الرعد في المنام
إذا كان الرعد في المنام بلا مطر دل على الخوف، والرعد وعيد وتهديد من السلطان، وقد يدل الرعد على المواعيد الحسنة والأوامر الجزيلة، وقد يدل على أصوات الطبول، فإن سمع الرعد في المنام فإنه يقضي ديناً، وإن كان مريضاً شفي، وإن كان سجيناً أطلق من السجن، والرعد والبرق والمطر خوف للمسافر، وطمع للمقيم، والرعد صاحب شرطة وملك عظيم، ومن سمع رعدا قاصفا في بلد من البلدان، فإن الناس يموتون فجأة، ويقع بينهم فتنة وقتل، ويدل صوت الرعد على خصومة وجدال، كما يدل على نقصان في دينه وخسارة في ماله، فإن سمع الرعد مع المطر وكان الناس محتاجين إلى المطر، فإن ذلك خصب يناله أهل تلك المحلة.
ومن رأى: الرعد من غير برق فإنه يدل على اغتيال ومكر وسعي لقول الكذب، ومن سمع الرعد فإنه يسمع من السلطان ما يكره، ولا خير في سماع الرعد إذا كان معه ظلمة وبرق، فإن ذلك يدل على الردة عن الدين، خاصة إن كان مع ذلك زلزلة، وسماع الرعد في أوانه يدل على البشارة والخير والبركة، وإن كان في غير أوانه دل على الحركة في الجيش لغزو أو فتنة.
وربما دل سماع الرعد على التسبيح والتهليل لله تعالى. وربما دل سماعه على الأمراض أو سماع صوت الدفوف لفرح يوجب ذلك، وإن كان سامعه عاصياً تاب إلى الله تعالى، وإن كان كافراً أسلم. وربما دل سماعه على الصمم.
وأما حكم الرعد فقالوا فيه: إذا سمع الرعد في المنام ووافق ذلك اليوم الأول من شهر تشرين الأول فإنه يدل على موت في بلاد الشام، وإن كان في ستة أيام منه، فإن الطعام يرخص، ويكثر الشراب والفاكهة بمصر، وإن كان في آخره رعد، فإن الوباء يقع في بلاد الشام، وإن سمع في المنام رعدا ووافق ذلك أن يكون في شهر تشرين الثاني، فإن الخير يكثر بأرض البربر وأرض مصر، وتفتح مدينتان من مدن الكفر بالشام.
وربما ظهر كوكب بذنب، ويقع في الشام سبي. وربما مات ملك من ملوك العرب، ويهلك الطير ويقع الظلم بالشرق، ويهطل مطر ليس فيه ضرر ولا نفع، وإن سمع في المنام رعدا ووافق أن يكون ذلك في عشرة أيام من كانون الأول فإنه يدل على موت العظماء بالأندلس ويجور سلطانهم، ويكثر الفساد، وإن كانت الرؤيا في سبعة أيام منه كان الشتاء بارداً قاسياً، والربيع رطب، وإن سمع في المنام رعدا ووافق أن يكون ذلك في ستة أيام من شهر كانون الثاني فإنه يكون أمر عظيم من زلازل وخسف بأرض العراق.
وربما وقع الفناء في البقر والمواشي، وتخصب الغلة، وإن كانت الرؤيا في آخره فهو ينذر بكسوف الشمس، وموت ملك من ملوك المغرب، وقيل يظهر كوكب ينذر بخراب مدينة عظيمة، ويكون في الشام مرض ورمد، وإن سمع في المنام رعدا ووافق أن يكون ذلك في أول يوم من شباط كان دليلاً على خصب الأرض ونموها، ويكون بأرض يأجوج وباء وأمراض، ويكون الموت في جزائر البحور، ويرخص السعر في مكة ويكون بالحبشة فزع، وإن كان في آخره، فإن يدل على أن الملك بالمغرب يخرج من أرضه إلى أرض أخرى، وإن سمع في المنام رعدا، ووافق أن تكون الرؤيا في ستة أيام من آذار فإنه يدل على خصب وخير إلا في القمح والكرم، ويكثر الزيت، ويأمن التجار، ويخرج الملك من مدينته إلى مدينة أخرى محارباً ويظفر بمطلوبه، وتبقى في يده مدة، ويقيم أياماً بين أنهار وأشجار ثم يخرج إلى أرض الروم، ويفتح الحجر الأصم، ويقتل جماعة من الرؤساء والأكابر والقواد، وتخصب أرض الشام، وإن كان في آخره رعد فإنه يكثر الجراد، ويكثر موت المعز والبقر،
وإن سمع في المنام رعدا، ووافق ذلك الحادي والعشرين من نيسان فإنه يدل على الخصب في الأرض والكرم، وكثرة الأمطار، وتسلم الثمار، وتخرج الروم من أرضها ولعلها المغرب فيغزونهم، وإن وافق ذلك أن يكون أول نيسان فإنه يكون في آذار فزع ويقع البغي بين الروم ويموت ملكهم ويهزمون، ويقع الطاعون فيهم، ويسلم الشام من الكيد، وتخرج النوبة إلى أرض غير هم فيفسدون فيها، وإذا كان الرعد في أربعة أيام منه فذلك سعة وتجود الحنطة والكرم، ويقع اختلاف بين الناس وأمراض كثيرة، ويخاف على البيادر، وإن كان في الحادي عشر منه رعد أصاب الناس زلازل وأذى، وإن كان في الثالث عشر أصاب الناس بلاء شديد، وإن كان في سبعة عشر تباغض الملوك ووزراؤهم، وفي اثنين وعشرين منه يكون مرض شديد مخيف، وإن كان في ثلاث وعشرين كان رخص وخصب، وفي خمس وعشرين يكون غلاء شديد، وإن كان في تسع وعشرين دل على الخير والفرج والسرور، وإن سمع في المنام رعدا وكانت الرؤيا في تسعة أيام من أيار دل على موت الأشراف باليمامة، ويقع في الأتراك موت، وكذلك في الغنم ويكون المطر كثيراً، ويكثر خير البساتين، وإن كان في عشره الأوسط فتحدث أمراض شديدة،
وإن سمع رعد في المنام وكانت الرؤيا في حزيران إلى عشرة أيام منه فإنه يدل على موت العلماء والأشراف بأرض مصر، وترخص الأسعار، وتنمو الأموال ويكثر صيد البر والبحر، وإن سمع رعد وكانت الرؤيا في تموز إلى ستة أيام منه، فإن المطر يكون في شهر كانون الأول، ويتقدم الزرع وينمو، ويموت عظماء الناس من الروم، ويهبط السعر في اليمن، ويقع بأرض العجم حرب ويكون بأرض مصر شر من جهة الملك، ويقع فيهم سبي في العيال، ويأتي ملك من المشرق يحملهم إلى أرضه أسرى، وإن كان الرعد في آخره أو لسبع بقين منه فإنه يدل على السلامة في جميع الأرض، ويرخص السعر بأرض البصرة وأرض الحبشة، وتزكو الأرض إلى سواد الفرات، ويحصل لبعض الثمار آفة كالنخل والموز، وتكثر الحنطة، وإن كان في آخر السنة خيف على الناس من قتل ملكهم، وإن سمع الرعد في المنام وكانت الرؤيا في شهر آب فإنه دليل خير لأهل الشام وأهل جرجان وأذربيجان، ويقل الجراد ويموت ملك من الخزر وملك يأجوج ومأجوج ويقع بينهم القتال، وإن كان في أخره رعد فإنه يكون بأرض مصر خصب ويفيض نيلها وترخص الأسعار فيها بعد قحط وغلاء وموت.
وربما دل على تفريق جماعات، وإن سمع الرعد في المنام وكانت الرؤيا في شهر أيلول في ثانية أيام منه، فإن المطر يكون كثيراً، ويحدث قحط في أول السنة، وخصب في آخرها، ويكون الجراد بأرض الكوفة وبطائح البصرة، ويقع الناس في جوع شديد، ويفتح المسلمون حصوناً، ويكون بين الروم والترك قتال لفترة طويلة، وتخصب الشام وتسلم ثمارها وحبوبها، وإن كان في العاشر دل على قلة المطر في ذلك العام في المغرب، والله تعالى أعلم وبغيبه أحكم، وإن كان في تسع وعشرين دل على الخير والفرج والسرور، وإن سمع في المنام رعدا وكانت الرؤيا في تسعة أيام من أيار دل على موت الأشراف باليمامة، ويقع في الأتراك موت، وكذلك في الغنم ويكون المطر كثيراً، ويكثر خير البساتين، وإن كان في عشره الأوسط فتحدث أمراض شديدة، وإن سمع رعد في المنام وكانت الرؤيا في حزيران إلى عشرة أيام منه فإنه يدل على موت العلماء والأشراف بأرض مصر، وترخص الأسعار، وتنمو الأموال ويكثر صيد البر والبحر، وإن سمع رعد وكانت الرؤيا في تموز إلى ستة أيام منه، فإن المطر يكون في شهر كانون الأول، ويتقدم الزرع وينمو، ويموت عظماء الناس من الروم، ويهبط السعر في اليمن، ويقع بأرض العجم حرب ويكون بأرض مصر شر من جهة الملك، ويقع فيهم سبي في العيال، ويأتي ملك من المشرق يحملهم إلى أرضه أسرى، وإن كان الرعد في آخره أو لسبع بقين منه فإنه يدل على السلامة في جميع الأرض، ويرخص السعر بأرض البصرة وأرض الحبشة، وتزكو الأرض إلى سواد الفرات، ويحصل لبعض الثمار آفة كالنخل والموز، وتكثر الحنطة، وإن كان في آخر السنة خيف على الناس من قتل ملكهم، وإن سمع الرعد في المنام وكانت الرؤيا في شهر آب فإنه دليل خير لأهل الشام وأهل جرجان وأذربيجان، ويقل الجراد ويموت ملك من الخزر وملك يأجوج ومأجوج ويقع بينهم القتال، وإن كان في أخره رعد فإنه يكون بأرض مصر خصب ويفيض نيلها وترخص الأسعار فيها بعد قحط وغلاء وموت.
وربما دل على تفريق جماعات، وإن سمع الرعد في المنام وكانت الرؤيا في شهر أيلول في ثانية أيام منه، فإن المطر يكون كثيراً، ويحدث قحط في أول السنة، وخصب في آخرها، ويكون الجراد بأرض الكوفة وبطائح البصرة، ويقع الناس في جوع شديد، ويفتح المسلمون حصوناً، ويكون بين الروم والترك قتال لفترة طويلة، وتخصب الشام وتسلم ثمارها وحبوبها، وإن كان في العاشر دل على قلة المطر في ذلك العام في المغرب، والله تعالى أعلم وبغيبه أحكم.
والله تعالى أعلم