تنقسم الآراء نحوها فهناك من يعشق تناولها و هناك من يحظر وضعها في الفنادق أو نقلها في الطائرات و الباصات و وسائل النقل الاخرى نظراً لرائحتها القوية جداً.
لكن الذين لا يهتمون لهذه الرائحة و لا للصيت السيء الذي يلاحق هذه الفاكهة الخضراء اللون ذات الأسنان المدببة ، ينتظرون موسمها للتمتع بمذاقها و فوائدها الصحية.
ففاكهة الدوريان فعالة في تخفيف الالام و الصداع النصفي و علاج الارق و الاكتئاب و كذلك كبح الشهية و تخفيف التعب و الارهاق، و ذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الاحماض الامينية.
وتُعرف الدوريان، التي تنمو خصوصاً في ماليزيا وسنغافوره وتايوان والصين وإندونيسيا، بحجمها الذي يقارب حجم كرة القدم أو أكبر بقليل من الخارج ,قشرها صلب أخضر اللون أو بني ذو سنان مدببة مليء بأشواك تشبه أشواك القنفذ، ولبها الداخلي مثل محار البحر وبحجم ثمار الموز لونه أصفر فاقع، ويكون على شكل خمسة فصوص أو ستة، وتحمّص بذورها وتؤكل مثل البندق .
ونظراً لرائحة الدوريان الكريهة كما ذكرنا، يحظّر وضعها في الفنادق أو نقلها في الطائرات والحافلات ووسائل النقل الأخرى.
وينتظر متذوقوها الموسم للتمتع بمذاقها ومنافعها الصحية.
فهذه الفاكهة فعالة في تخفيف الآلام والصداع النصفي وعلاج الأرق والاكتئاب وكذلك كبح الشهية وتخفيف التعب والإرهاق، نظراً لاحتوائها على نسبة عالية من الأحماض الأمينية التي ترفع نسبة السيروتونين في الدماغ فتعزز مشاعر السعادة. كما أنها غنية بفيتامين «ث» ومجموعة فيتامينات «ب»، فضلاً عن خفضها نسبة الكولسترول في الدم.
كذلك الدرويان غنية بفيتامين \"سي\" و مجموعة فيتامينات \"بي\" و هي فعالة في خفض نسبة الكولسترول في الدم.
السر خلف الرائحة الكريهة لفاكهة الدوريان!
كانت هذه الفاكهة لفترةٍ طويلة محط اهتمام العلماء بسبب رائحتها النفاثة القوية والمنفِّرة. وأصابت الكثير من خبراء البيولوجيا الحيوية بالفضول لمعرفة الجين الوراثي والعامل الكيميائي المُسبب لهذه الرائحة.
ومن أجل التوصُّل إلى السبب الوراثي للرائحة الكريهة للدوريان، توجَّب في البداية فهم الخريطة الوراثية للفاكهة. إذ تتألف الفاكهة من 46 ألف جين من نوع “Musang King” وهي ضعف عدد جينات الجنس البشري تقريبًا.
وقد يبدو غريبًا بالنسبة لك عزيزي القارئ أن تعرف أن للدوريان نسب مع ثمار الكاكاو التي تُصنع منها ألذ وأشهى أصناف الحلوى في العالم، الشوكولاتة! ويُمكن ملاحظة الشبه الكبير بين كلا الثمرتيْن في الكثير من الجوانب، إلا في الرائحة الكريهة!
وبعد سلسلة من الدراسات، توصَّل العلماء إلى الجين المسؤول عن تشكيل الرائحة الكريهة للدوريان، إذ تعود الرائحة الكريهة إلى إنزيم “Methionine gamma-lyase”، المسؤول عن إنتاج مركبات الكبريت ذات الرائحة النتنة. والكبريت هو نفس المادة الكيميائية المُسببة لرائحة البيض الفاسد، والنفس الكريه عند الاستيقاظ من النوم!
مع اكتشاف السبب، بات بالإمكان استغلال التقنية الحيوية في تطوير سلالات من الدوريان عديمة الرائحة، عبر التدخل الجيني في عزل الجين المسؤول عن إفراز إنزيم “Methionine gamma-lyase”، وبالتالي، تُصبح السلالة المعدَّلة وراثيًا غير قادرة على إنتاج الكبريت، وتختفي تلك الرائحة الكريهة!