وعرفت في العقد الأخير من القرن الماضي بعد الحرب الأهلية اللبنانية نمواً مدنياً متسارعاً أدى إلى تضخمها وتمددها نحو العديد من القرى المجاورة التي أصبحت جزءاً من مجالها.
تلعب المدينة دوراً استقطابياً على مستوى محافظة الجنوب، باعتبارها مركز المحافظة، كما يوفر لها موقعها المميز ان تكون صلة وصل بين الجنوب وبيروت وقد ازدادت أهميتها بعد تنفيذ الأوتوستراد الجنوبي. وتتمركز في صيدا الدوائر الرسمية والمتاجر والمصارف والمؤسسات التعليمية والاستشفائية والصناعية الرئيسية، كما يؤمن لها مرفؤها فرصاً اضافية للنمو والاستقطاب
تعتبر صيدا الحاضرة وريثة صيدون الفينيقية، وتقع على ساحل البحر المتوسط في جنوب لبنان على مسافة 45 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من بيروت و40 كيلومتراً إلى الشمال من صور، ولا يتطابق موقع صيدا الحالي مع موقع صيدون الفينيقية التي كانت تمتد نحو الشرق اكثر (الدليل على ذلك أنّ معظم الآثار الفينيقية المكتشفة وُجدت في القياعة، الهلالية وأخيراً في تلة شرحبيل بن حسنة) بينما انحصرت صيدا قديما بأسوارها حتى اواسط القرن التاسع عشر، ثم أخذت بالانتشار نحو الشمال والشرق عبر البساتين التي تغطي سهلها. يبلغ عدد سكانتها ما يقارب الـ250 الف نسمة، وذلك حسب التقديرات المحلية لغياب الإحصاءات الرسمية.
أصل التسمية
اسمها باللاتينية وباليونانية "صيدون" وبالعبرانية "صيدو". ولا يوجد تفسير واضح لأصل التسمية. فمنهم من ذكر أنها تنسب إلى صيدون ابن كنعان. كما يعتقد أن الاسم مشتق من كثرة السمك في شواطئها أو نسبة إلى أهلها الأقدمين الذين عملوا كصيادي أسماك.
ويقول المؤرخ الفرنسي جاك نانتي: «إنّ أول مدينة أسسها الفينيقيون هي مدينة صيدا نحو سنة 2800 ق.م ثم بُنيت مدينة جبيل فأرواد فطرابلس... [و] مؤسس مدينة صيدا هو صيدون ابن كنعان البكر الذي أخذت اسمه منها».[2] ويقول أحمد عارف الزين: «إنّ صيدا من أقدم مدن العالم واسمها مأخوذ من بكر كنعان حفيد نوح وكان ذلك سنة 2218 ق.م أو قبل ذلك، وكانت في أيام يشوع بن نون ام المدن الفينيقية»".[3]
الموقع
تقع صيدا الحديثة في قضاء صيدا من محافظة الجنوب. تبعد نحو 45 كلم (27.963 مي) عن بيروت عاصمة لبنان. وترتفع نحو 5م عن سطح البحر وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ 786 هكتاراً (7.86 كلم²- 3.03396 مي²).
تبعا لبعض التقديرات يسكن مدينة صيدا نحو 120,000 نسمة، ويبلغ عدد سكان المدينة المسجلين 89,152 نسمة، إضافة إلى نحو 50 ألفا من اللاجئين الفلسطينين الذين يسكنون مخيم عين الحلوة الذي يشكل ضاحيتها الفقيرة.
مزاياها
تتميز صيدا بأنها عريقة وغارقة في التاريخ، ومن الآثار التي تروي حكاياتها: المدينة القديمة، القلعة البحرية، القلعة البرية، الميناء ومرافئ الصيادين، الجامع العمري الكبير، الكنائس وخان الإفرنج والحمامات الأثرية. كما تتمتع المدينة بمزايا عدة: فهي مركز المحافظة، وفيها وظائف تجارية متطورة، وتتميز أيضاَ بفرادة واجهتها البحرية ومنطقتها التراثية، ومأكولاتها وحلوياتها المتنوعة؛ كل هذا يجعل منها نقطة جذب سياحية مهمة، إضافة إلى انفتاحها على المناطق الزراعية في جنوب لبنان. وتضم منطقة صناعية واقعة في جنوبها. وتمتلك أيضاً مقدرات مهمة في حقل الإسكان، بفضل التلال المحيطة بها والمطلة على البحر، والتي شهدت نمواً عمرانياً ملحوظاً.
ويقوم الاقتصاد الصيداوي بالدرجة الأولى على زراعة الحمضيات، إذ تمتد مدينة صيدا وسط سهل ساحلي خصب التربة غزير المياه.
تاريخها
قلعة صيدا الصليبية
مرت صيدا بحقب تاريخية مهمة منها ما شهد بعض التطور والازدهار كما في عهد العموريون وأيام الأشوريين والكلدان والفرس وخصوصاً أيام العبرانيين والآراميين (885-331 ق.م) ومنها ما شهد بعض الإنحطاط كما في عهد الحيثيين والمصريين. كما ذكر هوميروس مدينة صيدا في إلياذته، وتحدث أكثر من مرة عن نتاج صيدون وتجارتها وغناها قائلاً: "إنّ الحذق والمهارة والشهرة التي كانت للصيدونيين في صنائعهم والقوة والبأس والبطش التي كانت في جيوشهم لم تنحصر في سوريا بل انتشرت منهم إلى أقاصي الأرض... ". وكان لصيدا صلات كثيرة بأمم متعددة قديمة، بعضها من سكنها وبعضها من اقتحمها لبسط سيطرته عليها.
يرجع تاريخ المدينة إلى فينيقيي سواحل البحر المتوسط في أوائل الألف الثالث ق.م. وقد ازدهرت بنوع خاص في أواخر الألف الثاني وأوائل الألف الأول ق.م. وكانت تقسم إلى قسمين - كما تدل النقوش التي وجدت في معبد أشمون ـ صيدا الكبرى أو البحرية وهي مركز الصناعة والتجارة وتقوم المدينة الحالية مكانها. وصيدا الصغرى وكانت تقع في الضاحية على سفوح المرتفعات التي تحيط بالمدينة.
ويعود مجيء الفينيقيين إلى بلادنا إلى أوائل الألف الثالث ق.م. وتنسب صيدا إلى صيدون بكر كنعان، وكانت رئاسة المدن الفينيقية والسيادة البحرية من نصيب صيدا أولا، فمارست هذه الرئاسة على جنوب لبنان بما في ذلك صور واحتفظت بسيادتها البحرية كما فعلت من قبل جبيل وأرواد في شمال لبنان. وكانت صيدا أماً لمدينة هبّو في شمالي إفريقيا ومدينة كيثيوم في قبرص كما كانت صور أماً لمدينة قرطاجة.
ازدهرت المدينة بنوع خاص في أواخر الألف الثاني وأوائل الألف الأول ق.م. وسيطرت على الحوض الشرقي للمتوسط فترة من الزمن. وفي القرن الثاني عشر ق.م. خسرت صيدون سيادتها بسبب غزو الفلسطو لها وتدميرهم إياها. فانتقلت عظمتها إلى صور.
توالى على المدن الفينيقية بما فيها صيدون الفاتحون والغزاة. وكان الاحتلال الأجنبي عنيفاً طاغياً حيناً وضعيفاً لا أثر له حيناً آخر، حسب مراحل الازدهار أو الانحطاط التي كانت تمر بها الدولة المحتلة.
وتعاقب على صيدون الفراعنة ثم المصريون فالآشوريون. وقد ثارت المدينة على الآشوريين حوالي سنة 680-670 ق.م. فجاء الملك آسرحدون ودمر المدينة وذبح أهلها ونفى سكانها إلى آشور. كما ثارت ضد الفرس فحاصرها إرتحششتا الثالث. إلا أن الصيدونيين فضلوا الموت على السبي والأسر. فأحرقوا مدينتهم وجميع مراكبهم واستسلموا للموت حرقاً. ويقال ان أكثر من 40 ألف نسمة هلكوا في هذا الحريق. بعد الفرس استسلمت صيدون إلى الاسكندر المقدوني بدون مقاومة ومن بعده إلى خلفائه. وفي أوائل العهود الرومانية كانت صيدون تشكل شبه جمهورية صغيرة لها حكامها وقضاتها ومجلس شيوخها.
وفي العهد البيزنطي، تمّ تقسيم البلاد إلى تشكيلات إدارية تخالف التنظيمات الرومانية، فكانت فينيقيا الساحلية وقاعدتها صور قد شملت عكار وصور وصيدا وبيروت وجبيل وطرابلس، ودام الحكم البيزنطي في بلادنا 2500 سنة كانت من أكثر عصور تاريخنا الوطني شؤماً.
وعام 555 م، ضرب زلزال قوي مدينة بيروت ودمر كلية الحقوق فيها تدميراً كاملاً، فنقلت نشاطها إلى مدينة صيدا إلا أنّ زلزال عام 573 م دمرها أيضاً.
وفي العام 637 م سارت الجيوش العربية بقيادة يزيد بن أبي سفيان إلى مدينة صيدا، ففتحها فتحاً يسيراً، وجلا كثيراً من أهلها، ثم خلفه أخوه معاوية الذي خشي عودة البيزنطيين إلى المدينة فعمد إلى إنشاء أساطيل حربية بحرية في ميناءي صيدا وصور حتى بلغ أسطوله 1700 سفينة حربية قاده بحارة مسيحيون واستطاع بواسطته اكتساح قبرص ورودوس محطماً عمارات البيزنطيين القوية. ومنذ ذلك الحين أصبح اسمها صيدا. وأصبحت تابعة إدارياً لمدينة دمشق عاصمة الأمويين فيما بعد.
وشهدت مدينة صيدا في عهد الأمويين (680- 750 م) نهضة فكرية تمثلت بالشعراء والمفكرين والفلاسفة، ونهضة فنية تمثلت بالهندسة البنائية، إضافة إلى تطورها الاقتصادي بحيث كان الصيداويون يصدرون إلى أوروبا وبقية أنحاء العالم صادراتهم الزراعية والصناعية.
وفي العصر العباسي (754 ـ 1098م) نشأت دويلات إسلامية عدة كالدولة الطولونية والإخشيدية والحمدانية والفاطمية، وشهدت بلادنا بوادر التفرقة الدينية والعنصرية بعد انتقال الخلافة من دمشق إلى بغداد، لذلك كثرت الثورات وأعظمها كانت تلك التي أعلنها علي بن عبد الله المعروف بالسفياني، إذ رفع العلم الأبيض – العلم الأموي وأزال العلم الأس شعار العباسيين، واستطاع ان يجمع حوله جماعة من المؤيدين بينهم حاكم صيدا سنة 812 م.
وفي العهد الصليبي كانت صيدا مركز ولاية من الولايات الأربع التي تؤلف مملكة القدس وكان يحكمها كونت وتمتد حدودها من الدامور شمالاً إلى جبل الكرمل جنوباً. وفي عهد المماليك تأخرت مدينة صيدا كثيراً وانحط شأنها ولم يكن هذا الانحطاط من نصيب صيدا فحسب، فقد خربت كل المدن الساحلية ذات المرافئ المهمة في هذا العهد. فالمماليك فرضوا ضرائب باهظة مما أرهق كاهل الشعب، وهجرها التجار وتهدمت بيوتها من جراء الحروب المستمرة.
وفي العهد العثماني أصبحت صيدا سنة 1662 مركز ولاية تبتدئ حدودها شمالا من جسر المعاملتين أي من حدود ولاية طرابلس وتنتهي جنوبا عند جبيل الكرمل، ثم اتسعت فيما بعد حدود الولاية أيام الجزار بما ضم إليها من بلاد. وفي عهد الأمير فخر الدين الثاني المعني (1590-1697 م)، شهدت مدينة صيدا تطوراً عمرانياً وتجارياً كبيرين، فقد اتخذ من صيدا عاصمة له، فنشطت الحركة التجارية وأخذ الأجانب يتمركزون فيها ويوسعون تجارتهم معها وخصوصاً بعدما فقدت طرابلس مركزها التجاري.
وكثرت في صيدا الأبنية المعنية التي لا يزال البعض منها باقياً حتى يومنا هذا. وكثرت أيضاً الحانات التي كان يقيم فيها التجار الأجانب وقناصل الدول الأوروبية. ولعل فترة الازدهار القصيرة التي عاشتها صيدا أيام فخر الدين هي آخر فترات ازدهارها في التاريخ.
وفي أواخر القرن الثامن عشر، نقل احمد باشا الجزار مركز ولاية صيدا إلى عكا مما أدى إلى سقوط المدينة. وعام 1791 قام بطرد التجار الأجانب من صيدا، وكان ذلك سبباً في بروز بيروت كمركز تجاري مهم واحتلت مكانةً كبيرة في العلاقات التجارية مع اوروبا بدلاً من صيدا. عام 1840، ألقى الأمير بشير الشهابي الكبير النظرة الأخيرة على الجبل من مرفأ المدينة متوجهاً إلى مالطة مسدلاً الستار ومنهياً الحكم الشهابي على صيدا.
وكانت صيدا في عام 1860 ملجأ لعدد كبير من الفلاحين الذين هربوا من المجازر الطائفية واحتموا في خان الفرنج ومن تأخر منهم تعرض للقتل. ومنذ أوائل القرن التاسع عشر والمدينة تنمو وتزدهر تجارياً وثقافياً واقتصادياً، حتى أصبحت وقبل الحرب العالمية الأولى ميناء البلدان اللبنانية والسورية على حدٍّ سواء.
خلال الحرب العالمية الأولى، عانت صيدا من الجوع وانتشار داء التيفوس، كذلك عُلّق أحد ابنائها وهو المرحوم توفيق البساط على المشنقة مع إخوانه الشهداء في ساحة البرج في بيروت في 6 ايار 1916م، ولما وصل الجيش الإنجليزي إلى ضواحي صيدا عام 1918م، قام المرحوم رياض الصلح مع عدد من الشباب الصيداوي بدخول دار الحكومة فرفعوا على ساريتها العلم العربي وأعلنوا نهاية الحكم العثماني في الجنوب ونودي رياض الصلح رئيساً للحكومة العربية المؤقتة والتي سرعان ما سقطت بعد دخول الفرنسيين إلى مدينة صيدا وضمها إلى دولة لبنان الكبير عام 1920م. ومنذ فترة ما بعد الاستقلال وحتى يومنا هذا، أخذت صيدا تزدهر يوماً بعد يوم وتتطور تجارياً واقتصادياً وصحياً وثقافياً، فبرزت الحركات الإجتماعية والجمعيات الثقافية والمدارس العريقة، كذلك كثرت المستشفيات والمراكز الطبية وازداد عدد المهندسين والأطباء والصيادلة، عدا عن أهم رجالاتها المفكرين والأدباء والسياسيين، مما جعل من مدينة صيدا ثالث المدن اللبنانية من حيث الأهمية وعاصمة محافظة لبنان الجنوبي.
صيدا في الكتاب المقدس
ورد ذكر مجيء السيد المسيح إلى مدينة صيدا في مواقع عدة من أصحاح انجيل لوقا ومرقس ومتى، فقد ورد على سبيل المثال لا الحصر في الإصحاح السادس من انجيل لوقا:" ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع تلاميذه وجمهور كثير من الشعب ومن جمع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيدا الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم." كما انّ القديس بولس الرسول مر بمدينة صيدا، ويختلف الرواة في تاريخ مروره بها، ويقول الأستاذ الشيخ أحمد عارف الزين في كتابه (تاريخ صيدا) إنّ بولس الرسول مرّ في صيدا لتفقد شؤون المسيحيين وذلك حين ذهابه إلى روما. وذكرت صيدا مرات عدة في الكتاب المقدس في جزئيه القديم (التوراة) والجديد (الإنجيل).
أهمية صيدا التاريخية
لعبت الحضارة الفينيقية دوراً مهماً في اكتشاف الأبجدية ونقلها إلى العالم، وعندما نذكر صيدون الفينيقية، لا بدّ وأن نذكر معها الدور الحضاري العظيم الذي قدمته هذه المدينة إلى بلاد اليونان، ألا وهو نشر الأبجدية فيها، وهذا ما تؤكده روايات مؤرخي اليونان، انهم عرفوا الهجائية عن طريق الصيدونيين الذين جاءوا إلى بلاد اليونان وصحبة (قدم) أو قدموس حوالي سنة 1580 ق.م والذي حمل معه الحروف الهجائية وبنى مدينة تيبه وتملكها.(الخوري عيسى أسعد- تاريخ حمص- ج1، وسعيد عقل: قدموس).
كما كان للحضارة الفينيقية دور مهم في اكتشاف مادة الصباغ الأرجواني وتصديرها إلى العالم (مادة الصباغ الأرجواني موجودة في حيوانات بحرية ذات أصداف تُسمى الموريكس وكان لونها أحمر بنفسجياً، ويتم استعمال هذه المادة في صباغ الحرير والقطن والصوف الناعم). وتعتبر مدينة صيدون مكتشفة الصباغ الأرجواني بخلاف ما ذُكر من أنّ صور هي مكتشفته (وُجد جبل كامل من هذه الأصداف عند مقام أبا روح على شاطئ صيدا الجنوبي ويعود تاريخها إلى أوائل الألف الثاني قبل المسيح في حين أنّ آثارات مصانع الأرجوان حول مدينة صور تعود إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد فقط).
والصيدونيون هم أول من صنع الزجاج ولا سيما الشفاف منه وأنشأوا لصناعته المعامل المهمة، وكانت مصانعهم في صيدون والصرفند أشهر معامل من نوعها في العالم المعروف وقتئذٍ. كما برع الصيدونيون في صنع الأواني الخزفية وهم اول من نقل هذه الصناعة إلى بلاد اليونان، كما تفوقوا في صناعة الحفر والنقش وصب الذهب والفضة ومختلف المصنوعات المعدنية.
وكانوا أول من عنوا بتبليط الشوارع وأحرزوا في صناعة السفن نصيباً وافراً من المجد والشهرة، وكانوا أسبق الأمم إلى ركوب البحر والتوغل فيه.
آثار صيدا
تعتبر صيدا مدينة أثرية بامتياز، بحيث تكثر فيها الآثار ومنها ما يعود إلى العصور الفينقية المختلفة وأخرى إلى العقود المسيحية والعربية والصليبية والمعنية، والكلام عنها بالتفصيل يحتاج إلى مجلد خاص. وشهدت صيدا حركة اكتشافات اثرية مهمة بعد اجراء حفريات في المدينة وجوارها ومن المعالم التي لا بد من زيارتها:
القلعة البحرية: بناها الصليبيون عام 1228م على مدخل المدينة، وشيدت على جزيرة صخرية تبعد نحو 80 مترا من الشاطئ، ويربطها به جسر صخري مبني على تسع قناطر، ويزين مدخل القلعة أحجار سود منحوتة، ويقع داخلها مسجد بناه الاشرف خليل بن قلاوون، وجدده الأمير فخر الدين.
قلعة صيدا البحرية من ناحية البر - القلعة البرية أو قلعة القديس لويس: والمعني به هو لويس التاسع ملك الفرنجة الذي قاد الحملة الصليبية السابعة، وامر بترميم عدد كبير من القلاع وتحصينها ومن بينها قلعة صيدا التي تقع على قمة التل القديم الذي يشرف على المدينة من ناحيتها الجنوبية.
تلة المريق إلى الجنوب من القلعة البرية يقع مرتفع اصطناعي يصل طوله إلى نحو 100 متر وارتفاعه نحو 50 متراً، وقد يكون تراكم بقايا اصداف المريق (الموريكس) وهي محار يستخرج منها الصباغ الارجواني، لذلك أطلق عليها اسم تلة المريق.
قصر آل دبانة: يملك هذا القصر الذي يعود تاريخ بنائه إلى أيام الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير في أوائل القرن السابع عشر، السيد جورج دبانة. ولا يزال يحتفظ بطابعه الشرقي الجميل المزين بالزخارف الإيطالية من البندقية، ويعتبر من أجمل القصور القديمة.
المقامات الدينية تزخر صيدا وجوارها بعدد كبير من المساجد والكنائس إضافة إلى مقامات الأولياء والقديسين التي ترجع إلى عصور مختلفة ويحترمها المسلمون والمسيحيون واليهود على حد سواء، وأهم هذه المقامات مقام النبي صيدون الذي كان يقع في البساتين في منطقة البرغوت، أما اليوم فقد أصبح داخل مدينة صيدا، وكانت تحيطه حديقة واسعة ويعتقد أنه كان في الأصل هيكلاً للإله الفينيقي صيدون، ومن هنا تسمية المسلمين له بالنبي صيدون، بينما يزعم اليهود بأنه ضريح زبلون من أبناء يعقوب، ولا يوجد في الضريح ما ينبئ عن صحة نسبته (وتاريخ بنائه) وكان معظم زواره من اليهود وقلة من المسلمين، ومقام النبي يحيي الذي يقع شرقي صيدا قرب منطقة الحارة.
مرافئ صيدا مرفأ صيدا الأساسي صغير نسبياً ويتألف من حوض واحد وهو صالح للسفن الصغيرة التي لا تزيد حمولة الواحدة منها عن 1200 طن، ولسفن الصيد، وتمثل حركته 4 % من مجموع حركة المرافئ اللبنانية. ويجري اليوم العمل على إنشاء حوض آخر في مرفأ صيدا وتطويره نظراً إلى الدور المهم الذي يمكن ان يلعبه. أما صيدون القديمة فكان لها ثلاثة مرافئ هي المرفأ الشمالي ويقع مكان المرفأ الحالي، والمرفأ الجنوبي أو المرفأ المصري ويقع جنوبي المدينة القديمة، والمرفأ الخارجي ويقع في الجزيرة قبالة صيدا.
خان الافرنج
يتألف هذا الخان من فناء داخلي مستطيل يتوسطه حوض مياه ويحيط به طابقان، الأرضي للبضائع والدواب والعلوي للنزلاء. وكان هذا الخان مركز النشاط التجاري وتحول فيما بعد إلى مقر للقنصل الفرنسي ثم مقرا للآباء الفرنسيسكان، وبعدها ميتما للفتيات، اما اليوم وبعد ترميمه فقد اضحى مقرا للمركز الثقافي الفرنسي.
داخل خان الإفرنج في صيدا القديمة.كنائس صيدا الأثرية في مدينة صيدا ثلاث كنائس أثرية، إحداها للرّوم الأرثوذكس والثّانية للطائفة المارونية وهما داخل المدينة القديمة، والثّالثة للرّوم الكاثوليك وهي خارج سور صيدا القديم، في حيّ مار نقولا.
جوامع صيدا ومساجدها التاريخية شيد عدد من المساجد داخل صيدا القديمة عند تقاطع الأزقة والدروب، بحيث تفضي هذه الطرق في معظمها إليها. وكان يلف كل مسجد حديقة وارفة الظلال يجلس فيها الناس بعد الانتهاء من اعمالهم يتسامرون، فاذا حان وقت الصلاة أدّوها في وقتها، فالمقاهي لم تكن موجودة في المدن الإسلامية، ولا يعرف كيف وجدت وانتشرت بحيث لا يخلو شارع من شوارعها القديمة منها، وهذه المقاهي ملاصقة تماماً للمساجد.
والملفت للنظر أن هذه المساجد مقامة على خطين مستقيمين من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال من المدينة، فالمسجد العمري الكبير ومسجد قطيش ومسجد الكيخيا ومسجد أبي نخله على خط مستقيم واحد، يوازيه على خط آخر مسجد بطاح ومسجد باب السراي ومسجد البحر. أمّا المسجد البراني فيقع خارج سور البلدة، ومسجد القلعة البرية يقع في قلعة البحر.
المقابر لا بد من الإشارة إلى اهمية المقابر في صيدا والتي تم العثور فيها على ناووس الملك الصيدوني اشمون عزر الثاني وهو موجود في متحف اللوفر، والمقبرة الثانية التي تقع تحت قرية الهلالية عثر فيها على نواويس رخامية شهيرة هي ناووس الاسكندر وناووس الليفي وناووس المرزبان وناووس الندابات وهي موجودة في متحف إسطنبول. وفي مقبرة عين الحلوة جنوب شرقي صيدا عثر على مجموعة من النواويس الرخامية وهي حاليا في المتحف الوطني في بيروت.
لمشاهدة المزيد من صور مدينة صيدا القديمة والحديثة
شبكة الشفاء الاسلامية