المدينة في المنام
من رأى في المنام أنه دخل مدينة من المدائن يأمن مما يخاف، وكان ابن سيرين رحمه الله تعالى يحب الدخول إلى المدن، ولا يحب الخروج منها، لقوله تعالى: \" فخرج منها خائفاً يترقب، قال: رب نجني من القوم الظالمين \".
وقيل المدينة تعبر برجل عالم، لقوله عليه السلام: \" أنا مدينة العلم وعلي بابها \". ومن دخل مدينة فوجدها خراباً، فإن العلماء قد فقدوا منها، وقيل المدينة موت ملكها أو ظلمه فيها، وأي مدينة ترى ولا سلطان فيها، فإن الطعام يغلو سعره فيها، والمدينة المعروفة هي الدنيا والمجهولة هي الآخرة.
ومن رأى: مدينة قد انهدمت، فإن دين أهلها قد ذهب، ومدينة الإنسان التي ينسب إليها تعبر بأبيه، فمن رأى أن مدينة خربت من الزلازل مات أبوه بالقتل.
ومن رأى: أنه في بلاد الصعيد فيتنكد عيشه ويشقى أو تكثر أمانته.
ومن رأى: أنه في بلاد النوبة رزق نعمة.
ومن رأى: أنه في بلاد الحبشة نقصت هيبته.
ومن رأى: أنه في مصر فالله يطيب عيشه ويطيل عمره.
ومن رأى: أنه في بلاد العريش كثر خيره.
ومن رأى: أنه في القسطنطينية خسر ماله.
ومن رأى: أنه في بلاد القدس وجبل طور سيناء فإنها سنة مقبلة عليه.
ومن رأى: أنه في بيت لحم فتكثر صلابته ويقوى دينه.
ومن رأى: أنه في بلاد المشرق نال خيراً.
ومن رأى: أنه أشرف على بغداد قدم إلى الحاكم، لأن بغداد دار الإمام.
ومن رأى: أنه في الأردن فينال سفراً أو ذلاً.
ومن رأى: أنه بدمشق، فإن الله يرزقه.
ومن رأى: أنه في بلاد الروم فإنه صاحب ثقة بالله تعالى، وكذلك بلاد الأرمن.
ومن رأى: أنه في بلاد الإفرنج فيعمى قلبه.
ومن رأى: أنه في بلاد العجم فيتعلم الوقاحة.
ومن رأى: أنه في بلاد الهند فيقهر أعداءه ويظفر بحساده.
ومن رأى: أنه في خراب فإنه يبتلى بقوم لا طاقة له بهم.
ومن رأى: أنه في أرض مملحة أو كبريتية فإنه يمرض، والبلد يمين، لقوله تعالى: \" لا أقسم بهذا البلد \".
والبلد أمن من الخوف. وربما دل البلد في المنام على التوبة والمغفرة. وربما دل الإقليم على واليه أو سلطانه أو حاكمه أو عالمه، وإن ملك الإنسان بلداً في المنام نال ملكاً أو ولاية، فإن كان عازباً تزوج أو سقيما شفي من مرضه أو فاسقاً تاب أو ضالاً اهتدى، وإن رؤي الميت في المنام في مدينة ربما كان في الجنة كما أنه لو رؤي في قرية دل على أنه في النار لتعب أهلها وشقائهم، وإن كان للمدينة اسم صالح مثل صنعاء دلت على الاصطناع أو ظفار من الظفر بالعدو، وسر من السرور، ومن خرج من باغية فإنه يخلص من بغي، وأبواب المدينة المعروفة هم ولاتها وحكامها وحراسها.
ومن رأى: أنه في مدينة مجهولة، فإن ذلك علامة الصالحين.
ومن رأى: سور المدينة مهدوماً مات عاملها أو عزل من عمله.
ومن رأى: أنه قد انثلم في سور المدينة ثلمة حتى دخل المدينة أسد أو سيل أو لص ضعف أمر الإسلام فيها أو كسد سوق العلم. أنظر أيضاً القرية.