السيرة النبوية الكاملة >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  في ظلال السيرة النبوية >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  صحيح السيرة النبوية >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  السيرة النبوية المستوى الأول >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  السيرة النبوية للأطفال والناشئة >> تحميل كتب السيرة النبوية  🌾  تحميل كتاب تربية الاولاد في الاسلام >> كتب الأسرة والمرأة المسلمة  🌾  انشودة عشاق الشهادة >> اناشيد ابراهيم الاحمد  🌾  اقوى آيه مجربة لفك عقد السحر والحسد >> الرقية الشرعية والأذكار  🌾  انشودة قائد الأمة >> الاناشيد الاسلامية  🌾  انشودة جبل بلادي >> أناشيد فرقة الوعد اللبنانية  🌾 

وترجل الفارس الفيصل

  محيط البوك المقال

صفحة المقالات العامة
  وترجل الفارس الفيصل     
 

الكاتب : محمد أحمد زهرة    

 
 

 الزوار : 16056 |  الإضافة : 2011-05-10

 

مركز المعلومات العامة

 



لبنان يفقد تباعا أعلامه.. فقبل سنة فقدنا الشيخ خليل الصيفي ، ومنذ عشرين يوما فقدنا الشيخ محمد كنعان، وها نحن اليوم القاضي الشيخ فيصل مولوي..

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: محمد أحمد زهرة – إمام مسجد الإمام علي بن أبي طالب "الفيلات"

هاهو لبنان يفقد تباعا أعلامه.. فقبل سنة تقريبا فقدنا سلطان الدعاة الشيخ خليل الصيفي رحمة الله عليه، ومنذ عشرين يوما تقريبا فقدنا رئيس المحاكم الشرعية السنيّة الشيخ العلم محمد كنعان، وها نحن نودع اليوم شيخ الفقه والأصول مولانا ووالدنا الكبير القاضي الشيخ فيصل مولوي..

ما إن سمعت الخبر حتى تماثل أمامي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"

بالأمس كنت بيننا علما ينير بعلمه دروب العالمين، فلم تكن مجرد شيخ من مشايخ لبنان، إنما ذاع صيتك الحسن وانتشرت سمعتك الطاهرة طهر المسك في أرجاء العالم.. وها أنت ترحل اليوم، ورحيلك خسارة لكل من عرفك، وخسارة أكبر لكل من لم يعرفك حق المعرفة..

إيه يا شيخنا ما أعظمك، مربيا عرفناك، متواضعا عهدناك، مرشدا وعيناك.. عرفتك منذ أن تعرفت إلى الجماعة الاسلامية المباركة، وعلى الرغم من أنك كنت أمينها العام من جهة، وكانت لك علاقاتك الوطيدة مع مختلف المشايخ والعلماء في معظم أنحاء العالم، إلا أن ذلك لم يزدك إلا تواضعا مع إخوانك وأبنائك، ينطبق عليك قوله تعالى: شداء على الكفار رحماء بينهم.."

بدأت أتعمق في شخصيتك وأحترمها أكثر من خلال محاضراتك التي كنت تلقيها علينا ضمن المخيمات الطلابيّة لرابطة الطلاب المسلمين والندوات الفكريّة والشرعيّة..


أحببناك في الله إي وربي، أبا ومعلماً، وأخا ومربيا فاضلا، وعالما جليلا، فكم استفدنا من علمك في المخيمات التربوية الخاصة، وكم تعلمنا وسمعنا منك شعار العلماء الذي وصفهم الله عز وجل بقوله:" الذين يبلّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا."


نعم، لم يفقدك لبنان فحسب، بل كل العالم فقد بموتك مرجعا دينيا يستعان به في معظم المسائل والأحكام الشرعية التي تحتاج إلى فقيه أصولي يفهم الواقع.. وقد كان التواصل معه سهلا يسيرا لا يتطلب وساطات ولا يخضع للتراتبية، بل كان من الممكن مهاتفته أو رؤيته شخصيا في الأمانة العامة ببيروت.. تحاوره بكل سلاسة وأريحية، يستمع إليك حتى تنهي كلامك ولا يقاطع حديثك أبدا، فيبلسم حيرتك بجواب يشفي الصدور وكلام تسعد له الحور..

أعتذر إليك شيخي، لم يسعفني عمري المعرفي بالجماعة الاسلامية على التعرف إليك من قبل، فكم من سنة ضاعت وأنا في غفلة عن عالم موسوعة يعيش بيننا.. وعندما بدأت أعرفك أكثر عن كثب، وقد كنت أقرأ في الكتب عن أدب العلماء وسمتهم وتواضعهم، فأشعر كلما التقيتك شيخي وحبيبي الشيخ فيصل، أنني أعيش في زمن الصحابة والتابعين ومن بعدهم..

حقاً إن هذا الرجل غريبٌ في تواضعه، لحتى أنني لطالما استحقرت نفسي أمام فضيلته عندما يحدد لنا موعدا للقياه..

أتساءل أحيانا، هل أنا محظوظ أنني حظيت بفرصة التعرف إلى الشيخ فيصل رحمه الله وغفر لنا وله، أم أنني تعيس الحظ متعثر حيث لم أعرفه من قبل، ولكن ما أعرفه حق المعرفة، أن الجماعة الاسلامية في لبنان فقدت علما وعالما جليلا، أقولها وبكل صراحة، وبخاصة أن كثيرا من أبناء هذه الجماعة لم يعرفوا حقا قيمة هذا الانسان.. لذا فليست الجماعة الاسلامية فقط من فقدت الشيخ ولا حركة الاخوان المسلمين، ولا اخوانه في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولا المجلس الأوروبي للافتاء، ولا اخوانه في فرنسا التي أسس فيها اتحاد الجمعيات الاسلامية... بل فقدته القضية الفلسطينية أيضا، وكل أحرار العالم الذي حمل لهم الدعوة إلى الله بالحسنى.. للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء.. قولا وفعلا وكتابة، وستبقى كتبه صدقة جارية له بإذن الله تعالى.

قد قال الله تعالى: " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".. هي آية بلسم للجراح، وهي ما يرضينا بقضاء الله وقدره، فإنا لله وإنا إليه راجعون..


هي الحياة، أمانة يهبها الله لمن يشاء ويستعيدها متى شاء "حتى إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ...."، فوالله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون، عهدا منا وفاءً لروحك النقية وجسدك الطاهر، وأدبك العظيم، وسمتك المهيب، ووقارك الراقي أن نواصل مسيرتك في الدعوة والجهاد، وأن نسير على دربك درب الرسول لا نحيد عن كتاب الله وسنة نبيه الكريم..


ربما فقدناك جسدا لكنك ستبقى في القلوب حياً..



 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


6 + 1 =

/300
  صورة البلوك جديد الاناشيد الاسلامية

  صورة البلوك جديد الكتب