اسم الإمام الدارقطني ونسبه
أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الدَّارقطنيُّ. والدارقطني نسبة إلى دار القطن، وهي محلَّة ببغداد. وُلِد الدارقطني سنة ست وثلاثمائة.
حب الإمام الدارقطني للعلم وسعة علمه
سنن الدارقطنيكان الدارقطني رحمه الله يحب العلماء والإقبال عليهم وملازمتهم، ومن هؤلاء العلماء أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السَّبيعي الحلبي، وكان حافظًا متقنًا، سمع وروى عنه الدَّارقطني، وكان وجيهًا عند سيف الدولة، وكان يزوره في داره. وكان الحافظ أبو محمد هذا قد طاف الدنيا وهو عسر الرواية، وكان الدارقطني يجلس بين يديه كجلوس الصبيِّ بين يدي معلِّمه هيبةً له؛ وقال: قدم علينا حلب الوزير جعفر بن الفضل، فتلقاه الناس وكنت فيهم، فعرف أني من أصحاب الحديث، فقال: أتعرف حديثًا فيه إسناد أربعة من الصحابة كل واحدٍ عن صاحبه؟ فقلت: نعم، حديث السَّايب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزَّى، عن عبد الله بن السَّعدي، عن عمر بن الخطاب في العمالة. فعرف صحة قولي فأكرمني.
شيوخ الإمام الدارقطني وتلاميذه
سمع الدارقطني من أبي القاسم البغوي، وخلقٍ كثير ببغداد والكوفة والبصرة وواسط. وأخذ العلم عن الدَّارقطني محمدُ بن الحسن الشيباني، وصعصعة بن سلام، وأبو معاوية الضرير، وغيرهم.
آراء العلماء في الإمام الدارقطني
قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: "لم يرَ الدارقطني مثل نفسه". وقال ابن الجوزي: "وقد اجتمع له مع معرفة الحديث العلمُ بالقراءات والنحو والفقه والشعر مع الإمامة والعداله وصحة العقيدة". وقال ابن كثير: "الحافظ الكبير أستاذ هذه الصناعة وقبله بمدة وبعده إلى زماننا هذا، سمع الكثير وجمع وصنَّف وألَّف وأجاد وأفاد، وأحسن النظر والتعليل والانتقاد والاعتقاد، وكان فريدَ عصره، ونسيجَ وَحْدِهِ، وإمام دهره في أسماء الرجال وصناعة التعليل والجرح والتعديل، وحسن التصنيف والتأليف واتساع الرواية والاطِّلاع التام في الدراية".
وقال عبد الغني بن سعيد الضرير: "لم يتكلم على الأحاديث مثل علي بن المديني في زمانه، وموسى بن هارون في زمانه، والدارقطني في زمانه". وقال أبو عبد الرحمن السلمي فيما نقله عنه الحاكم: "شهدت بالله إن شيخنا الدارقطني لم يخلف على أديم الأرض مثله في معرفة حديث رسول الله r، وكذلك الصحابة وأتباعهم".
مؤلفات الإمام الدارقطني
ومن مؤلَّفات الإمام الدارقطني الكثيرة النافعة:
1- كتاب السنن.
2- العلل الواردة في الأحاديث النبوية.
3- المُجتبى من السنن المأثورة.
4- المختلف والمؤتلف في أسماء الرجال.
5- كتاب الأفراد.
6- سؤالات الحاكم. وهو كتاب عمدة في الجرح والتعديل.
وفاة الإمام الدارقطني
تُوفِّي الدارقطني سنةَ خمسٍ وثمانين وثلاثمائة، بعد حياة حافلة بالجِدِّ والحرص على تلقي العلوم ونشرها، وله من العمر سبع وسبعون سنة.
المراجع
- الوافي في الوفيات، ج1، ص1613.
- شذرات الذهب، ابن العماد، ج3، ص116.
- تذكرة الحفاظ، الذهبي، ج3، ص186.
- البداية والنهاية، ج11، ص345.
- أعلام الفقهاء، يحيى مراد، ص109.