلاد، ولقيط بن صبرة، وسفيان بن عبد الله، وسفيان بن أبي زهير، وخويلد بن ثعلبة بن مالك، وأم بجيد، وأم الدرداء، وسودة أم المؤمنين، وصفية بنت شبيبة، وأم أيمن، وخالد بن الوليد، وعبد الله بن سلام.


أصحاب الأربعة:
عبد الله بن يزيد الأنصاري، وأبي بن مالك، وأبو حازم الأنصاري، ومعاذ بن عفراء، وسعيد أبو عبد العزيز، وهانئ بن هانئ، وذؤيب، والدقبيصة بن ذؤيب، والعلاء بن الحضرمي، وأبو خزامة، ووحشي بن حرب، وقيس بن عاصم، ومالك بن هبيرة، وركانة بن عبد يزيد بن الحارث، والحارث بن عمرو، وأبو زيد الأنصاري، وسبرة بن فاتك، وعتبة بن غزوان، وعثمان بن مظعون، والحارث بن مسلم، والحكم، وأبو لبيبة، وفيروز الديلمي، والحارث بن قيس، وخالد بن عرفطة، وبسر بن أبي أرطاة، وعمرو بن أمية، آخر، وعبد الرحمن بن صفوان، والحجاج بن عمرو الزبيدي، وعبد الرحمن بن حسنة، ومحمد بن صيفي، وجارية بن قدامة، وطارق بن عبد الله المحاربي، وسنان بن سنة، وديلم الحميري، وزياد بن الحارث، ومعاوية بن حديج، وهزال، وعكاف بن وداعة، وعباس بن مرداس، والضحاك بن سفيان، وأبو رهم، وأبو بشير الأنصاري، وأبو جبيرة الأنصاري، وزيد بن حارثة مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وابن أبي عميرة، والجارود العبدي، وأبو نجيح السلمي، وأم ضبة، وبنت ليلى، وأم المعذر، وبنت كردم، وأم حبيبة بنت سهل.


أصحاب الثلاثة:
يوسف بن عبد الله بن سلام، وحرملة، وبديل بن ورقاء، وحكيم بن معاوية، وغطيف بن الحارث، والحارث بن زياد، وعلي بن طلق، وجنادة الأزدي، ومحرش الكعبي، والعداء بن خالد، وعابس التميمي، وحنظلة بن حذيم، والأغر، ودحية الكلبي، والأقرم، وشريك بن طارق، وأبو لبيد الأنصاري، وأبو عزة، وأبو حبة: عامر بن ثابت، بدري، ونبيط بن شريط، وأنس بن مالك الأشهلي، وذو الجوشن الضبابي، وعبد الله بن السعدي، من بني مالك بن حسل، وأبو زيد، ومحيصة، ذكر أيضًا في أصحاب الاثنين، وعبد الرحمن بن معمر، وهبار بن صيفي، وسهل بن الحنظلية الأنصاري، وعبد الله بن أبي حبيبة، وابن أم مكتوم، وابن مقرن، وعبد الله بن أبي الجدعاء، وأبو بحينة الباهلي، وسعيد بن حريث، وسهيل بن البيضاء، ويزيد بن ثابت، وفروة بن مسيك، وأبو عبد الرحمن الجهني، وجعدة أبو جزء، وحنظلة الأسيدي، وعبد الله بن أبي ابن سلول، وعطية السعدي، وأبو سعيد الأنصاري، ومالك بن عبد الله، وسويد بن هبيرة، وخارجة بن حذافة، وخالد بن سعيد، وعبد الله بن قارب، وأبو البداح، وأبو سهم، وأبو عنبة، وكردم بن كاس، وخالد بن علي، وكعب بن عاصم الأشقري، وخالد الخزاعي، وعبد الله بن حبيب، وسلمة، وسويد بن قيس، وأبو هاشم بن عتبة بن أبي ربيعة، وبصرة بن أبي بصرة، وعطية القرظي، وحارثة بن وهب الخزاعي، وعبيدة مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو مويهبة مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأم أيوب، وأم جميل، وهي أم محمد بن حاطب، وأم فروة، والصماء بنت بشر، وفاطمة بنت أبي حبيش، وأم سعد، وأنيسة، وسلامة، ودرة بنت أبي لهب، وميمونة بنت سعد، و أصحاب الإثنين: عبد الله بن حنظلة الغسيل، والوليد بن عقبة، وعبد الرحمن بن عائذ، وسعد مولى أبي بكر، وسليم بن جابر الجهني، وأوس بن الصامت، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وعبد الرحمن بن أزهر، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، والعرس بن عميرة، وسلمة بن سلامة بن وقش، ومحمد بن حاطب، وأبو رافع الغفاري، وأسيد بن ظهير، والحارث بن قيس، وأبو سلامة، وعبد الله بن أرقم، وثابت بن وديعة، ومسعود، وأبو إبراهيم، وسعيد بن سعد، وعتبة، وأوس بن حذيفة، وأبو الورد، وقتادة بن ملحان، وحمل بن النابغة، وحكيم بن سعد المزني، وأبو السمح، وعبد الله بن قريط، وكعب بن عياض، وسوادة بن الربيع، وعبد الله بن السائب، وأبو نملة، وعبد الله بن عدي، وأبو سلمى، راعي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو زهير النميري، وعتبة بن الحارث بن عامر، وأبو عمرة، وسلمة الهذلي، وفرات بن حيان، ومعاوية بن جاهمة، والخشخاش، وحكيم بن جابر، ومعقل بن أبي معقل، وصخر الغامدي، وإياس بن عبد الله المزني، وأبو رفاعة، ووهب بن حذبفة، وأبو مجزأة، وهو زاهر، ويعلى الأشعري، وعمرو بن غيلان، ورياح بن الربيع، وعبد الله القرشي الفارسي، وعمرو بن الأحوص، وسرق، وسويد بن حنظلة، ورفاعة الجهني، وعبد الرحمن بن المرقع، وأبو الجعد، ومحصن، ورافع بن عمرو المزني، وأبو سليط، وأشج بني عصر، ونافع بن الحارث، وعمرو بن تغلب، وأبو غطيف، وأبو بردة، وذو الأصابع، وعقبة بن الحارث، وأبو أمامة الحارثي، وعتاب بن شمير، ومحمد بن عبد الله بن سلام، وأبو مرثد الغنوي، وابن الرسيم، وعبادة، وعدي بن عدي، وابن مخاشن، وأبو كليب، وخالد بن اللجلاج، وأبي بن عمارة، وعياش بن أبي ربيعة، وظهير، وبريل السهالي، والحارث بن البرصاء، ومالك بن عبد الله الأزدي، وابن صعير، ومالك، هو أبو صفوان، وبسر بن حجاش، وربيعة بن الهاد، وذو اليدين، وعبد الله بن مالك، وعقبة بن مالك، والزبيب، وزيد بن أبي أوفى، والحارث بن هشام، وأبو ثابت، وقدامة بن عبد الله، وأبو الشعراء، وأبو سيادة المتعي، ونعيم بن النحام، والأسلع، وأم طارق، وخولة بنت إلياس، وأم عمارة، وسهلة بنت سهيل، وأم عبد الله بنت أوس، وأم الحكم، وأم بشير بنت البراء بن معرور، وعائشة بنت قدامة، وأم زياد، وأنم ورقة، وأم عبد الرحمن بن طارق، والسوداء، وميمونة بنت سعد، وجذامة بنت وهب، وأم معبد، وميمونة مولاة النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ومارية مولاته صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو سلامة، وأميمة، وسعد بن العلاء قال أبو محمد: ذكره في الواحد وله عندي حديثًان.


أصحاب الأفراد:
مهران مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وسانية مولاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو سلمى مولاه، وعبد الرحمن بن سبرة، ورافع بن أبي رافع، وعبد الله بن السعدي، والحارث بن خزمة، وأبو العلاء الأنصاري، ويزيد بن نعيم، وقيس بن سهل، والفقيم، وأبو هانئ، ومرزوق الصيقل شعيب، وأبو داود، عمير بن عامر بن مالك، وزنكل، وبصرة، وقبيصة البجلي، وسليمان، وثابت بن أبي عاصم، وخرشة بن الحر، ومخمر بنم معاوية، ومالك بن أحيمر، وسعد، وعمر الخثعمي، وهلال، وعمرو العجلاني، وعبد الرحمن بن عائش الحضرمي، والحارث بن الحارث، وعمرو بن مرة الجهني، وابن زمل، وأبو قرصافة: جندرة بن خيشنة، وابن السمط، وأبو علي بن البحير، وعبد الربحمن بن عتبة، وأبو شبيب، وعبد الله بن سعد، وجبلة بن الأزرق، وعبد الرحمن بن قتادة، والهاد، وهند بن أبي هالة، وحرملة العنبري، وصعصعة بن ناجية، وهبيب بن مغفل، والزارع، ومجمع بن يزيد، وسعيد بن أبي راشد، وجندب بن عبد الله، وسلمة بن سلامة بن وقش، والمسور بن يزيد، وأبو الأرقم، وسعيد بن العاصي، وسهل بن يوسف، والنمر، وأبو خراش، والنابغة، وثابت بن قيس بن الشماس، وميسرة، وعامر بن ربيعة، ونصر بن دهر الأسلمي، وطارق بن عبد الله المحاربي، وأبو خيثمة، وعمير بن سلمة الضمري، وكدير الضبي، ورافع بن بشر، وأبو بشر، وبدرة أبو مالك، وأبو سهلة، والسائب الأنصاري، وعمرو بن أبي سليمان، وعبد الله بن أبي سفيان، وأبو سود، وفروة بن نوفل، وخالد بن أبي جبل، وعلقمة بن رمثة البلوي، ويزيد بن عامر السوائي، وصهيب، آخر، وأبو نجيح السلمي، وعمرو البكالي، وعمير، وأبو خلاد الأنصاري، وعطية الجشمي، ويزيد العكلي، وعبد الرحمن بن قتادة السلمي، وعلقمة بن الحويرث، وبشير أبو جميلة، وعبد الله بن معقل بن مقرن، وأبو موسى مالك بن عبادة الغافقي، وأبو أبي الأنصاري، وعبد بن عامر، ويعقوب، ومسلم بن رياح، وثمامة بن أنس، وعبد الرحمن بن سنة، وزياد بن حارثة، وخولي، وعمرو بن شأس، وحارثة الخزاعي، وأبو عائش، وعروة، وأبو أسيد بن ثابت، ويزيد بن سلمة، ونضلة، وعمرو بن عامر بن الطفيل، وعبد الله بن سبرة، وعبد الله بن أبي بكر، آخر، وطلق بن يزيد، وقطبة بن قتادة، والمسور بن يزيد، وحجر المدري، وأبو سفيان بن حرب، ومروان بن قيس، وحمزة بن أبي أسيد، والمقنع، وعبد الله بن سهيل، ومالك الأشعري، وسابط، وعبيد بن عمرو الكلابي، ويزيد بن ثعلبة، وسبرة بن أبي فاكه، وعبد الرحمن بن مالك، وأبو كاهل، وقيس بن عمرو، وأبو النسابل بن بعكك، وشيبة بن عثمان، وأبو بشر الخثعمي، والسائب بن خباب، وعمير العبدي، وعبد الرحمن بن أزهر، وطلحة بن مالك، وخزيمة بن جزي، وصعصعة، والربيع الأنصاري، وثابت بن يزيد، وأبو حدرد، وتميم المازني، والحكم بن حزن، وناجية الخزاعي، وحجاج بن عبد الله، وأبو لاس الخزاعي، وعمرو بن أبي عقرب، وحليس، وجعدة بن هبيرة، ونصر الأسلمي، وأبو عقرب، وسلمة بن نعيم، ويزيد بن شجرة، وعامر بن شهر، وأبو حبيب، وطارق بن شهاب، والحارث بن مالك، وأبو عقبة، وأبو سعيد الأنصاري، وصفوان الزهري، وعدي الجذامي، وابن بحينة، وعبد الله بن معبد، وطلحة بن معاوية، وعباد بن شرحبيل، وكردم بن قيس، وأبو أبي بن أمر حرام، وسويد الأنصاري، وأبو منيب، ويونس بن شداد، وعمرو بن سعد، وأبي بن عمارة، وعامر الرامي، والحجاج بن علاط السلمي، ويزيد بن شريح، وعمرو بن معد يكرب، وخالد، وسعد بن إسحاق، وأبو فروة، والمغيرة، وأبو خالد، وجابر بن عمير، وسويد بن جبلة، ومالك بن عوف القشيري، وقسامة بن زهير، وحرام بن معاوية، ومحمود بن الربيع، ونافع بن الحارث، والحارث بن نوفل، وعبادة بن قرط، والمنهال، وعسعس بن سلامة، وغرفة الكندي، ويزيد بن السكن، ومسلمة بن مخلد، وأبو العلاء، وأبو بعجة، وعبد الله بن عيسى، وأبو عبد الله الأنماري، وأبو ثعلبة الأشجعي، وقيس الجعدي، وعبد الله بن عامر بن أنيس، وأبو خلاد، وعمارة بن زعكرة، وأبو سلمة، وعمرو بن الحارث، وجعيل الأشجعي، وزهير بن عثمان، وأبو المنتفق، وأبو الدحداح، وثعلبة، وأبو سعيد بن أبي فضالة، ويزيد بن خارجة، وجبير الكندي، وعبد الرحخمن بن عثمان التيمي، وإياس بن عبد الله بن أبي ذباب، وعقبة بن أوس، وقيس بن مخرمة، وعروة بن عامر الجهني، وسويد الأنصاري، والحكم بن عمرو الغفاري، ودغفل، وعبد الله بن أبي بكر، وجاهمة، وحسان بن أبي بكر، وجاهمة، وحسان بن أبي جابر السلمي، وعامر بن مسعود، وبشير، وشيبان، وأبو السائب، وعكرمة بن أبي جهل، وزيد بن ثابت، آخر، وجنادة بن مالك، وأبو جميل، وأبو يزيد المحاربي، وعمرو بن أبي عمرة، وغالب، وبسر بن محجن، وثعلبة بن أبي مالك، وأبو فسيلة، وعبد الله بن عبد الرحمن، وسعيد بن أبي ذباب، وحبيب بن فديك بن حذافة، والمستورد، آخر، وأنيس بن أبي مرثد، وعلقمة بن نضلة، ونمير الخزاعي، وحنظلة السدوسي، وعبد الله بن زمعة، وحبة وسواء ابنا خالد لهما حديث واحد، وأبو زهير، وقيس، وعبيد، ومالك بنو الخشخاش، لهم حديث، وأسماء بن خارجة، وأبو منصور، وجودان، وعبد الله بن عتيك، والجهجاه، والمقعد، وعمارة بن مدرك بن عبادة، وحسان بن ثابت، وسعد بن الأطول، والفجيع العامري، وصخر بن العيلة، والقعقاع بن أبي الحدرد، وثعلبة بن زهدم، وحبان بن بح، وأبو سهل، ونقادة الأسدي، وأبو عبيدة، وعبد الرحمن بن عقيل، وابن سيلان، والضحاك بن قيس، وطارق بن سويد، وطفيل بن سخبرة، وعقبة بن مالك، وثابت بن رفيع، وعثمان بن حنيف، وأبو عبد الرحمن الفهري، وأبو عبد الله، وأبو غادية، وشكل بن حميد، وأبو يزيد بن أبي مريم، ودكين بن سعيد، وشمير، وعمرو بن أبي عمرة، وعبد الله بن عدي، ومالك بن التيهان، وعبيد الله بن جبير الخزاعي، وكلثوم، ومحمد بن عبد الله بن سلام، وعبد الله بن هلال الثقفي، وعبد الرحمن بن أزهر، وشداد، وأبو علقمة، وآبي اللحم السعدي، وأبو قتادة السدوسي، وأبو الغيث، وزرارة بن جزء، ومرداس بن عروة، ومسروق بن وائل، وابو سلام، وشفيّ بن ماتع، وطلحة السلمي، وعبد الله بن كعب، وعبد الحميد بن عمرو، وبلال بن سعد، وعبد الله بن عتبة، وعبد الله بن أبي المطرف، ومطيع، ورافع بن مكيث، وذو الزوائد، وذو الغرة، وعميرة الليثي، وأبو بشر السلمى، وهرم بن خنبش، وعياض بن يحيى، وعبد الرحمن بن معاوية، وعامر المزني، وعبد الرحمن بن علقمة، وابن أبي شيخ، وأذينة، وعبد الله بن أبي أمية، وعمار بن أوس، وأبو بردة بن قيس، أخو أبي موسى الأشعري، وأبو عمرو بن حفص بن المغيرة، وعبد الله بن رواحة، وأبو عقيل، وبشر ين عاصم، ورافع بن عمرو المزني، وأبو أبي، وحجير بن بيان، ومنقذ بن عمرو، ويعلى بن سيابة، ومالك بن عتاهية، والأدرع السلمى، وحصين، ومحمد بن فضالة، وسلمة بن قيس، والحارث بن غزية، ومهيد الغفاري، ويعمر، من بني الحارث بن سعد بن هذيم، وهشام بن فديك، والسائب، وقيس بن السكن، وسهل بن حنيف، وسعيد، وعباد، وأسمر بن مضرس، وأبو صبرة، وهنيدة بن خالد الخزاعي، وسواد بن عمرو، ومالك بن فلان، وعامر بن عائذ، ومسعدة صاحب الجيوش، وأبو القين، وأبو حدرد، والتلب، وعمرو بن مالك الرؤاسي، وعبد الرحمن بن عديس، وسفيان بن مجيب، وزيد بن سعنة، والسليل الأشجعي، وعبد الرحمن بن عمرو السلمي، وعبد الله بن سعد، وأبو حصين، وهشام بن حبيش، وأبو رفاعة، وابن الشباب، وعمرو بن أبي حبيبة، ومالك بن مرارة، وأبو الحجاج الثمالي، وعبد الله بن شرحبيل، وقيس الجذمي، وعبد الله بن زمعة، وثعلبة، وأبو فروة، وعكراش بن ذؤيب، وابن كيسان، وكندير، ومحمد بن عمرو بن علقمة، والحارث بن بدل، وعمار بن عبيد، ومطر بن عكامس، وأبو قتيلة، والفاكه، وأبو حازم مولى الأنصار، وعمرو بن سعد، وعطية، وميسرة، وأبو بردة الظفري، وعبيد الليثي، وعدي بن زيد، وسعيد بن عامر، وابن سندر، وأبو أمية، وزياد بن الحارث، وحوط بن عبد العزى، وزهير بن عمرو، وقبيصة بن المخارق، آخر، أو مشترك، ومع زهير بن عمرو، وشعبة بن التوأم، وضرار بن الأزور الأسدي، وخزيمة بن معمر، وعبد الرحمن بن معاذ، وابن مربع الأنصاري، وجعفر بن أبي الحكم السعدي، وقيس بن عائذ، وبشير الأسلمي، ومطيع، وجميلة بنت أبي ابن سلول، وخديجة أم المؤمنين، وأم شريك، وأم كبشة، وأم مالك البهزبة، وكبشة، وبقيرة امرأة القعقاع، وجمرة بنت عبد الله اليربوعية، وخولة بنت الصامت، وأم عثمان بنت سفيان، وأم نصر، والشموس بنت النعمان، وسلامة بنت معقل، وسراء بنت نبهان، وليلى بنت قانف الثقفية، وبروع بنت واشق، وأم سنبلة، وسلمى، وبريرة مولاة عائشة أم المؤمنين، وخيرة امرأة كعب بن مالك، وأم جميلة، وأم إسحاق، وندبة، وحبيبة بنت أبي سيرة، وعزة بنت خابل، وأم سعد خالدة بنت أنس، وأم سليمان بنت حكيم، وطعمة بنت جزء، وقتيلة، وأم مالك البهزية، وأم أنس، وأم هلال بنت بلال الأسلمية، وأم خالد بنت الأسود، وأم الحجاج، سرية أسامة، وأم هانئ الأنصارية، وأم رومان، وأم حميد، وأم الصهباء، وقيل، أخرى، وأم الطفيل، امرأة امرأة أبي بن كعب، وأم فروة، وحمنة بنت حجش، وأم عامر، ورقيقة، وحبيبة بنت أبي تجرأة، وبنت حمزة بن عبد المطلب، وفهذا آخر من روى عنه عليه السلام حديثًا فيما ضبطناه من قبلنا الإمام الحافظ بقي بن مخلد الأندلسي وغيره من قبله، وبالله تعالى التوفيق.


ذكر الشيخ ابن عثيمين ــ رحمه الله ــ أنه لا يلزم من كثرة التحديث عن بعض الصحابة وقلته عن بعضهم أن يكون هؤلاء أقل أخذًا من أولئك عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم؛ لأن قلة التحديث عن الصحابي قد يكون سببها تقدم موته كحمزة رضي الله عنه عم النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أو انشغاله بما هو أهم كعثمان رضي الله عنه، أو الأمرين جمعيا كأبي بكر رضي الله عنه فقد تقدم موته وانشغل بأمر الخلافة، أو غير ذلك من الأسباب.



 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


7 + 7 =

/300
  صورة البلوك راديو الشفاء للرقية

راديو الشفاء للرقية الشرعية

راديو الشفاء للرقية مباشر

  صورة البلوك جديد الاناشيد الاسلامية

  صورة البلوك جديد القرآن الكريم

  صورة البلوك جديد الكتب