انتشاره:
ينتشر هذا النبات بشكل واسع حول العالم في أطراف الغابات, في المناطق المعتدلة الحرارة لشمال أوروبا- شمال أمريكا وبشكل كبير في آسيا, وقليلا في شمال أفريقيا,جنوب أوروبا.
نجده في أطراف المدن على طول ضفاف الأنهار, البحيرات, والجداول حيث يحصل على كفايته من الرطوبة والضوء الضروريين لنموه.
غير أنه قد ينتشر في المناطق التي خضعت لسيطرة الانسان كما هو الحال في الخنادق, السكك الحديدية. تتفتح أزهاره أوائل فصل الصيف وتستمر حتى أوائل فصل الخريف.
الأجزاء المستخدمة والمكونات الفعالة :
يمكن طبيا استخدام النبات الكامل أو أجزاء منه لوحدها كالأوراق, الجذور,الأزهار, أو البذور, الذي يتطلب أولا التخلص من أوباره اللاسعة التي تغطيه وذلك إما بطهي النبات أو تجفيفه. فهذه الأوبار تحتوي على عدد من المكونات التي تهيج البشرة كالهيستامين, حمض النمل, الأستيل كولين, حمض الخل, حمض الزبدة, الليكوترينات، وغيرها. لذلك دعيت باللاسعة, فأقل ما يمكن أن تسببه هو نخزة مؤلمة, نفطة حمامية متطورة, مع حكة ونمل قد يستمر من عدة ساعات حتى أيام.
يحوي نبات القريص كثيرا من المكونات الفعالة المختلفة يتجاوز عددها الخمسين, تختلف كماًونوعاً باختلاف عمر النبات والجزء المستخدم منه.
الجذور :
تحتوي الجذور على مركبات ستيروئيدية ومركبات الليغنان والغليكان تعود لها الفعالية في علاج تضخم البروستات الحميدة والأمراض الهرمونية الأخرى العائدة للأندروجين والأستروجين.
الأوراق:
تحتوي الأوراق على مكونات مشابهة لمكونات الجذور كالمركبات التربينية والفيتامينات A,C,D,E,F,K,P,B3,B6 مع محتوى أقل للستيرولات, ونسبة عالية من المركبات الفينولية إما على شكل حموض فينولية كحمض الكلوروجينيك, الكافيئوماليك, الغاليك والفيروليك أو بشكل فلافونوئيدات كالروتين الكيرسيتين, والايزوكيرسيتين, والأستراغالين أو بشكل كومارينات. هذه المركبات الفينولية تعود إليها الفعالية المضادة للأكسدة والالتهاب التي تتمتع بها أوراق نبات القريص الكبير.
كانت الأوراق تستخدم تاريخيا للتطبيق الموضعي على جلد المصابين بمتلازمات مؤلمة كهشاشية العظام قدرة على تخفيف الألم لديهم. وتم اثبات ذلك من خلال دراسة ثنائية التعمية أجريت على عدد من المرضى الذي يعانون آلام بالمفاصل, حيث طبقت موضعيا أوراق القريص الكبير مقابل أوراق القريص الأبيض ( تشبه أوراق القريص الكبير من الناحية الشكلية لكن لا تحتوي على الأوربار اللاسعة), فتبين أن لنبات القريص الكبير فقط الفعالية في تخفيف الألم لديهم.
وفي دراسة أخرى مفتوحة, تبين أن التناول اليومي لـ 50g من الأوراق المطهية لهذا النبات مع الطعام تزيد من فعالية الجرعة دون العلاجية لمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كالديكلوفيناك الذي يعرف عالميا بـ voltarin. كما تم دراسة فعالية الأوراق المضادة للتحسس بجرعة 600mg/ يوم من أوراق القريص المجفدة على 69 مريض يعانون من أنماط حساسية مختلفة, فتبين أن 58% من المرضى قد شفوا تماما من معظم الأعراض, بينما 42% منهم أكدوا أنها أكثر فائدة من مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية.
تعود الفعالية المضادة للالتهاب إلى قدرة أوراق القريص على تخفيض مستويات السايتوكينات, وعامل النخر الورمي TNF-a ومستويات الـCRP حيث يسكن الألم بشكل مؤقت مما يجعله علاج مساعد في أمراض الروماتيزم. كما يعمل القريص كمثبطات لأنزيمات السيكلوأكسيجيناز (COX1&2), وبالتالي تثبيط اصطناع البروستاغلاندينات التي تتدخل في الحدثيات الالتهابية.
تجدر الإشارة بمكان إلى عدد من الاستخدامات العلاجية الشائعة لأوراق نبات القريص, إلا أنها غير مثبتة بالدراسات, كالنقرس, سقوط الشعر, غزارة الطمث المتوسط, الرعاف, والنزف الهضمي.
الجرعات اليومية:
تتراوح مدة العلاج بهذا النبات بين 4-6 أسابيع وفقا لوكالة (European Medicine Agency) التي تشير إلى وجود عدة جرعات من هذا النبات تتبع طريقة التحضير, حيث يستخدم 2-4 غ من نبات القريص المجفف بشكل شايات بجرعة تكرر 3-6 مرات/ يوم, أي ما يعادل 8-12 غ من النبات الجاف.
أما في حال الخلاصات الجافة المحضرة بالماء, تتراوح الجرعة بين 450- 750 مغ تكرر 2-3 مرات اليوم, أما في حال تحضير الخلاصة بالإيتانول 50% تصل الجرعة إلى 535 مغ تكرر ثلاث مرات /يوم .
تصل الجرعة من الخلاصات السائلة المحضرة من هذا النبات إلى 30-40 نقطة فموية بالجرعة الواحدة تكرر ثلاث مرات /يوم, وذلك في حال الاستخلاص من النبات بنسبة (5:1( باستخدام مزيج من (الماء :7,الكحول 96%:1.65 , النبيذ 16.5%: 1.35), وتصل إلى 600مغ في حال الخلاصات المجفدة , وإلى (1-4)مل ثلاث مرات/ يوم في حال الصبغات .
كما تشير الوكالة إلى وجود عدد من الأشكال الصيدلانية مختلفة العيارات في السوق الألمانية حاوية على خلاصات جافة من هذا النبات .
احتياطات الاستخدام :
لا يعطى نبات القريص للمرأة الحامل لأنه قد يحرض إجهاضات لديها, كما يفضل عدم إعطاؤه للمرضع. يعطى بحذر لدى مرضى السكري نظراً لفعالية الأوراق في تخفيض سكر الدم, فإنه قد تزداد فرصة التعرض لهبوط السكر لدى مرضى السكري المعالجين بخافضات السكر الفموية.
ونظراً لقدرة الأوراق على تخفيض ضغط الدم, فإنه يعطى بحذر لدى مرضى ارتفاع الضغط الشرياني, كي لا تزداد فرصة التعرض لهبوط الضغط المفاجئ لدى المرضى المعالجين بخافضات الضغط. كما يلعب دور مضاد لتجمع الصفيحات وخافض لشحوم الدم.
هذا وقد أثبتت الدراسات أن الأوراق تملك القدرة على زيادة تدفق البول لذلك يفضل مناقشة الطبيب المختص في حال مريض يعاني من أمراض كلوية, قبل إدخال القريص الى النظام الغذائي.
التداخلات الدوائية:
الليثيوم: تبين أن نبات القريص الكبير يزيد من تركيز الليثيوم في الدم, حيث يعمل نبات القريص على زيادة تدفق البول مما يقلل من فرص الجسم بالتخلص من الليثيوم مما يزيد من تركيزه داخل الجسم مسبباً مشاكل خطيرة.
الأدوية المُرَّكِنة: تمتلك الأوراق بجرعات كبيرة تأثير منوِّم ومرَّكن, ومنه فإنها سوف تزيد من تأثير الأدوية المركبنة في حال المشاركة.
الوارفارين: نظراً لغنى الأوراق بالفيتامين k الذي يساهم بتشكل الخثرة, فإن الأوراق بذلك تعاكس وبالتالي تقلل من فعالية الوارفارين كمضاد للتخثر. مما يتطلب مراقبة وإعادة ضبط جرعة الوارفارين بإجراء تحاليل الدم في حال إدخال نبات القريص الى النظام الغذائي.
خافضات الضغط.
مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية.
خافضات السكر الفموية.
الآثار الجانبية:
يعتبر نبات القريص الكبير بشكل عام من النباتات الآمنة, ولكن يُحدث عند ملامسته بشكل مباشر تحسس جلدي واضح نتيجة احتواء أوباره على الهيستامين, حمض النمل, الأسيتيل كولين وغيرها من المواد الُمهيِّجة للبشرة. كما يحدث عند تناوله فموياً آثاراً هضمية متوسطة الخطورة, إلا أنها مؤقتة, كتهيُّج المعدة, إقياءات, وإسهالات.
بفضل هذا النبات يمكن تسكين الام المفاصل من خلال اعداد سلطة القريص الخاصة باوراقه المجففة، او الاستفادة من جذوره لعلاج ضخامة البروستات الحميدة لدى الرجال دون الحاجة الى اية ادوية اضافية.
بقلم : د. فرح يوسف
موبايل : 00963946116593