تفسير رؤية البيوت والقصور والبناء في المنام
البيوت والقصور والبناء
وأما الدور: فهي تدل على أربابها فما نزل بها من هدم أو ضيق أو سعة أو خير أو شر عاد ذلك على أهلها وأربابها وسكانها.
ومن رأى أنه دخل داراً جديدة كاملة المرافق وكانت بين الدور في موضع معروف، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً ازداد غنى، وإن كان مهموماً فرج عنه، وإن كان عاصياً تاب وعلى قدر حسنها وسعتها إن كان لا يعرف لها صاحباً، فإن كان لها صاحب فهي لصاحبها، وإن كانت مطينة كان ذلك حلالاً، وإن كانت مجصصة كانت ذلك حراماً.
ومن رأى أنه بنى داراً غير داره في مكان معروف أو مجهول، فانظر إلى حاله، فإن كان مريضاً أو عنده مريض فذلك قبره، وإن لم يكن شيء من ذلك فهي دنيا يفيدها إن كانت في مكان معروف، فإن بناها باللبن والطين كان حلالاً، وإن كانت بالآجر والجص والكلس كانت حراماً من أجل النار التي توقد على عمله، وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول ولم يكن مريضاً، فإن كانت باللبن فه وعمل صالح يعمله للآخرة أو قد عمله، وإن كانت بالآجر فهي أعمال مكروهة يندم في الآخرة عليها إلا أن يعود إلى هدمها في المنام، فإنه يتوب منها.
والدار المجهولة هي دار الآخرة لأن الله تعالى سماها داراً، فقال \" وتلك الدار الآخرة \". وكذلك إن كانت معروفة لها اسم تدل على الآخرة كدار عقبة أو دار السلام، فمن رأى نفسه فيها وكان مريضاً أفضى إليها سالماً معافى من فتن الدنيا وشرها، وإن كان غير مريض فهي له بشارة على قدر عمله من حج أو جهاد أو زهد أو عبادة أو علم أو صدقة أو صلة أو صبر على مصيبة يستدل على ما أوصله إليها وعلى الذي من أجله بشر به زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة.
وإن رأى معه في المنام كتباً يتعلمها فيها فعلمه أداه إليها، وإن كان فيها مصلياً فبصلاته نالها، وإن كان معه فرسه وسيفه فبجهاده بلغها ثم على المعنى، وأما اليقظة فينظر إلى أشهر أعمالها عند نفسه وأقربها بمنامه من سائر طاعاته إن كانت كثيرة ففيها كانت البشارة في المنام.
ورؤيا الدار المجهولة البناء والتربة والموضع والأهل المنفردة عن الدور ولا سيما إن رأى فيها موتى يعرفهم فهي دار الآخرة، فمن رأى أنه دخلها، فإنه يموت إن لم يخرج منها، فإن دخلها وخرج منها، فإنه يشرف على الموت ثم ينجو.
والدار من حديد طول عمر صاحبها ودولته، ومن خرج من داره غضبان، فإنه يحبس لقوله تعالى \" وذا النون إذ ذهب مغاضبا \".
وإن رأى أنه دخل دار جاره، فإنه يدخل في سره، وإن كان فاسقاً، فإنه يخونه في إمرأته ومعيشته.
وبناء الدار للعازب إمرأة مرتفعة يتزوجها.
ومن رأى داراً من بعيد نال دنيا بعيدة، فإن دخلها وهي من بناء وطين ولم تكن منفردة عن البيوت والدور، فإنه دنيا يصيبها حلالاً.
ومن رأى خروجه من الأبنية مقهوراً أو متحولاً فهو خروجه من دنياه أو مما يملك على قدر ما يدل عليه وجه خروجه.
ومن رأى أنه يهدم داراً جديدة أصابه هم وشر، ومن بنى داراً أو ابتاعها أصاب خيراً كثيراً.
وحكي أن رجلاً من أهل اليمن أتى معبراً، فقال: رأيت كأني في دار لي عتيقة، فانهدمت علي، فقال: تجد ميراثاً فلم يلبث أن مات له ذو قرابة فورث ستة آلاف درهم، ورأى آخر كأنه جالس على سطح دار من قوارير وقد سقط منه عريان فقص رؤياه على معبر، فقال: تتزوج إمرأة من دار الملك جميلة ولكنها تموت عاجلاً فكان كذلك.
وكون الرجل على سطح مجهول نيل رفعة واستعانة برجل رفيع الذكر وطلب المعونة منه.
ودار الرجل تدل على جسمه وتقسيمه وذاته لأنه يعرف بها وتعرف به فهي مجده وذكره وإسمه وسترة أهله، وربما دلت على ماله الذي به قوامه، وربما دلت على ثوبه لدخوله فيه فإذا كانت جسمه كان بابها وجهه، وإذا كانت زوجته كان بابها فرجه، وإذا كانت دنياه وماله كان بابها الباب الذي يتسبب فيه ومعيشته، وإذا كانت ثوبه كان بابها طوقه، وقد يدل الباب إذا انفرد على رب الدار، وقد يدل عليه منه الفرد الذي يفتح ويغلق والفرد الآخر على زوجته الذي يعانقها في الليل وينصرف عنها في الدخول والخروج بالنهار ويستدل فيها على الذكر والأنثى بالشكل والغلق فالذي فيه الغلق هو الذكر والذي فيه العروة هو الأنثى زوجته لأن القفل الداخل في العروة ذكر ومجموع الشكل إذا انفلق كالزوجين، وربما دلا على ولدي صاحب الدار ذكر وأنثى وعلى الأخوين والشريكين في ملك الدار.
ورؤيا سعة الدار تدل على سعة دنياه وسخاؤه وضيقها ضيق دنياه وبخله وجدتها تجديد عمله وتطيينها دينه، وأما إحكامها فإحكام تدبيره ومرمتها سروره.
وقالت النصارى من رأى كأنه يكنس داره أصابه غم أو مات فجأة، وقيل إن كنس الدار ذهاب الغم والله أعلم بالصواب، وقيل إن هدم الدار موت صاحبها.
وشرفات الدار: شرف الدنيا ورياسة.
والحيطان: رجال والسقوف نساء لأن الرجال قوامون على النساء لكونها من فوقها ودفعها للاستواء عنها فهي كالقوام فما تأكدت دلالته رجع إليه وعمل عليه.
والحائط رجل، وربما كان حال الرجل في دنياه إذا رأى أنه قائم عليه، وإن سقط عنه زال عن حاله.
وإن رأى أنه دفع حائطاً فطرحه أسقط رجلاً من مرتبته وأهلكه، والحائط رجل ممتنع صاحب دين ومال وقدر على قدر الحائط في عرضه وإحكامه ورفعته والعمارة حوله بسببه.
ومن رأى حيطان بناء قائمة محتاجة إلى مرمة، فإنه رجل عالم أو إمام قد ذهبت دولته.
وإن رأى أن أقواماً يرمونها، فإن له أصحاباً يرمون أموره.
ومن رأى أنه سقط عليه حائط أو غيره فقد أذنب ذنوباً كثيرة وتعجل عقوبته، والشق في الحائط أو الشجرة أو في الغصن مصير الواحد من أهل بيته واثنين بمنزلة القرطين والحلمتين.
ومن رأى حيطاناً دارسة فهو رجل إمام عادل ذهبت أصحابه وعترته، فإن جددها، فإنهم يتجددون وتعود حالتهم الأولى في الدولة.
وإن رأى أنه متعلق بحائط، فإنه يتعلق برجل رفيع ويكون استمكانه منه بقدر استمكانه من الحائط، ومن نظر في حائط فرأى مثاله فيه، فإنه يموت ويكتب على قبره.
السقف: رجل رفيع، فإن كان من خشب، فإنه رجل غرور.
وإن رأى سقفاً يكاد أن ينزل عليه ناله خوف من رجل رفيع، فإن نزل عليه التراب من السقف فأصاب ثيابه، فإنه ينال بعد الخوف مالاً، فإن انكسر جذع فهو موت صاحب الدار أو آفة تنزل به.
وإن رأى أن عارضته انشقت طولاً بنصفين فلم يسقط فهو جمع ما ينسب إلى ذلك البيت والطرز وغيره مضاعف الواحد اثنان والخشب والجذوع في البناء رجل منافق متحمل لأمور الناس، وكسره موت رجل بهذه الصفة.
البيوت: بيت الرجل يدل على زوجته المستورة في بيته التي يأوي إليها ومنه يقال دخل فلان بيته إذا تزوج فيكنى عنها به لكونها فيه ويكون بابه فرجها أو وجهها ويكون المخدع والخزانة بكراً كابنته أو ربيبته لأنها محجوبة والرجل لا يسكنها، وربما دل بيته على جسمه أيضاً وبيت الخدمة خادمه ومخزن الحنطة والدته التي كانت سبب تعيشه باللبن للنمو والتربية والكنيف يدل على الخادم المبذولة للكنس والغسل، وربما دل على الزوجة التي يخلو معها لقضاء حاجته خالياً من ولده وسائر أهله، ونظر إنسان من كوة بيته يدل على مراقبة فرج زوجته أو دبرها فما عاد على ذلك من نقص أو زراعة أو هدم أو إصلاح عاد إلى المنسوبة إليه مثل أن يقول: رأيت كأني بنيت في داري بيتاً جديداً، فإن كان مريضاً أفاق وصح جسمه، وكذلك إن كان في داره مريض دل على صلاحه إلا إن كان يكون عادته دفن من مات له في داره، فإنه يكون ذلك قبر المريض في الدار سميا إن كان بناؤه إياه في مكان مستحيل أو كان مع ذلك طلاء بالبياض أو كان في الدار عند ذلك زهر أو رياحين أو ما تدل عليه المصائب، وإن لم يكن هناك مريض تزوج إن كان عازباً أو زوج إبنته وأدخلها عنده إن كانت كبيرة أو اشترى سرية على قدر البيت وخطره.
ومن رأى أنه في بيت مجصص جديد مجهول مفرد عن البيوت وكان مع ذلك كلام يدل على الشر كان قبره.
ومن رأى أنه حبس في بيت موثقاً مقفلاً عليه بابه والبيت وسط البيوت نال خيراً وعافية.
ومن رأى أنه احتمل بيتاً أو سارية احتمل مئونة امرأة، فإن احتمله بيت أو سارية احتملت إمرأة مئونته.
ومن رأى أنه دخل بيتاً وأغلق بابه على نفسه، فإنه يمتنع من معصية الله تعالى لقوله تعالى \" وغلقت الأبواب \".
وإن رأى أنه موثق منه مغلق الأبواب والبيت مبسوط نال خيراً وعافية.
وإن رأى أن بيته من ذهب أصابه حريق في بيته.
ومن رأى أنه يخرج من بيت ضيق خرج من هم.
والبيت بلا سقف وقد طلعت فيه الشمس أو القمر فيدل على إمرأة تتزوج هناك.
ومن رأى في داره بيتاً وسعاً مطيناً لم يكن فيه، فإنها إمرأة صالحة تزيد في تلك الدار، فإن كان مجصصاً أو مبنياً بآجر، فإنه إمرأة سليطة منافقة، فإن كانت تحت البيت سرب فهو رجل مكار، فإن كان من طين، فإنه مكر في الدين.
وإن رأى أنه دخل بيتاً مرشوشاً أصابه هم من إمرأة بقدر البلل وقدر الوحل ثم يزول ويصلح.
وإن رأى أن بيته أوسع مما كان، فإن الخير والخصب يتسعان عليه وينال خيراً من قبل امرأة.
ومن رأى أنه ينقش بيتاً أو يزوقه وقع في البيت خصومة وجلبة.
وباب البيت: امرأة، وكذلك اسكفته.
ومن رأى أنه يغلق باباً تزوج امرأة، والأبواب المفتحة أبواب الرزق.
وأما الدهليز: فخادم على يديه يجري الحل والعقد والأمر القوي.
والبيت المظلم: إمرأة سيئة الخلق رديئة، وإن رأته المرأة فرجل كذلك.
والبيت المضيء: دليل خير وحسن أخلاق المرأة.
القصر: للفاسق سجن وضيق ونقص مال وللمستور جاه ورفعة أمر وقضاء دين، وإذا رآه من بعيد فهو ملك، والقصر رجل صاحب ديانة وورع، فمن رأى أنه دخل قصراً، فإنه يصير إلى سلطان كبير ويحسن دينه ويصير إلى خير كثير لقوله تعالى \" تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصوراً \".
ومن رأى كأنه قائم على قصر وكان القصر له، فإنه يصيب رفعة عظيمة وجلالة وقدرة، إن كان القصر لغيره، فإنه يصيب من صاحبه منفعة وخيراً.
الإيوان الأزج: الأزج من اللبن إمرأة قروية صاحبة دين، وبالجص دنيا مجددة، وبالآجر مال يصير إليه حرام، وقيل هو إمرأة منافقة.
ومن رأى أنه يعقد أزجاً بآجر صهريج، فإنه يؤدب ولده.
القبة: قوة فمن رأى أنه بنى قبة على السحاب، فإنه يصيب سلطاناً وقوة بحلمه.
ومن رأى أن له بنياناً بين السماء والأرض من القباب الخضر، فإن ذلك حسن حاله وموته على الشهادة.
وأما البناء: يدل على بناء الرجل بامرأته، وقيل من رأى كأنه يبني بناء، فإنه يجمع أقرباءه وأصدقاءه على سرور.
ومن رأى أنه طين قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يحج بمال، واللبن إذا كان مجموعاً ولا يستعمل في بناء فهو دراهم ودنانير.
ومن رأى أنه يجدد بنياناً عتيقاً لعالم، فإن تجديد سيرة ذلك العالم، إن كان البناء لفرعون أو ظالم، فإنه تجدد سيرته، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى كأنه يبني بنياناً، فإنه يعمل عملاً.
ومن رأى أنه ابتدأ في بناء فحفره من أساسه وبناه من قراره حتى شيده، فإنه طلب علم أو ولاية أو حرفة وسينال حاجته فيما يروم، وقيل من رأى أنه يبني بنياناً في بلدة أو قرية، فإنه يتزوج هناك امرأة، فإن بناه من خزف فتزيين ورياء، وإن بناه من طين، فإنه حلال وكسب، وإن كان منقوشاً فهو ولاية أو علم مع لهو وطرب، وإن بناه من جص وآجر عليه صورة، فإنه يخوض في الأباطيل.
الغرفة: تدل على الرفعة وعلى استبدال السرية بالحرة لعلو الغرفة على البيت، وتدل على أمن الخائف لقوله تعالى \" وهم في الغرفات آمنون \". وتدل على الجنة لقوله تعالى \" أولئك يجزون الغرفة بما صبروا \". وتدل أيضاً على المحراب لأن العرب تسميها بذلك، فمن بنى غرفة فوق بيته، ورأى زوجته تنهاه عن ذلك وتسخط فعله أو تبكي بالعويل أو كأنها ملتحفة في كساء، فإنه يتزوج على إمرأته أخرى أو يتسرى، وإن كانت زوجته عطرة جميلة متبسمة كانت الغرفة زيادة في دنياه ورفعة، وإن صعد إلى غرفة مجهولة، فإن كان خائفاً أمن، وإن كان مريضاً صار إلى الجنة وإلا نال رفعة وسروراً وعلواً، وإن كان معه جمع يتبعه في صعوده يرأس عليهم بسلطان أو علم أو إمامة في محراب.
وإن رأى عازباً أنه في غرفة تزوج إمرأة حسنة رئيسة متدينة.
وإن رأى له غرفتين أو ثلاثة أو أكثر، فإنه يأمن مما يخاف.
وإن رأى أن البيت الأعلى سقط على البيت الأسفل ولم يضره، فإنه يقدم له غائب، فإن كان معه غبار كان معه مال.
المنظرة: رجل منظور إليه فمن رآها من بعيد، فإنه يظفر بأعدائه وينال ما يتمنى ويعلو أمره في سرور.
وإن رآها تاجر، فإنه يصيب ربحاً ودولة ويعلو نضاره حيث كان ويكون، وبناء المنظرة يجري مجرى بناء الدور.
وأما الإسطوانة: من خشب أو من طين أو من جص أو آجر فهي قيم دار أو خادم أهل الدار وحامل ثقلهم وبيوتهم ويقوى على ما كلفوه فما يحدث فيها ففي ذلك الذي ينسب إليه.
والكوة في البيت أو الطرز والغرفة ملك يصيبه صاحبها وعز وغنى يناله، وللمكروب فرج وللمريض شفاء وللعازب إمرأة وللمرأة زوج، وإذا رأيت الكوة في البيت الذي ليس فيه كوة، فإنها لأهل الولاية ولاية وللتاجر تجارة.
الدرج: تدل على أسباب العلو والرفعة والإقبال في الدنيا والآخرة لقول معرب: ارتفعت درجة فلان وفلان رفيع الدرجة، وتدل على الإملاء والاستدراج لقوله تعالى \" سنستدرجهم من حيث لا يعلمون \". وربما دلت على مراحل السفر ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة منزلة ومرحلة مرحلة، وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته، ويدل المعروف منها على خادم الدار وعلى عبد صاحبها ودابته فمن صعد درجاً مجهولاً نظرت في أمره، فإن وصل إلى آخره وكان مريضاً مات، فإن في دخل في أعلاه غرفة وصلت روحه إلى الجنة، وإن حبس دونها حجب عنها بعد الموت، وإن كان سليماً ورام سفراً خرج لوجهه ووصل على الرزق إن كان سفره في المال، وإن كان لغير ذلك استدلت بما أفضى إليه أو لقيه في حين صعوده مما يدل على الخير والشر وتمام الحوائج ونقصها مثل أن يلقاه أربعون رجلاً أو يجد دنانير على هذا العدد، فإن ذلك بشارة بتمام ما خرج إليه، وإن كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك لأن الثلاثين نقص والأربعون تمام أتمها الله عز وجل لموسى بعسر ولو وجد ثلاثة وكان خروجه في وعد تم له لقوله تعالى في الثلاثة \" ذلك وعد غير مكذوب \". وكذلك إن أذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج تم له حجه، وإن لم يؤمل شيئاً من ذلك ولا رأى ذلك في أشهر الحج نال سلطاناً ورفعة إما بولاية أو بفتوى أو بخطابة أو بأذان على المنار أو ينجو ذلك من الأمور الرفيعة المشهورة.
ونزول الدرج للرائي إن كان مسافراً قدم من سفر، وإن كان مذكوراً رئيساً نزل عن رياسته وعزل عن عمله، وإن كان راكباً مشى راجلاً، وإن كانت له إمرأة عليلة هلكت، وإن كان هو المريض نظرت، فإن كان نزوله إلى مكان معروف أو إلى أهله وبيته أو إلى تبن كثير أو شعير أو إلى ما يدل على أموال الدنيا وعروضها أفاق من علتها، وإن كان نزوله من مكان مجهول لا يدريه أو برية أو إلى قوم موتى قد عرفهم ممن تقدمه أو كان سقوطه تكويراً أو سقط منها في حفرة أو بئر أو مطمورة أو إلى أسد افترسه أو إلى طائر اختطفه أو إلى سفينة مرسية أقلعت به أو إلى راحلة فوقها هودج فسارت به، فإن الدرج أيام عمره وجميع ما أنزل إليه منها موته حين تم أجله وانقضت أيامه، وإن كان سليماً في اليقظة من السقم وكان طاغياً أو كافراً نظرت فيما نزل إليه، فإن دل على الصلاح كالمسجد والخصب والرياض والاغتسال ونحو ذلك، فإنه يسلم ويتوب وينزل عما هو عليه ويتركه ويقطع عنه، وإن كان نزوله إلى ضد ذلك مما يدل على العظائم والكبائر والكفر كالجدب والنار العظيمة المخيفة والأسد والحيات والمهاوي العظام، فإنه يستدرج له ولا يؤخذ بغتة حتى يرد عليه ما يهلك فيه ويعطب عنده ولا يقدر على الفرار منه.
وتجدد بناء الدرج يستدل به على صلاح ما يدل عليه من فساده، فإن كان من لبن كان صالحاً، وإن كان من آجر كان مكروهاً، وقيل الدرجة أعمال الخير أولها الصلاة والثانية الصوم والثالثة الزكاة والرابعة الصدقة والخامسة الحج والسادسة الجهاد والسابعة القرآن، وكل المراقي أعمال الخير لقوله صلى الله عليه وسلم: اقرأ وارق، فالصعود منها إذا كان من طين أو لبن حسن الدين والإسلام ولا خير فيها إذا كانت من آجر.
وإن رأى أنه على غرفة بلا مرقاة ولا سلم صعد فيه، فإنه كمال دينه وارتفاع درجته عند الله لقوله تعالى \" نرفع درجات من نشاء \".
ورؤيا المرقي من طين للوالي رفعة وعز مع دين وللتجار تجارة مع دين، وإن كانت من حجارة، فإنه رفعة قساوة قلب، وإن كانت من خشب، فإنها مع نفاق ورياء، وإن كانت من ذهب، فإنه ينال دولة وخصباً وخيراً، وإن كانت من فضة، فإنه ينال جواري بعدد كل مرقاة، وإن كانت من صفر، فإنه ينال متاع الدنيا، ومن صعد مرقاة استفاد فهماً وفطنة يرتفع به، وقيل الدرجة رجل زاهد عابد، ومن قرب منه نال رفعة ونسكاً لقوله تعالى \" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات \". وكل درجة للوالي ولاية سنة.
والسلم الخشب: رجل رفيع منافق والصعود فيه إقامة بنية لقوله تعالى \" أو سلماً في السماء فتاتيهم بآية \". وقيل ان الصعود فيه استعانة بقوم فيهم نفاق، وقيل هو دليل سفر، فإن صعد فيه ليستمع كلاماً من إنسان، فإنه يصيب سلطاناً لقوله \" أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين \".
وقال رجل لابن سيرين: رأيت كأني فوق سلم، فقال: أنت رجل تستمع على الناس، والسلم الموضوع على الأرض مرض وانتصابه صحة.
الطاق: الواسعة دليل على حسن خلق المرأة والضيقة دليل على سوء خلقها، والرجل إذا رأى أنه جالس في طاق ضيق، فإنه يطلق إمرأته جهاراً، وإن كان موضعه من الطاق واسعاً، فإن المرأة تطلق من زوجها سراً، والصفة رئيس يعتمده أهل البيت.
والدرب: دخول الدرب دخول في سوم تاجر أو ولاية وال أو صناعة ذي حرفة، فمن رأى درباً مفتوحاً، فإنه يدخل في عمل كما ذكرت.
الأبواب: الأبواب المفتحة أبواب الرزق وباب الدار قيمها فما حدث فيه فهو في قيم الدار.
وإن رأى في وسط داره باباً صغيراً فهو مكروه لأنه يدخل على أهل العورات وسيدخل تلك الدار خيانة في امرأته، وأبواب البيوت معناه يقع على النساء، فإن كانت جدداً فهن أبكار، وإن كانت خالية من الأقفال فهن ثيبات.
وإن رأى باب دار قد سقط أو قلع إلى خارج أو محترقاً أو مكسوراً فذلك مصيبة في قيم الدار، فإن عظم باب داره أو اتسع وقوي فهو حسن حال القيم.
وإن رأى أنه يطلب باب داره فلا يجده فهو حائر في أمر دنياه.
ومن رأى أنه دخل من باب، فإن كان في خصومة فهو غالب لقوله تعالى \" ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون \". فإذا رأى أبواباً فتحت من مواضع معروفة أو مجهولة، فإن أبواب الدنيا تفتح له ما لم يجاوز قدرها، فإن جاوز فهو تعطيل تلك الدار وخرابها، فإن كانت الأبواب إلى الطريق، فإن ما ينال من دنياه تلك يخرج إلى الغرباء والعامة، فإن كانت مفتحة إلى بيت في الدار كان يناله لأهل بيته.
وإن رأى أن باب داره اتسع فوق قدر الأبواب فهو دخول قوم عليه بغير إذن في مصيبة، وربما كان زوال باب الدار عن موضعه زوال صاحب الدار على خلقه وتغيره لأهل داره.
وإن رأى أنه خرج من باب ضيق إلى سعة فهو خروجه من ضيق إلى سعة، ومن هم إلى فرج.
وإن رأى أن لداره بابين، فإن إمرأته فاسدة، فمن رأى لبابه حلقتين، فإن عليه ديناً لنفسه، وانسداد باب الدار مصيبة عظيمة لأهل الدار.
العتبة: امرأة، فروي أن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم قال لامرأة إبنه إسماعيل: قولي له غير عتبة بابك، فقالت له ذلك فطلقها، وقيل إن العتبة الدولة والأسكفة هي المرأة والعضادة رئيس الدار وقيمها فقلعها ذلك لقيم الدار بعد العز وتغيبها عن البصر موت القيم كما أن قلع أسكفته تطليق المرأة.
وأما قوائم الباب وحلقته: فتدل على إذن صاحبه وعلى حاجبه وخادمه، فمن رأى شيئاً من ذلك نقصاً أو حدوثاً أو زيادة أو جدة عاد ذلك على المضاف إليه بزيادة الأدلة وشواهد اليقظة.
وحكي أن إمرأة أتت ابن سيرين، فقالت: رأيت في المنام أسكفة بابي العليا وقعت على السفلى، ورأيت المصراعين قد سقطا فوقع أحدهما خارج البيت والآخر داخل البيت، فقال لها: ألك زوج وولد غائبان قالت: نعم، فقال: أما سقوط الأسكفة العليا فقدوم زوجك سريعاً، وأما وقوع المصراع خارجاً، فإن ابنك يتزوج إمرأة غريبة، فلم تلبث إلا قليلاً حتى قدم زوجها وابنها جمع غريبة.
وإن رأى أنه قلع حلقة بابه، فإنه يدخل في بدعة.
الغلق أو القفل: من خشب هو البلط إذا فتح يكون فيه مكر.
ومن رأى أنه يغلق باب داره بالبلط، فإنه محكم في حفظ دنياه، فإن لم يكن له بلط فليس له ضبط في أمر دنياه.
وإن رأى أنه يزيد إغلاق باب داره ولا ينغلق، فإنه يمتنع من أمر يعجز عنه.
وإن رأى غاز أنه يفتح باباً يغلق، فإنه ينقب حصناً أو يفتحه، فإن فتحه رجل، فإنه يمكر بالمنسوب إلى ذلك النقب ويفتح عليه خير من قبل ذلك الرجل.
والله تعالى أعلم